انتقد نواز شريف رئيس الوزراء الباكستاني المقال، قرار المحكمة العليا بعدم أهليته لتولي منصبه، معتبراً أن الشعب الباكستاني قد رفض قرار المحكمة، واصفاً إقالته للمرة الثالثة بأنها إهانة لأصوات الناخبين.
وجدد شريف، في خطاب ألقاه أمام حشد من أنصار في مدينة راولنبدي ضمن مسيرة يقودها إلى مدينة لاهور، دفاعه عن نزاهته مؤكدا على أن المحكمة لم تدنه في أي تهم فساد.
وتساءل شريف عن سبب عدم إكمال أي من رؤساء وزراء باكستان فترة حكمهم منذ 70 عاماً، متهماً بعض العناصر دون ذكرها بالتآمر على النظام الديمقراطي في بلاده.
وقال شريف إن تجمع أنصاره هو بمثابة استفتاء وحكم شعبي في صالحه، وحث رئيس الوزراء المقال أنصاره على الوقوف إلى جانبه لضمان احترام خيار الناخبين مستقبلاً على حد وصفه.
ويقود رئيس وزراء باكستان المقال مسيرة من العاصمة إسلام آباد إلى مدنية لاهور معقله شرقي باكستان ينظمها حزب الرابطة الإسلامية الحاكم، وتضمنت المسيرة لقاء شريف بأنصاره وإلقاء خطابات على طول الطريق بين إسلام آباد ولاهور، وهي مسيرة قد تمتد لأيام وفق تقارير أمنية، واستغرق وصول المسيرة التي يقودها شريف إلى مدينة راولبندي الملاصقة للعاصمة أكثر من 12 ساعة وسط الآلاف من أنصاره، حيث بات ليلته فيها قبل إكمال مسيرته إلى لاهور كما هو مقرر.
وكان شرف التقى بعدد من كبار قادة الحزب الحاكم لعل من أبرزهم رئيس الوزراء شاهد عباسي الذي كان في وداعه، وتهدف المسيرة وفق منظميها إلى الاحتفاء بشريف الذي يعود إلى معقله في إقليم البنجاب بعد قرار المحكمة العليا بعدم أهليته نهاية الشهر الماضي، إضافة إلى إرسال رسائلَ إلى خصومه السياسيين بمدى قوته وشعبيته. واتهم شهباز شريف شقيق نواز المعارضة بالذعر وعدم الشعور بالراحة بسبب شعبية نواز، مؤكدا المضي فيما وصفها بمسيرة التنمية في بلاده.
من جانبها، أكدت بعض أحزاب المعارضة أن المسيرة فشلت في حشد الدعم الشعبي، ورأت أن هدف شريف من المسيرة هو الاحتجاج على قرار المحكمة، وسعيا من الحزب الحاكم للصدام مع القضاء والعسكر وإخراج العملية الديمقراطية عن مسارها، كما انتقدت المعارضة ما وصفته بتسخير موارد الدولة بشكل غير شرعي لرئيس وزراء مقال وتعطيل الحياة العامة للشعب.
واتهم زعيم حركة الإنصاف عمران خان حزب الرابطة الحاكم بالفاشية، وحث خان أنصاره على الاستعداد للانتخابات العامة، متعهدا بتنظيم تظاهرة حاشدة بالمشاركة مع أحزاب معارضة في مدينة راولبندي يوم 13 أغسطس/آب أي قبل يوم من تاريخ استقلال باكستان، فيما اعتبر شيخ رشيد أحمد زعيم حزب عوامي أن مسيرة شريف محاولة منه للحصول على عفو من الجيش وخروج آمن بعد قرار المحكمة العليا إقالته ورفع قضايا فساد ضده.
وقرر الحزب الحاكم المضي في برنامجه بالرغم من تقارير أمنية حذرت من مخاطر سفر شريف برا ولقائه أنصاره. وتزامنت المسيرة مع طلب مفوضية الانتخابات من الحزب الحاكم تعيين رئيس جديد له، وهو ما استجاب له الحزب بتسمية شهباز شريف شقيق رئيس الوزراء المقال رئيسا للحزب الحاكم.
كما رافقت المسيرة، عودة طاهر القادري أحد أبرز قادة اعتصام العاصمة عام 2014 ضد حكومة شريف والذي تعرض فيه عمل الحكومة لما يشبه الشلل.
وخلال خطاب أمام أنصاره شن القادري هجوما لاذعا على شريف وشقيقه شهباز شريف ووصفهما بالقتلة واللصوص.
ورحب طاهر القادري بقرار المحكمة العليا وطالب بالقصاص لمقتل 14 من أنصاره خلال مواجهات مع الشرطة في مدينة لاهور عام 2014، ولوح القادري بحراك واحتجاجات جديدة إن فشلت الحكومة في تقديم الجناة للعدالة، وحث القادري أنصاره على استقبال قافلة نواز شريف بالاحتجاج السلمي عند وصوله مدينة لاهور.