تقرير الخبراء يكشف ضلوع الحوثيين في قصف منشأتين طبيتين في مارب قبل تحويلهما إلى ثكنات عسكرية
الجمعة 18 سبتمبر 2020 الساعة 18:15
الحكمة نت
قال فريق الخبراء البارزين بشأن اليمن، إن ما تعرض له مستشفى الجفرة العام والمستشفى السعودي الميداني في مأرب، في فبراير الماضي، هجمات عشوائية محظورة، حرمت سكان المحافظة والنازحين من الوصول إلى الرعاية الصحية.
وأضاف الفريق في تقريره المعنون "اليمن: جائحة الإفلات من العقاب في أرضٍ معذّبة"، أن الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والمرافق الطبية نتيجة القصف الصاروخي العشوائي "لها تأثير في تفاقم الأزمة الإنسانية الخطيرة بالفعل من خلال زيادة الحد من الوصول إلى الرعاية الصحية".
وتابع التقرير: في الساعة 6 مساءً يوم 7 فبراير 2020، انفجر صاروخ كاتيوشا في ساحة مستشفى الجفرة، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمبنى وإصابة أحد المسعفين. توقفت معظم الخدمات الطبية وتم نقل مئات المرضى إلى مستشفى مأرب العام.
وأوضح تقرير أنه وفي فجر اليوم التالي "أصابت قذيفتا كاتيوشا مستشفى السعودي الميداني ، وهي عيادة متنقلة مجاورة لمستشفى الجفرة ، مما أدى إلى تدمير المنشأة. كانت المرافق تقع في منطقة خاضعة لسيطرة القوات المسلحة اليمنية في ذلك الوقت".
ووفق التقرير فإن الاحتمالات والمزاعم تشير إلى ضلوع الحوثيين في الهجوم على المستشفيين الواقعين في مديرية مجزر (100 كيلومتر شمال مارب) ما ألحق أضراراً بالغة بالمعدات والتجهيزات التي يضمها المستشفيين.
ولفت التقرير إلى قيام قوات الحوثيين باحتلال المنشأتين الطبيتين بعد ذلك، "وحولتهما إلى ثكنات عسكرية وهذا يزيد من خطر تعرضهم للهجوم في المستقبل ويحرم سكان مأرب ، المكونين أساسًا من النازحين داخليًا ، من الوصول إلى الرعاية الصحية في هذه المرافق".
ونوه الخبراء إلى عدم توفر "معلومات كافية لاستنتاج أن هذه الهجمات كانت موجهة إلى المستشفيات.. وأن المزيد من التحقيقات مطلوبة للتأكد من الجهة المسؤولة عن هذه الهجمات".
لكنه أكد أن لدى الفريق "أسبابا معقولة للاعتقاد، أن هذه الهجمات كانت على الأقل هجمات عشوائية محظورة بسبب الطبيعة غير الدقيقة للأسلحة المستخدمة".
وأعتبر الخبراء تلك الهجمات مثالاً على ما تتعرض له الاعيان المدنية والمنشآت الطبية من هجمات عشوائية، ترتكبها اطراف الصراع في اليمن، متسببة في المزيد من معاناة السكان خاصة النازحين.
وتشن مليشيا الحوثي، منذ أشهر، هجمات متكررة بالصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة والمفخخة، مستهدفة الاعيان المدنية والأحياء السكنية المكتظة بالنازحين في محافظة مأرب التي تصفها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن "بالملاذ الآمن لليمنيين".
وأدت تلك الهجمات والتصعيد العسكري المستمر بأطراف المحافظة، إلى تهجير وتشريد آلاف الأسر للمرة الثانية، حيث اضطر النازحون وفق منظمة الهجرة الدولية، إلى مغادرة مخيمات النزوح ومنازلهم الموقتة، والبدء في رحلة معاناة جديدة.
وإضافة لموجات النزوح الكبيرة، أدت الهجمات لمقتل وإصابة العشرات من المدنيين والنازحين، حيث اعتبر وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، شهر اغسطس الماضي بالأكثر دموية.
وقال لوكوك لـ"مجلس الأمن" يوم الثلاثاء، إن "واحد من كل أربعة ضحايا مدنيين في اليمن هم الآن أشخاص قتلوا أو جرحوا وهم في منازلهم".
الهجمات العشوائية بالصواريخ والطائرات المسيرة على محافظة مأرب، قوبلت مؤخراً، بإدانات وتنديد واسع، حيث نددت بريطانيا ومصر والكويت ودول أخرى، ومنظمات دولية وحقوقية، بتلك الهجمات، وطالبت الحوثيين بوقف القتال والانخراط في عملية سياسية تقودها الأمم المتحدة.
والثلاثاء، أبلغ المبعوث الأممي مارتن غريفيث، مجلس الأمن بأن "الوضع في مأرب يدعو للقلق"، مضيفاً خلال جلسة المجلس الأمن بشأن اليمن، "لا ينبغي التقليل من شأن الأهمية السياسية لمأرب، إذ سيكون لتحول المسار العسكري في مأرب تداعيات كبيرة على ديناميات النزاع".
وقال غريفيث، "إن سقطت مأرب، سيقوّض آمال انعقاد عملية سياسية شاملة للدخول في مرحلة انتقالية تقوم على الشراكة والتعددية".
متعلقات