أقامت "المنظمة اليمنية للأسرى والمختطفين"، غير الحكومية، أمس الخميس، في مدينة مأرب، جلسة أولى للاستماع لستة من المختطفين المفرج عنهم من سجون ميليشيا الحوثي الانقلابية ضمنصفقة تبادل الأسرى التي تمت الأسبوع الماضي برعاية أممية.
وخلال الجلسة قدم كلاً من خالد النهاري، عبدالجليل الجرادي، محمد شهبين، عصام الزنداني، بكيل الخالدي، بلال القس، وحايز حجيل، شهادات موجزة للانتهاكات ولجرائم التعذيب التي تعرضوا لها منذ اختطافهم من مقار أعمالهم ومن الطرقات حتى الإفراج عنهم.
ومن أبرز صور التعذيب الجسدي والنفسي التي تعرضوا لها منذ اللحظات الأولى لاختطافهم، "التعليق، والضرب بالعصي والأيادي والأقدام، أثناء جلسة التحقيق الواحدة التي تستمر لعدة أيام دون نوم أو أكل أو شرب"، حسب المعتقلين السابقين.
وأوضح المختطفون أن الضرب كان يتركز على الرأس، والعمود الفقري، والكلى، والقفص الصدري، ومفاصل وعظام الأيادي والأرجل، ما تسبب للبعض منهم إعاقات وانزلاقات وكسور. كما تعرضوا للصعق بالكهرباء، ولسجنهم في غرف مظلمة لأشهر عده وثم إخراجهم إلى غرف إضاءتها قوية جداً، ما أثر على أعصابهم ونظرهم، فضلاً عن وضعهم في زنازين بشكل جماعي بعد جلسات التعذيب. ولا تتسع هذه الزنزانات لأكثر من شخص واحد بينما يوضع فيها ثلاثة إلى أربعة مختطفين.
وأشار المختطفون إلى أساليب التعذيب النفسي التي كانوا يتعرضون لها من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية منذ لحظة اختطافهم والمتمثلة بـ"الترهيب والسب والتهديد بالقتل والتصفية، وتهديدهم بإحضار أطفالهم وأمهاتهم وزوجاتهم لتعذيبهم أمامهم لإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يرتكبونها".
وأفادوا بأن الميليشيا كانت تحرمهم من النوم والأكل والشرب، كما كانت تعطيهم مياها ملوثة مخلوطة بالمجاري. وقد تم حرمانهم من استخدام المراحيض إلا مرة واحدة في اليوم، والاغتسال مرة في الأسبوع.
وشددوا على إخفائهم قسرياً لسنوات عن أسرهم، ومنع زيارات أسرهم لهم، وإن سمحوا بها فلا تزيد عن خمس دقائق يتحصلون عليها بعد أشهر عدة من المعاملات والضغوط.
وأكد الضحايا أن ميليشيا الحوثي تعمدت حرمانهم من العلاج أو السماح بدخول العلاج لهم، كما نهب مشرفو الميليشيا في السجون العديد من الحوالات المالية المرسلة من أهاليهم من أجل شراء بعض احتياجاتهم من الأكل والأدوية.
وتطرق بعض الضحايا إلى الانتهاكات التي تعرضواتعرضوا لها من قبل "لجنة الأسرى" بعد تسلمها لهم كونهم يجري التفاوض على الإفراج عنهم، مشيرين إلى أن اللجنة الحوثية استمرت بالتحقيقات معهم وتعرض بعضهم للضرب من قبل نائب رئيس لجنة الأسرى للميليشيا المدعو "المرتضى" بهدف إذلالهم.