حذرت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء، من أنّ معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة وصلت إلى أعلى معدل على الاطلاق في مناطق من اليمن، بينما يهدد نقص التمويل برامج الإغاثة في البلاد التي مزقتها الحرب.
وأعلن بيان مشترك صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة أنه تم تسجيل أكثر من نصف مليون حالة من سوء التغذية الحاد في جنوب البلاد. أما في شمال البلاد، فأوضح البيان أنه ما زال يجري تحليل النتائج، مضيفا أنه "من المتوقع أن يكون (الوضع) مقلقاً بنفس القدر". وأشار البيان إلى زيادة قدرها 10% في حالات سوء التغذية الحاد في 133 مديرية جنوب البلاد. وبحسب الأمم المتحدة فإن "أكبر زيادة هي في حالات الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع زيادة قدرها 15.5٪ في 2020". وتابع "هذا يترك 98 ألف طفل على الأقل دون سن الخامسة معرضا لخطر الموت دون علاج عاجل لسوء التغذية الحاد الوخيم". ويشهد اليمن منذ 2014 حرباً بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والقوات الموالية لحكومة الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي. وبعد 6 سنوات من الاقتتال، يشهد اليمن انهياراً في قطاعه الصحي، فيما يعيش أكثر من 3.3 ملايين نازح في مدارس ومخيمات تتفشى فيها الأمراض كالكوليرا بفعل شح المياه النظيفة. ونقل البيان عن منسقة الشؤون الإنسانية للامم المتحدة في اليمن ليز غراندي قولها، إن "البيانات التي ننشرها اليوم تؤكد أن سوء التغذية الحاد بين الأطفال وصل إلى أعلى المعدلات التي شهدناها منذ بدء الحرب". وفي نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أنّ نقص التمويل أدى إلى تقليص 15 من أصل 41 برنامجاً إنسانياً رئيسياً، بالإضافة إلى تقليل توزيع المواد الغذائية وقطع الخدمات الصحية في أكثر من 300 مرفق صحي. وجمعت الأمم المتحدة من المانحين هذا العام 1.43 مليار دولار من أصل 3.2 مليارات دولار يحتاجها البلد الفقير.