الحكمة نت - تقرير: إيهاب الشرفي :
كانت ولا تزال التحويلات المالية للمغتربين اليمنيين والمساعدات الأجنبية تشكل جزء كبير وأساسي في رفد الاقتصاد اليمني باعتبارها مصدرا للعملة الأجنبية ومضمدا لآثار الفقر الناجم عن الموارد الشحيحة في البلاد ومعدل البطالة المرتفع ، وتعاظمت أهميتها عقب الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً وما تبعه من شلل تام لحركة الإقتصاد والصادرات الشحيحة أصلا .
تحديات المغتربين
ونظرا للأهمية الكبيرة التي يشكلها المغترب اليمني وخاصة في المملكة العربية السعودية التي تعتبر أكبر وربما أقدم وجهات اليمنيين من بين كل دول الخليج -إذ يوجد بها نحو مليوني يمني - وهو أكبر عدد من العمال اليمنيين في الخارج ، فإن أي مشاكل أو تحديات قد تواجههم لدى الأشقاء في المملكة سيكون أثر ذلك بالغاً وخطيراً على الاقتصاد بل وعلى ملايين الأسر والأفراد في الداخل اليمني .
أهمية المغتربين الإقتصادية
تلك الأهمية التي أكد عليها مجلس الوزراء في اجتماعه، الأحد22 اغسطس 2020م، برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، والذي ثمن فيه الدور الحيوي للمغتربين اليمنيين في خدمة الاقتصاد الوطني على مدار العقود السابقة والدور المعول عليهم في تحقيق الاستقرار وإعادة الاعمار والتنمية وتجاوز الاثار المدمرة التي خلفها الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا واشعالها الحرب..
الحكومة لن تتخلى عنهم
مؤكدا في ذات الإجتماع أن قضايا المغتربين هي على الدوام محل إهتمام الحكومة التي تدرك الدور العظيم للمغتربين اليمنيين في بناء اليمن ورفد الاقتصاد الوطني ولن تتخلى عن واجباتها تجاههم ، مؤكدا حرص الحكومة على حلحلة التحديات والعقبات التي تواجه المغتربيين اليمنيين وتداعياتها المحتملة على كافة الاصعدة .
توازن الجنسيات
جاء ذلك وسط تداول أنباء غير رسمية ، تشير إلى إجراءات شرع في تنفيذها الأشقاء في السعودية ،خلال الشهر الماضي، تقضي بتحديد نسبة العمالة اليمنية في كل المنشآت وقطاعات الأعمال في المناطق الجنوبية للمملكة بنحو 25% ضمن قانون توازن العمالة الأجنبية ، ومن ثم البدء بحملات ميدانية لتنفيذ القرار الذي يأتي في سياق سلسلة من القرارات والإجراءات التي تنفذها سلطات المملكة ضمن استراتيجية الاقتصاد والعمالة الوطنية.
تحركات حكومية مكثفة
وهو ما استدعى تحركات مكثفة للحكومة والقيادة السياسية اليمنية ، والتي برزت من خلال مناقشة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك ،الأحد الماضي، أوضاع المغتربين اليمنيين في المملكة ، وإحاطة وزير الخارجية عن أوضاع المغتربين والجهود الحكومية المبذولة للارتقاء بوضعهم ومعالجة التحديات التي تواجههم بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة .
تدخل مؤسسة الرئاسة
ذلك بالتوازي مع التحركات الفعلية التي تقوم بها مؤسسة الرئاسة والحكومة اليمنية ، مع الجانب السعودي في سبيل تخفيف الإجراءات المتخذة ومنح العمالة اليمنية استثناءات بالنظر إلى وضع البلاد الراهن، في ظل ما تشهده من أزمات اقتصادية وإنسانية وتهاوٍ متواصل في العملة الوطنية، وسط تأكيدات حكومية على إيلاء هذا الملف أهمية كبيرة وأنها لن تتخلى عن واجباتها تجاه المغتربيين اليمنيين .
إتصالات مكثفة
في السياق ذاته ، كشف مجلس الوزراء عن اتصالات مكثفة يجريها رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي ، مع القيادة السعودية من أجل معالجة التحديات التي تواجه العمالة اليمنية في المملكة بما يضمن حقوقهم، وعدم الخلط بين الدواعي الأمنية وممارسة الأعمال تحت حماية القانون ، معربا عن ثقته في تجاوب الاشقاء بالمملكة مع هذه الجهود انطلاقا من العلاقات التاريخية ووشائج القربى والاخوة المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين والمصير المشترك الذي يجمعهما .
لقاءات ومناقشات
وزير وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك، بدوره أيضا التقى مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان ، وجرى مناقشة قضايا المغتربين اليمنيين في المملكة، وضرورة العمل على حل مشاكلهم وتذليل الصعاب التي يواجهونها، لما يشكلونه من أهمية للإقتصادي اليمني، والمساهمة الفاعلة التي تعول عليها الحكومة تجاههم ، في ظل الظروف الراهنة التي تسببت بها مليشيات الانقلاب الحوثي الإيراني .
نتائج إيجابية
تلك التحركات المكثفة للحكومة اليمنية أثمرت نتائجها في تجاوب الأشقاء في المملكة العربية السعودية تجاه الأزمة التي طرأت مؤخرا بفعل قانون توازن الجنسيات ، وهو ما بشر به، وزير شؤون المغتربين محمد العديل ، الذي أكد عودة أعضاء هيئة التدريس اليمنيين في جامعات جنوب المملكة إلى ممارسة أعمالهم ، نتيجة التحرك الحكومي الجاد والسريع لمعالجة أوضاع المغتربين اليمنيين.
يشار إلى أن التحركات الحكومية اليمنية السرية والظاهرية تشير إلى تجاوب إيجابي تجاه العمالة اليمنية ككل في المملكة العربية السعودية ، في وقت ثمن فيه مجلس الوزراء الجهود التي تبذلها القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية واتصالاته مع الاشقاء في قيادة المملكة العربية السعودية التي كانت دوما وابدا وفي كل المحطات الصعبة مع اليمن وشعبها.