تقرير | خاص
انطقلت صباح اليوم الخميس الموافق 27 مايو 2021 م مسيرة عمالية من أمام الإدارة العامة لمجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني ، متوجهة صوب مقر محافظة تعز ، وعند الوصول؛ عمال شركات الشيباني، مع نقابة عمال مجموعة عبد الجليل ردمان المتضامنين معهم، قاموا بوقفة احتجاجية سلمية نددت بالاعتداءت التي طالت المصانع والعمال من قبل مسلحين خارجين عن النظام والقانون ، حد وصف البيان الصادر عن المسيرة .
البيان طالب السلطة المحلية بضبط المعتدين ، وإحالتهم للجهات المختصة لينالوا جزاءهم العادل جرّاء ما اقترفوه ضد مصانعهم ، بالإضافة إلى المطالبة برد الإعتبار لأول مجموعة صناعية أهلية تأسست في اليمن، مع توفير الحماية الأمنية اللازمة لها ، لكي يطمئن المستثمر فيستمر بتشغيل مصانعه ، وليضمن العمال بأن مصدر رزقهم الوحيد لن يستمر في الإغلاق ، لا سيما في ظل ما تعيشه المحافظة من أوضاع معيشية صعبة .
كما استنكر عمال المجموعة في بيانهم تقاعس السلطات الأمنية والمحلية عن القيام بواجبها حيال حماية المستثمرين والاقتصاد الخاص ، الذي يصب في مصلحة اقتصاد اليمن بشكل عام، ومحافظة تعز بشكل خاص ، وطالبوا بإنفاذ القانون في حق كل من تسول له نفسه الإضرار بالمنشآت الوطنية العامة والخاصة .
كما ناشد العمال في بيانهم من كافة المواطنين ، والقيادات والمؤسسات ، ومنظمات المجتمع المدني للوقوف بجانبهم ، ومناصرة حقهم المشروع ، كون قضيتهم قضية إنسانية بالدرجة الأولى .
واختتم البيان : إنه من العار أن يتسبب فرد أو جماعة مسلحة بإغلاق أول شركة صناعية أهلية في اليمن ، ظلت تعمل خلال أكثر من نصف قرن ، ولم يتوقف العمل بها في أسوأ الظروف ، مبديا أسفه من تسريح أكثر من 500 عامل في المصانع المعتدى عليها ، والذين يعولون مئات الأسر ، في ظل هذه الظروف الاقتصادية والإنسانية الصعبة التي تمر بها البلاد .
بعد الانتهاء من قراءة البيان قام اللواء/ عبد الكريم الصبري "وكيل محافظة تعز لشئون الدفاع والأمن؛ باستدعاء ممثلين عن نقابة العمال لمقابلتهم في مكتبه بمبنى المحافظة ، حيث سلّم له رئيس وممثلو النقابة نسخة من بيان المسيرة العمالية ، فرحب الوكيل بممثلي العمال ، واستمع لشكواهم ومطالبهم ، ووعدهم بمتابعة هذه القضية بكل اهتمام ، مبديا إشادته بالقطاع الخاص وبالأخص مجموعة شركات الحاج أحمد عبد الله الشيباني التي صمدت رغم الظروف الصعبة التي تمر بها مدينة تعز من حرب وحصار وشحة في الأعمال والوظائف ، وساهمت مساهمة وطنية فاعلة في تقديم خدماتها ومنتجاتها الضرورية للمواطن دون انقطاع ، بالإضافة إلى توفيرها العديد من الوظائف ، خاصة مع توقف التوظيف الرسمي على مستوى الجمهورية ، مشيرا إلى أن من واجب الدولة توفير المناخ الاستثماري الآمن لهذا القطاع الصناعي الحيوي والهام، لتستمر عجلة الإنتاج ، وليطمئن المستثمر على عدم تعرض مصالحه لأي تهديد ، ومن ثم سيضمن الموظف والعامل عدم انقطاع راتبه ، كما سيضمن المواطن عدم انقطاع الخدمات والمنتجات اللازمة له ولأسرته.
اللواء العامري وجه مباشرة أمراً لكل من قائد المحور ، ومدير عام شرطة تعز ، لسرعة القبض على العصابات الخارجة عن النظام والقانون ، وتحويلها إلى الجهات القضائية لمحاسبتها واتخاذ العقوبات الرادعة في حقها ، مع سرعة توفير حماية أمنية لمصانع مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني .
بعد مقابلة وكيل المحافظة انطلقت المسيرة العمالية فورا باتجاه مقر شرطة تعز لتسليم مدير عام الشرطة العميد / منصور الأكحلي؛ توجيه وكيل المحافظة لشئون الدفاع والأمن؛ وبمجرد وصول المسيرة لم يكن الأكحلي في مكتبه، مما جعل العمال يقررون "نصب أول خيمة" لهم أمام إدارة الأمن، كنوع من أنواع الاحتجاج السلمي، ورفضوا العودة إلى منازلهم حتى يجدوا مسئولا أمنيا يستلم منهم أمر القبض على العصابة التي تسببت بإغلاق مصانعهم، وبعد وقت ليس بالكثير وصل العميد/ أنيس الشميري "نائب مدير عام شرطة تعز" واستلم منهم توجيه وكيل المحافظة، وصرّح أمام وسائل الإعلام بأن شرطة محافظة تعز ستولي هذا الأمر كامل اهتمامها، وستقوم بملاحقة المعتدين على مصانع مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني ، وتسليمهم للجهات المختصة بأسرع وقت ممكن، لينالوا جزاءهم الرادع، كما سيتم تكليف قوات من حماية المنشآت لحماية المصانع ، حتى يتم إعادة فتحها ، وممارسة أنشطتها بكل أمان ، وليعود العمال إلى أعمالهم في الأيام القادمة .
العمال من جانبهم رحبوا بتصريح نائب مدير الأمن ، واستجابوا لرفع الخيمة والعودة إلى منازلهم ، مؤملين أن تكون هذه آخر الوعود من السلطات الرسمية والأجهزة الأمنية ، فيتم سرعة القبض على المعتدين على مصانعهم ، ليتمكنوا من العودة إلى ممارسة عملهم ، كما توعدوا بأنه في حال استمر تقاعس الأجهزة الأمنية ولم تلتزم بوعدها في القبض على العصابة ، فإن هناك خطوات تصعيدية أخرى بشكل أقوى وأوسع ، بالاشتراك مع كافة النقابات العمالية في مدينة تعز ، حتى تلبى لهم كافة مطالبهم المشروعة .
الجدير بالذكر أن مجموعة شركات أحمد عبد الله الشيباني قررت إغلاق مصانعها الواقعة داخل المدينة في وقت سابق كخطوة أولى ، مع التلويح بخطوة أخرى تتمثل بنقل أنشطتها إلى مكان آمن ، وذلك على إثر اعتداءات مسلحة مستمرة ، من مسلحين خارجين عن القانون ، مستخدمين أسلحة وأطقم الدولة .
يشار أيضا إلى أن مجموعة شركات الشيباني هي آخر شركة للقطاع الخاص ما تزال تعمل من داخل مدينة تعز ، سعيا منها على عدم انقطاع خدماتها عن المواطنين ، إضافة إلى حرصها على التخفيف من البطالة ، من خلال توفير فرص عمل لكثير من العمال والموظفين الذين لا يوجد لديهم أي مصادر دخل تعينهم على توفير متطلبات حياتهم المعيشية ، خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها محافظة تعز .