من مذكرات العميد دماج.. كيف أنشأت مصر دعائم الجيش اليمني
الثلاثاء 9 فبراير 2021 الساعة 06:06
تروي مذكرات العميد أمين قاسم دماج دور مصر في بناء نواة الجيش اليمني وكيف تحولت سفارتها بالعاصمة صنعاء الى مقر يتقاطر عليه الباحثون عن العلوم و المعرفة. فالرهينة السابق لدى الإمام أحمد خرج من سجن القلعة بتعز المخصص لرهائن من أبناء شيوخ القبائل متوجها الى صنعاء بعد قيام الثورة دون ابلاغ اهله، ثم إلى سفارة جمهورية مصر العربية الواقع في شارع جمال عبد الناصر بميدان التحرير والمعروف سابقا بئر العزب. ويقول العميد دماج في مذكراته: في عام 62 وصلت أمام السفارة المصرية وكلي أمل بالحصول على فرصة الالتحاق بالكلية الحربية وكنت طوال رحلتي من محافظة إب حتى وصولي صنعاء وانا اعيش حالة قلق ومخاوف من عدم قبولي. وعند بلوغي مبنى السفارة انتابني شعور المؤمن بالجنة التي يحلم بها فطالما حلمت بمصر منذ أن سمعت بها وبدورها. وجدت أبوابها مفتوحة تستقبل كل طالب يبحث عن العلم وهي بالنسبة لنا كيمنيين تعد البوابة الأولى لدخول الكليات العسكرية والمعاهد والجامعات المصرية. ورغم مستوانا التعليمي المتدني إلا أن السفير المصري آنذاك محمد عبدالواحد والذي تمكنت من مقابلته على انفراد جعلتني اشعر بمدى انسانيته تجاه الطلاب اليمنيين، كان يتعامل معنا ليس بصفته سفيرا وانما ابا يحرص كل الحرص أن ننال فرصة من التعليم. وهو اللقاء الاول لي بالسفير المصري ويعد بمثابة الخطوة الاولى نحو تحقيق هدفي وطموحي لتزداد سعادتي بموافقة السفير على حصولي منحة دراسية بالكلية الحربية في القاهرة، تكفلت السفارة المصرية بكل نفقات سفري ودراستي. حتى تخرجت عام 56 برتبة ملازم ثاني لأعود إلى صنعاء وفور وصولي تم تعيني قائد سرية في لواء الهندسة العسكرية حديث التأسيس. واشار العميد دماج في مذكراته إلى أن اليمنيين كانوا الطلبة العرب الوحيدين ممن لا يحملون مؤهلا يتيح لهم دخول الكليات فالتعليم كان لا يتجاوز الصف السادس الابتدائي ومع ذلك كانت الكليات والمعاهد المصرية تقوم بإعداد دورات تدريبية سريعة لتتيح لنا فرصة استيعاب التعليم الاكاديمي بالكلية. وافاد العميد دماج أن قيادات الكلية العسكرية وضعت جل اهتمامها في استيعاب الطالب اليمني وبإشراف مباشر من وزير الدفاع المصري عبد الحكيم عامر. القيادة المصري بذلت جهود مضنية في استيعاب أعداد كثيرة من طلبة الكلية الحربية نتيجة احتياجات الجيش اليمني الذي يواجه معارك طاحنة ضد انصار الامامة بدعم من القوى الرجعية والمستعمر البريطاني. فكانت كثافة التدريبات الى جانب اختصار فترة الدراسة سنتين فقط لليمنيين ليتمكن الخريجين من رفد جبهات القتال. باسرع وقت ممكن وهذا كلف المدرب المصري داخل الكلية الحربية والدفاع الجوي . ولولا جهود مصر لما استطع اليمنيون هزيمة الملكية في اليمن فمعظم من صمدو في وجه الحصار الذي عاشته صنعاء بعد وصول جحافل الامامة الى اسوارها هم ممن تم تأهيلهم وإعدادهم على يد المدرب العسكري المصري . فمصر ظلت كبيرة في تعاملها مع الثورة اليمنية والثوار رغم خيانة البعثيين وتنكرهم لدور مصر.
متعلقات