باحثين وناشطين : جرائم الحوثي ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وضرورة العمل بهذا الملف ويطالبون بتدخل دولي
الثلاثاء 9 مارس 2021 الساعة 23:40
الحكمة نت
تقرير _ حسان الياسري
على مدى ثلاثة أيام ومكتب حقوق الإنسان في محافظة تعز وبالتنسيق مع مركز الرصد والتوثيق يواصلون أعمالهم وفعالياتهم وبرامجهم اليومية في معرض الصور الخاص بالضحايا المدنيين العزل ويستعرضون بقايا الأسلحة والمقذوفات التي طالت سكان تعز وازهقت أرواح الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ، كما اصابت العديد منهم الذين أصبحوا يعيشون ما بين معاقين وبين حالات نفسية، إضافة إلى معاناة الكثيرين من السكان من التشرد وفقدانهم لمساكنهم بعد تدميرها أو اخلائها هرباً من الموت ومن نيران قوى الانقلاب والشروع برحلة التعب والأزمات الاقتصادية والبحث عن أماكن آمنة لهم ولأطفالهم .. وحدهم المدنيون من دفعوا ولا يزالون يدفعون الثمن دون أي تحرك دولي على مدى ست سنوات لإلزام الحوثيين تجنيب المواطنين والأعيان السكنية أتون الحرب وعدم إقحامهم في الصراع والنزاع القائم ..
في اليوم الثالث من الفعالية وضمن برنامج المعرض والجهة المنظمة تم استضافة الكاتب السياسي المحامي فهمي محمد رئيس الدائرة السياسية في سكرتارية الحزب الاشتراكي في محافظة تعز والذي كانت له مشاركة فاعلة في استعراض ورقة عمل والتي حملت عنوان (جرائم الحركة الحوثية بين الانتهاك الحقوقي الإنساني وبين الطموح السياسي في اليمن) ..
وقد تحدث الباحث في البداية عن الشرائع القديمة التي وجدت على الأرض والتي وضعت مبادئ أخلاقية وقوانين يلتزم بها الأطراف المختلفين تهتم بالحفاظ على الإنسان معرجاً على الضمير العالمي الذي خرج بعد مخاض كبير من المعاناة والحروب إلى صياغة قواعد وقوانين ملزمة تحفظ المدنيين أثناء النزاعات وما أُطلق عليه بالقانون الدولي الإنساني مشيراً إلى أن كل البروتوكولات والقوانين والعهود والمواثيق الدولية تتضمن مواد ولوائح قانونية تلزم أطراف الصراع في اي مكان على الأرض العمل بها واحترامها.
وقال الباحث فهمي : أن ما نشاهده من أفعال وجرائم من قبل الحوثيين تجاه المدنيين تدخل ضمن القانون الدولي الإنساني وتجعل من قادة تلك المليشيا على مستوى اليمن وتعز خاصة تحت المساءلة الجنائية لا سيما حصار وتجويع سكان تعز وما لحق بهم من قصف والتمترس خلفهم واتخاذهم دروعاً لحماية أنفسهم تعد من جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي، لافتاً إلى قضية استهداف المدنيين وارتفاع وتيرتها وزيادة عدد الضحايا يكون عندما تشتعل الجبهات والمواجهات في مختلف المواقع .
و أشار الباحث إلى التغير السلبي الكبير الذي طرأ على البلاد بعد أن كان الجميع في فترة سابقة يطالبون بحقوق الصحفيين فقد تطور الوضع إلى المطالبة بحقوق الإنسان بشكل عام.
وذكر الباحث فهمي قضية التقارير ورغم وجودها إلا أنها لم تصل الدولية مشدداً على ضرورة أن يعمل الجميع بمختلف نشاطهم إلى رصد الانتهاكات الحوثية وايصالها للمحافل الدولية ، وقال يجب علينا أن ننأى بأنفسنا عن الصراعات السياسية البينية التي شغلتنا عن قضايا المدنيين، مؤكداً على أن الجرائم لا تسقط بالتقادم وهي جرائم سوف تدون وستقرأها الأجيال القادمة .
واصفاً ما يحدث في البلاد بأنه جذور لصراع سياسي وهو صراع على السلطة وان ما يجري الآن من سعي لإيقاف الحرب بناء على التوجه الدولي سيكون ثمنه الفكرة الوطنية خاصة إذا ما كان إيقاف الحرب على أساس المحاصصة السياسية كما هو حاصل في العراق ولبنان فسيكون هناك طرف يحكم والطرف الآخر يعطل ويعرقل._على حد قوله_
واوضح الباحث حالة التصعيد الأخير في عدة مناطق بأنها ناتج عن التوجه الدولي لإخماد فتيل الحرب في اليمن والدعوة إلى السلام ، معتبراً ذلك التصعيد هو سعي كل طرف عندما يتقدم إلى طاولة الحوار أن يكون بيده أوراق سياسية ومركز قوة وان استهداف مأرب من قبل الحوثيين يدخل في هذا الإطار والذين يسعون لفرض أمر واقع، مؤكداً على أن الإتجاه نحو المسار الديمقراطي واجراء الانتخابات سيكون الخاسر الوحيد الحوثيون .
وفي نهاية حديثه ثمن الباحث الجهود التي بذلت في المعرض الذي أقامه مكتب وحقوق الإنسان ومركز الرصد والتوثيق وان الجهات المنظمة تستحق الشكر لم احتواه المعرض من صور ووثائق لم يتم عرضها من قبل مضيفاً أنه ليس جهد لفترة وجيزة وان من قاموا به العمل قد عرضوا أنفسهم وحياتهم للمخاطر والموت .
ومن جانبه تحدث العقيد سمير الاشبط مساعد مدير عام شرطة تعز عن حقوق الإنسان بالقول : أن الحديث عن الإنسان لا يقتصر على مجموعة معينه وانما يعني الجميع باعتبار أننا منظومة إنسانية متكاملة، وان دورنا لا ينبغي أن يقتصر على التعاطف مع الضحايا وانما يتطلب منا التفاعل، واصفاً عدم التفاعل بالخروج من الدائرة الإنسانية .
وأوضح الاشبط أن أي إنسان يتم استهدافه بقذائف الحوثي سواء في تعز أو غيرها يعني أنه استهداف لبعضنا .
مضيفاً أن ما تتعرض له تعز من حصار طيلة سنوات الحرب وما يعانيه المواطنون من مشقة في السفر إلى أطراف المدينة يعد أكبر حصار على مدى التاريخ والبشرية .
وأشار الاشبط إلى أن الحرب لم يكن الشعب اليمني من دعا إليها وانما فرضت عليه من قبل المليشيا الإنقلايية وهي حرب بين الحق والباطل وان أبناء تعز هم أكثر من تعرضوا للظلم .
ودعا الاشبط في نهاية حديثة الناشطين الحقوقيين والصحفيين إلى تحمل المسؤلية وان يحملوا هم المواطنين بأمانة وان يبتعدوا عن المناكفات والمهاترات السياسية حتى لا يضيع الحق بين تلك الخلافات الجانبية، مؤكداً على ضرورة أن تترفع القوى السياسية على مستوى اليمن وتعز خاصة عن النقاشات حول الترهات كي لا نفقد الهوية وليتصدوا ويقاتلوا من أجلها .
كان اليوم الثالث من المعرض مميزاً بحضور العديد من الشخصيات المدنية والعسكرية والصحفيين والناشطين الحقوقيين وعدد من المواطنين والذين عبروا عن استياءهم واستنكارهم على شاهدوه من وثائق وصور يؤكد على استهداف المدنيين، وطالبوا جميعهم المجتمع الدولي إلى تحمل المسؤولية الأخلاقية تجاه الضحايا المدنيين، كما طالبوا بتشكيل لجنة دولية لزيارة محافظة تعز والوقوف على اوجاع وآلام أبناءها وإحالة الجناة إلى المحكمة الدولية .
متعلقات