وجه رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الوزارات المختصة بالتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بإيجاد حلول غير تقليدية، ومستدامة لحل الإشكالات القائمة في الخدمات وفي مقدمتها الكهرباء، بما في ذلك إنشاء محطات جديدة تعمل بالغاز.
وأعرب رئيس الوزراء لدى ترؤسه مساء اليوم في مدينة المكلا، اجتماعاً لقيادات المكتب التنفيذي ومدراء المديريات بمحافظة حضرموت، عن تفهمه الكامل لمعاناة المواطنين جراء الكهرباء، وغيرها من الخدمات الأساسية، مشيراً إلى أن هذه التحديات المتراكمة منذ 10 سنوات لا يمكن حلها دفعة واحدة أو بالطرق التقليدية، وأن ذلك يحتاج إلى تغيير طريقة الإدارة والتفكير بآليات مختلفة.
وشدد على ضرورة استغلال الموارد المتاحة بكفاءة واختيار المشاريع التي تلامس احتياجات المواطنين العاجلة وفق مبدأ الأولويات، والعمل بشراكة بين الحكومة والسلطة المحلية على تنفيذها، وقال "نحن كحكومة مهمتنا خدمة المواطن ولسنا مفصولين أو بعيدين عن معاناتهم، ونعمل جاهدين بالشراكة مع السلطات المحلية على كل ما يسهم في تخفيف معاناتهم وفق الإمكانات المتاحة، وليس باستغلال معاناة الناس للمزايدات السياسية".
ولفت الدكتور معين عبدالملك، إلى أن الاستمرار في التعامل مع ملف الكهرباء بالطريقة لن ينتج إلا حلولاً ترقيعية وسيظل هذا القطاع ثقباً أسود يبتلع كل الإيرادات وبطريقة غير مجدية، موضحاً أن هناك فرصة لإصلاح الوضع بالاستفادة من منحة المشتقات النفطية المقدمة من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، لبناء محطات كهرباء تعمل بالغاز وبناء شراكات مع القطاع الخاص خاصة في حضرموت في هذا المجال، إضافة إلى إدخال القطاع الخاص في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وتحديداً في التجمعات السكانية البعيدة عن الشبكات.
وقال "منحة الوقود المقدمة من الأشقاء في السعودية هي إحدى الحلول العاجلة التي ستسهم في تحسين خدمة الكهرباء واستقرارها خلال الصيف، والمضي في تنفيذ محطة كهرباء لحضرموت بالغاز بقدرة 100 ميجا لضمان كلفة منخفضة للطاقة، وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية وإعداد برنامج تنفيذي لذلك بالشراكة بين بترومسيلة بتمويل حكومي والمحافظة والقطاع الخاص".
واستمع رئيس الوزراء من وكلاء المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية والمديريات إلى مداخلات حول الأولويات والتحديات القائمة وفي مقدمتها الكهرباء والصحة ومعالجة المشاريع المتعثرة، إضافة إلى تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتعزيز الأمن والاستقرار.
وأكد رئيس الوزراء أن كل ما طرح في الاجتماع من مشاكل تحظى باهتمام الحكومة وستعمل وفق الإمكانات المتاحة على معالجتها بالتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة حضرموت، مشيراً إلى ما أنفقته الحكومة لمعالجة عدد من قضايا الخدمات في حضرموت.
ولفت إلى أن زيارة الحكومة للمحافظات المحررة ابتداء من حضرموت يهدف إلى الاطلاع عن قرب على هموم ومعاناة الناس والبحث مع قيادات السلطات المحلية والتنفيذية عن طريقة لإدارة المرحلة ومعالجة التحديات وتلبية مطالب المواطنين بشكل عملي بحسب الأولويات.
وكان محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية قد ألقى كلمة في مستهل الاجتماع أكد فيها على التعاون بين الحكومة والسلطة المحلية والتفكير في معالجة الموضوعات التي تخص المواطنين في الخدمات، وقال "نحن سلطة ولسنا معارضة وعلينا مساعدة الحكومة لحل المشكلات".
وقدم الشكر لرئيس الوزراء على تفاعله الدائم مع قضايا ومشاكل حضرموت، وتشريفه بهذه الزيارة للاطلاع على جهود السلطة المحلية وملامسة هموم المواطنين.
حضر الاجتماع وزراء المالية سالم بن بريك والصحة العامة السكان الدكتور قاسم بحيبح، والكهرباء والطاقة أنور كلشات، والتربية والتعليم الدكتور طارق العكبري، ومدير مكتب رئيس الوزراء المهندس أنيس عوض باحارثة.