لاقت عملية الهجوم التي استهدفت مطار عدن الدولي (جنوب اليمن) لحظة وصول الحكومة اليمنية الجديدة ظهر اليوم الأربعاء تنديدات وإدانات واسعة على المستوى المحلي والدولي.
وظهر اليوم هزت ثلاثة انفجارات مطار عدن الدولي بالتزامن مع وصول الحكومة الجديدة، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم نائب وزير النقل ناصر شريف والذي أصيب بجروح.
ولم تصدر رواية أمنية رسمية عن الحادثة حتى الآن، فيما تتضارب الأنباء عن طبيعة الهجوم، ففي الوقت التي تتحدث مصادر عن قصف بقذائف صاروخية أو طائرات مسيرة تتحدث مصادر أخرى عن انفجارات من داخل صالة المطار.
جزء من الحرب على الدولة
واعتبر رئيس الحكومة معين عبد الملك، العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار عدن، جزء من الحرب التي تشن على الدولة اليمنية وعلى الشعب اليمني".
وقال إن هذا العمل "لن يزيدنا إلا إصرارا على القيام بواجباتنا حتى إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والاستقرار".
بدوره قال نائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح، إن الجهة المسؤولة عن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن لحظة وصول الحكومة لن تكون بمنأى عن العقاب.
وأضاف أن "هذه الحادثة الإجرامية الجبانة وغيرها من التحديات الأخرى، لن تُثني قيادة الشرعية والتحالف عن استكمال تطبيع الأوضاع وعودة الحكومة وتلبية متطلبات المواطنين وهدف استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران".
وأكد أن الأيادي الغادرة التي ستكشف عنها التحقيقات والتي تبنت هذا الهجوم الإرهابي لن تكون بمنأىً عن العقاب وستنال جزاءها الرادع والعادل.
اتهامات للحوثي
حول ذلك اتهم وزير الإعلام معمر الإرياني جماعة الحوثي بالوقوف وراء عملية استهداف مطار عدن أثناء وصول الحكومة.
وقال الارياني "إن الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وأن دمائنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين".
نفي حوثي
في المقابل نفت جماعة الحوثي عملية الهجوم الذي استهدف مطار عدن، واعتبرت ذلك تصفية حسابات بين الأطراف المتصارعة جنوب البلاد.
وقال محمد البخيتي عضو المكتب السياسي التابع للحوثيين في تصريحات للجزيرة "لا علاقة لنا بهجوم عدن واتهامنا به أسطوانة مشروخة، ومحاولة متكررة للزج بنا في صراع ما سماه المرتزقة".
وزعم البخيتي أن ما جرى تصفية حسابات جراء الصراع الدائر (في إشارة منه للصراع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا).
عنيف وغير مقبول
وفي السياق أدان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، الهجوم، وقال إن "هذا العمل العنيف غير مقبول، وهو تذكير مأساوي بأهمية إعادة اليمن بشكل عاجل إلى طريق السلام".
وأضاف غريفيث "أدين بشدة الهجوم على مطار عدن فور وصول أعضاء الحكومة ومقتل وإصابة العديد من المدنيين الأبرياء".
وتابع "أتمنى لمجلس الوزراء الصلابة في مواجهة المهام الصعبة المقبلة".
خيبة وتخبط
من جانبه قال السفير السعودي لدة اليمن، محمد آل جابر، إن "استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها مطار عدن عمل إرهابي جبان يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية".
استهداف الحكومة اليمنية عند وصولها مطار عدن عمل إرهابي جبان يستهدف كل الشعب اليمني وأمنه واستقراره وحياته اليومية، ويؤكد حجم الخيبة والتخبط التي وصل لها صانعو الموت والتدمير نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب اليمني
وأضاف آل جابر، أن ذلك يؤكد حجم الخيبة والتخبط التي وصل لها صانعو الموت والتدمير نتيجة نجاح تنفيذ اتفاق الرياض وتشكيل الحكومة اليمنية ومباشرتها للبدء في مهامها لخدمة الشعب اليمني.
استهداف لاتفاق الرياض
من جهته أدان البرلمان العربي التفجيرات الإرهابية الجبانة التي نفذتها جماعة الحوثي في مطار عدن ظهر اليوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020، والتي أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والجرحى.
وشدد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي في بيان له على أن هذه الأعمال الإرهابية التي استهدفت المدنيين الأبرياء تستوجب تحرك دولي عاجل لمحاسبة مرتكبيها ومن يدعمهم بالمال والسلاح، وفقاً القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن وقوع هذا الهجوم الإرهابي الجبان بالتزامن مع وصول الحكومة اليمنية الجديدة لبدء عملها بعد تشكيلها تنفيذاً لاتفاق الرياض، يكشف عن الأهداف الخبيثة للحوثيين والنظام الإيراني الداعم لها في إفشال الإنجاز الذي تم التوصل إليه مؤخراً بشأن تشكيل الحكومة الجديدة ومن قبله تنفيذ الشق الأمني والعسكري في اتفاق الرياض.
وفي الشأن ذاته أدانت جمهورية مصر العربية استهداف مطار عدن، واعتبرت ذلك عملا إرهابيا ضد الدولة اليمنية ومؤسساتها.
وجددت مصر في بيان صادر عن وزارة خارجيتها موقفها الثابت من دعم ومساندة اليمن في نضاله لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق، ومواجهة كل صور الإرهاب وداعميه.
وشددت على أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تُثني الحكومة اليمنية الجديدة عن المُضي قُدمًا في مهامها لاستعادة مؤسسات الدولة، ومواجهة ما يقف أمامها من تحديات جِسام، سعيًا نحو التوصل لتسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، وذلك استنادًا لاتفاق الرياض والمرجعيات المُتفق عليها.
في حين قال الائتلاف الوطني الجنوبي إن هجوم عدن محاولة فاشلة لاستهداف الحكومة ويأتي للحيلولة دون عودة مؤسسات الدولة إلى عدن.
دعوات للتحقيق
المركز الأمريكي للعدالة(ACJ) هو الآخر اعتبر ما حدث في مطار عدن عمل إرهابي يستهدف أرواح المدنيين وينافي في طبيعته كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تنص على تجريم مثل هذه الأعمال .
وطالب المركز -في بيان له- الجهات الأمنية في مدينة عدن بسرعة التحقيق في الحادثة واحالة الجناة الى القضاء.
ودعا لاتخاذ الإجراءات العاجلة لإلغاء وتفكيك كافة التشكيلات والجماعات والكيانات المسلحة خارج إطار الدولة باعتبارها واحدة من أهم العوائق التي تقف امام تحقيق السلام والأمن في اليمن.
يتبع...
- الموقع بوست