"لن نسفك الدماء لنحتفل" أنقذت عدن (تقرير)
تفاجأ الشارع الجنوبي والمرقبون بإعلان دولة رئيس الوزراء عدم الاحتفال بذكرى الاستقلال، الذي كان من المقرر الاحتفال به.
ولكن جاء الإيضاح شافياً لكل التساؤلات إلا تلك التي تتعلق بعقلية وعنجهية المتمردين على الشرعية في هذا اليوم؟ الأمر الذي كان له أن يجر المشهد إلى حمام دم لولا تعقل دولة رئيس الوزراء بايقاف الاحتفال وعودة كل القوات إلى مواقعها العملية بهدوء.
وقد أشاد الكثيرون على موقف الرجل الحكيم في لحظة يفلت فيها زمام الأمر ويصعب معه ضبط الأعصاب.
ودشن صحافيون ومحللون سياسيون وناشطون هاشتاجاً بعنوان #بن_دغر_رجل_سلام شاكرين له تصرفه كما ينبغي أن يتصرف رجل الدولة، لافتين إلى أن تصرف قوات الحزام الأمني بقيادة أبو همام يشبه تصرف المليشيات.
وكتب البعض أن رجل الدولة يتجنب سفك الدماء بكل الطرق ورجال المليشيات يبحثون عن بطولات ولو كانت على بحر من الدماء، مستدلين لاثبات أنهم مليشيات، انه وبعد أن فوت عليهم بن دغر الفرصة شعروا بالحنق والغضب فقاموا بإقتحام مبنى مديرية البريقة ونهب محتويات المبنى بما فيها مرتبات بعض الموظفين وكل هذا مسنود بالاحزمة الأمنية!!.
أخرون عبروا عن شكرهم لدولة رئيس الوزراء الذي عرى تلك القوى التي تدعي أنها "المقاومة"، متسائلين عن أي مقاومة يتحدثون؟!
وقد تفاعل بعض المواطنين بمنشورات تبين أهمية ردّ الفعل الهادئ والمسؤول قائلين إن ما قام به بن دغر اليوم يعد وسام شرف على صدورنا وصدور كل اب وكل ام كان من الممكن ان يفقدا ابن لهما بسبب العنتريات الفارغة التي يمارسها ويدعوا اليها اقزام الدماء والاسترزاق.
ولفت مرقبون إلى أنه كان بالإمكان إقامة العرض العسكري، وقد تموضعت الوحدات العسكرية في أماكنها وكانت على أتم الاستعداد لقمع أية فوضى وهي قادرة وبانتظار الأوامر، لكن لغة العقل والمنطق والقرار الصائب والحاسم الذي اتخذه الدكتور بن دغر، في لحظة كان يتحين المتربصون الخطأ فيها لاستغلالها وإشعال الفتيل في عدن -كل عدن-، أطفأت النار وخيبت آمال أعداء عدن والجنوب والجمهورية.
وتناقلت مواقع اخبارية تغريدة دولة رئيس الوزراء بنوع من الإجلال والتقدير "لا نقبل سفك الدماء لكي نحتفل، ... لتعود القوات المسلحة إلى أماكنها"، حيث هنا يكمن الفرق بين منطق الدولة ونظرتها للأمور وبين عقلية وتفكير المليشيات المتعطشة للدماء والفوضى.
عدن تجاوزت ظرفاً صعباً وفتنة خطط لإشعالها منذ أشهر بعد أن باءت محاولاتهم السابقة بالفشل، فتحية لصوت العقل والمنطق صوت الدولة، وحفظ الله دماء الشعب.