تعز - خاص :
فيما كانت مدينة تعز تعيش ظروف استثنائية و أوضاع مأساوية وكارثية افرزتها الحرب المدمرة التي شنتها مليشيات الانقلاب السلالية على مدينة الثقافة اليمنية منذ مطلع 2015م ، وعلى الرغم من عملية التطهير التي نفذتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية للمدينة الحالمة إلا أن أثار المعارك وافرازتها الكارثية كـ الانفلات الأمني والاغتيالات والتطرف وعمليات التقطع والنهب والاختطفات وغير ذلك من أعمال الفوضى ، بقيت عالقة في الشوارع والأحياء حتى أصدر رئيس الجمهورية قرار بتعين العميد "منصور الأكحلي" مديراً عاماً لشرطة محافظة تعز ، مطلع 2018م .
خطوات النجاح الأولى
شكل تعين العميد الأكحلي على رأس هرم الجهاز الأمني نقطة تحول مفصلية للأوضاع الأمنية والشرطية في مدينة تعز التي شهدت تحسن أمني متنامي وكبير خلال فترة وجيزة ، ونجح بتطويع التحديات والتغلب على المعوقات وحلحلة أبرز الملفات الشائكة ، انطلاقا من فرض هيبة الدولة وبسط نفوذها على جميع المناطق المحررة بالمحافظة ، وتفعيل العمليات الأمنية والشرطية ، واطلاق حملة أمنية واسعة تمكنت من إحلال الأمن والاستقرار والقضاء على ظاهرة الاغتيالات والانفلات والفوضى وضبط أخطر المطلوبين أمنياً ، والحد من الجرائم المنظمة ، فضلا عن إعتماد نظام التحكم المرئي عبر كاميرات المراقبة في الشوارع والأحياء بالتنسيق والشراكة المجتمعية مع القطاع الخاص والمحال التجارية .
تغليب المصلحة العامة
على الرغم من تعقيدات المشهد الأمني والميداني في مدينة تعز ، إلا أن الأكحلي الذي تسلم مهامه رسميا في21 يانير 2018م عمل على إستكمال بناء وتطوير الأجهزة الأمنية بعيدا عن تضارب المصالح والمحاصصة والصراع القائم ، وحرص على نشر نقاط التفتيش وأطقم الشرطة على مدار الساعة وفي أماكن كانت بعيدة المنال سابقا ، ونجح بتنفيذ حملة مداهمات واسعة للأوكار الإجرامية ومصانع المتفجرات والعبوات الناسفة ، وعمل على إعادة تأهيل وبناء معظم أقسام الشرطة وتفعيلها ، فضلا عن تعزيز قوات الأمن والشرطة بعدد من الدفعات البشرية المتدربة بهدف تمكين قوى إنفاذ القانون للتغلب على التحديات التي تواجه المدينة بفعل الحصار العسكري الخانق الذي تفرضه المليشيات وافرازات ذلك على الحياة العامة في تعز .
خبرة كبيرة ونجاح باهر
الأكحلي الذي يحمل مؤهل بكالوريس في العلوم العسكرية وماجستير في القانون الخاص ، وشغل عدة مناصب في الأجهزة الأمنية من بينها مدير العمليات لشرطة النجدة ثم أركان حربها في تعز ومأرب والضالع ، كما تولى قيادة الأحوال المدنية في الضالع والمحويت وإب ، نجح في تحقيق نقلة نوعية للأجهزة الأمنية في محافظة تعز ، وتمكن خلال وقت قصير من تسخير كامل خبراته وتجاربه السابقة لقيادة شرطة تعز في ظل ظروف شائكة وبالغة التعقيد ، وقدم نموذجا فريدا للنجاح والعزيمة رغم شحة الإمكانيات وقلة الموارد ، وعمل على تفعيل 10 إدارات أمن و 15 إدارة شرطة في المديريات المحررة و 23 قسماً شُرطيا ، إلى جانب تعزيز القوات الأمنية بعشرات السيارات والأسلحة الخفيفة والمتوسطة والتدريبات اللأزمة للقوة البشرية.
أفضل من مروا
ذلك ما يؤكده الصحفي "صلاح الواسعي" الذي قال ان المستوى الأمني شهد نقلة نوعية وتحسن كبير منذ تولي العميد الأكحلي قيادة الشرطة في تعز ، لافتا إلى الأثر الأمني الملموس الذي شهدته المدينة مقارنة بالسنوات الماضية ، واصفا الاكحلي بالمدير الناجح الذي يُعد أفضل من مروا على إدارة الأمن في محافظة تعز منذ بداية الحرب ، مشيرا إلى أن هناك معوقات وقصور سببها قلة الإمكانات وتحديات أخرى تفرضها طبيعة المرحلة التي تمر بها المحافظة بالوقت الراهن ، إلا أن الجهود الكبيرة التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سبيل استتباب الأمن والاستقرار ، ابتداء من تفعيل الأقسام ونشر الوحدات والحملات الأمنية والدوريات وملاحقة المطلوبين ، ساهمت بشكل كبير في عودة الحياة الطبيعية للمدينة المحاصرة في ظل استمرار الحرب والحصار المتواصل عليها .
إنجازات رغم التحديات
ولعل أبرز إنجازات الأكحلي الملموسة في مدينة تعز ، تتمثل في تقلص نسبة الجريمة والعنف إلى أقل من 11% ، في وقت تؤكد فيه تقارير الإدارة العامة لشرطة تعز وصول نسبة ضبط الجريمة إلى 79% ، وهي نسبة جيدة بالنظر إلى حالة الحرب والحصار وشحة الموارد وقلة الإمكانيات ، والمحاولات المستمرة لاختراق السياج الأمني للمحافظة ، ذلك إلى جانب تنفيذ قرار منع إطلاق النار في الأعراس والمناسبات ، والسيطرة على أهم المنشآت الخدمية وإعادة تفعيلها بما يخدم المواطنين ، وفتح الشوارع والأحياء التي كانت مغلقة ، ومداهمة أوكار المطلوبين أمنيا والقبض عليهم ، واستعادة الكثير من المنهوبات ، وتأمين المدينة والمديريات المحررة رغم الصعوبات خصوصاً وأن المدينة كانت تعاني من انتشار العصابات المسلحة وبعض التشكيلات العسكرية غير المنضوية تحت مؤسسة الجيش والأمن والتي حاولت إقلاق السكينة العامة وفرض واقع أمني مخالف للقانون والدستور ،
تضاؤل نسبة الجريمة
وفي غضون ذلك يؤكد الكاتب الصحفي "حسان الياسري"، أن العميد "منصور الأكحلي" أحدث تغيرات ملحوظة على المستوي الأمني بمدينة تعز في ظروف استثنائية ومعقدة خلفتها الحرب الحوثية في الحالمة ، لافتا الى النجاح الذي حققه الأكحلي برغم الظروف وشحة الامكانات التي تعانيها الشرطة والأجهزة الأمنية ، وقال ، ومن باب الإنصاف نلاحظ تضاؤل نسبة الجريمة وظاهرة الاعتداءات المسلحة وإطلاق النار في الأعراس ، واختفاء الجبايات بقوة السلاح من التجار والباعة في الشوارع ، وتضاؤل جريمة القتل والسرقات .. ولا شك أن إعادة بناء المؤسسة الأمنية وارتقائها للمستوى المطلوب يحتاج لإمكانيات وجهد كبير ودعم كافي من قبل الحكومة إضافة إلى مشاركة المجتمع في مساعدة رجال الأمن على القيام بواجبهم .
بوابة الحياة الطبيعية
نجاح الأكحلي في نقل البيئة الأمنية الى مستويات قياسية في مدينة تعز فتح الباب مشرعا أمام السلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني لتطبيع الأوضاع العامة وإعادة الحياة الطبيعية وعودة النازحين إلى المدينة الحالمة بعد ان كانت مدينة أشباح وبيئة للانفلات والفوضى ، وكذا عودة نشاط العملية التعليمية والمؤسسات الصحية والخدمية ، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمرافق والخدمات الحكومية والخاصة ، وتهيئة الأجواء لإعادة الإعمار وتوفير المناخ المناسب للاستثمار في مدينة تعز ، فضلا عن انتهاج خطط أمنية استراتجية حديثة للحفاظ على حقوق وممتلكات المواطنين، وحماية المحافظة من أي تهديد أو خطر، إلى جانب حماية مؤسسات الدولة والحفاظ على هيبة رجل الأمن ..
تقدم مستمر وتعهدات جادة
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العميد "منصور الأكحلي" أكد في حوار صحفي أن شرطة تعز ماضية في تطبيق المخططات الأمنية وملاحقة المطلوبين أمنيا ، واستكمال تدريب وتأهيل الكادر البشري والحد من ظاهرة حمل السلاح والتجول به في الأماكن العامة بالتعاون والتنسيق مع القيادة العسكرية ، واستكمال البنية التحتية لشرطة تعز وفرض نظام الرقابة الالكترونية عبر الكاميرات في أماكن التسوق والمحال التجارية ودعم شرطة السير والدوريات وأمن الطرق لتخفيف الحوادث المرورية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة ، إضافة لدعم إدارة البحث الجنائي والأدلة الجنائية وإدارة مكافحة المخدرات وإدارة مكافحة الارهاب بالتعاون مع الأجهزة الأخرى وذلك لاجتثاث الجريمة وتجفيف منابعها بشتى صورها ..