إيران تعترف لأول مرة بمشاركتها في حرب اليمن
الجمعة 23 ابريل 2021 الساعة 10:39
اعترفت إيران بمشاركتها في حرب اليمن من خلال تقديم الدعم العسكري لجماعة الحوثي، وذلك لأول مرة بعد سنوات من إنكار الاتهامات المتكررة الموجهة إليها من التحالف العربي الذي تقوده السعودية والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بشأن دعم الجماعة وإطالة أمد الحرب. وقال المساعد الاقتصادي لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال رستم قاسمي، في تصريحات تلفزيونية يوم الأربعاء، إنه يوجد في الوقت الراهن "عدد قليل من المستشارين من الحرس الثوري لا يتجاوز عددهم أصابع اليد" في اليمن. وأكد أن الحرس الثوري قدم السلاح لجماعة الحوثي في بداية الحرب اليمنية، ودرب عناصر من قواتها على صناعة السلاح. وأضاف قاسمي: "قدمنا استشارات عسكرية محدودة، وكل ما يمتلكه اليمنيون من أسلحة هو بفضل مساعداتنا، نحن ساعدناهم في تكنولوجيا صناعة السلاح، لكن صناعة السلاح تتم في اليمن، هم يصنعونه بأنفسهم، هذه الطائرات المسيرة والصواريخ صناعة يمنية". واعترف بتقديم السلاح للحوثيين بداية الحرب، قائلاً "لقد قدمنا السلاح بشكل محدود جدا، لقد قدمنا الاستشارات أكثر مقارنة بتقديمنا السلاح إلى اليمن". وأشار المسؤول بالحرس الثوري، إلى أن بلاده غير قادرة حالياً على إرسال السلاح أو المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وقال: "للأسف لم نتمكن بسبب الحصار المطبق على اليمن، ولا يمكن الآن إرسال أي مساعدات إلى اليمن". ويوم الثلاثاء اعترف الجنرال اسماعيل قآني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري ضمنيا، بمشاركتهم في القتال إلى جانب جماعة الحوثيين وقال خلال تشييع نائبه محمد حجازي إن "جبهات المقاومة اليوم في إيران ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأبناء المقاومة يخطون كل يوم خطوة كبيرة في مواجهة الأعداء بما في ذلك الولايات المتحدة وإسرائيل". ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن قآني، أن حجازي لعب "دوراً هاماً في ساحات المقاومة خارج البلاد. وفي المقابل، اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، تصريحات مساعد قائد "فيلق القدس" أنها تمثل "انتهاكاً صارخاً للقوانين والمواثيق الدولية، وتحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي". وقال وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات على "تويتر"، إنّ تصريحات الجنرال قاسمي "تعيد تسليط الضوء على الدور الإيراني المزعزع لأمن اليمن واستقراره، ومسؤوليته عن المأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب". وأضاف أن الإقرار الإيراني، يكشف عن "استخدام طهران الحوثيين أداة لتنفيذ أجندتها التوسعية وسياسات نشر الفوضى والإرهاب في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية في البحر الأحمر وباب المندب"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"النهوض بمسؤولياتهم وفق مواثيق الأمم المتحدة ومبادئها، والضغط على النظام الإيراني لوقف تدخلاته المزعزعة لأمن اليمن والمنطقة واستقرارهما، ودوره في تقويض الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة للتهدئة وحل الأزمة بطريقة سلمية". وجاءت الاعترافات الإيرانية، بعد ساعات من اتهامات أمريكية جديدة على لسان مبعوث واشنطن إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، وقال خلالها إنّ الدعم الإيراني للحوثيين "كبير جداً وفتاك". وأضاف ليندركينغ، في إيجاز أمام الكونغرس، الأربعاء، أن النظام الإيراني "لم يظهر أي مؤشر على رغبته في حل بناء للصراع اليمني، وسنرحب بوجود أي دور إذا كانوا على استعداد لذلك" . الاعترافات الإيرانية جاءت كذلك في وقت أفادت مصادر متعددة بمحادثات سعودية إيرانية بوساطة عراقية شملت الخلافات بين البلدين في الملف اليمني، وفي خضم حراك دولي واسع لإنهاء الحرب الدائرة في اليمن، حيث تحاول طهران فرض نفوذها كلاعب رئيسي في الأزمة اليمنية. وتتزامن أيضاً مع ما نقلته تقارير إعلامية بأن طهران وعدت باستخدام نفوذها لوقف هجمات الحوثيين على السعودية، وطلبت في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية في فيينا التي قد تقود إلى رفع العقوبات الأمريكية عنها.
متعلقات