أنهت هيئة تطوير المدينة المنورة جدل «وادي الجن» بالمتنزه البري بالمدينة، ونشرت إصداراً يتضمن تجارب علمية لكشف النظرية الصحيحة لظاهرة الوادي الذي تتحرك فيه الأشياء (بعكس الاتجاه الطبيعي)، وكشفت أن عددا من التقارير الإخبارية التي تناولت الظاهرة اعتمدت على نظريات خاطئة.
مواقع وثائقية
كان عدد من البرامج الوثائقية ومواقع المعرفة العالمية من بينها ويكبيديا تناولت أخبار وادي الجن بصفته أحد الظواهر النادرة التي ضربت قوانين الفيزياء التي تفيد «أن الجسم يتحرك حركة حرة من أعلى إلى أسفل ومن المكان المرتفع للمنخفض وليس العكس».
وذكرت التقارير أن الأشياء في وداي جن المدينة تتحرك على خلاف المتوقع (بالشكل العكسي) بسبب فقدان الجاذبية، وفسرت ذلك بأنها إحدى الظواهر التي تعرف بـ»التلال المغناطيسية» بسبب تكتل القوة المغنطيسة التي تؤثر على قانون الجاذبية، وهي ظاهرة تتواجد في بعض المواقع على الأرض يختلف فيها سلوك الفيزياء وتتحرك الأشياء من الأسفل إلى الأعلى في تلك المواقع وهو ما دفع الهيئة بنشر النظرية الصحيحة لوادي المدينة وتأصيلها بالتجارب والفرضيات العلمية.
إصدار الهيئة
بينت الهيئة في الإصدار الذي جاء تحت عنوان «الحياة الفطرية في منتزة البيضاء البري» أن الأخبار حول هذا الوادي تنوعت فمنها من عزاها لقوى خارقة فوق الطبيعة وهي المسؤولة عن هذه الظاهرة وأن الحركة تكون بفعل «الجن الذي يسكن الوادي»، والقول الثاني أنه بفعل القوة المغناطيسة التي تركزت في الوادي وتسببت في جذب الأشياء على عكس الطبيعي، ومنهم من عزا الظاهرة للكرامات الدينية بسبب ارتباط هذا الوادي بالسيرة النبوية الذي كان مراعي للإبل في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ما دفع كثيرا من زوار المدينة للتعلق بهذه الرواية والحرص على زيارة الموقع.
استنتاج الهيئة
خلصت الهيئة في إصدارها أنه بعد إجراء فرضيات عملية من قبل باحثين متخصصين أن الأمر يتعلق بالناحية الفيزيائية المتمثل في قوة الانحدار ووجود موقع الوادي بمنخفض يقع تحت تأثير منحدر ضخم جعل الأشياء تتحرك من قاع الوادي للجهة الأعلى متأثراً بقوة الانحدار الأكبر مما جعل المشاهد لحركة الأشياء يظن أنها تتحرك بخلاف الشكل الطبيعي.
قراءات المنحنيات
ذكرت الهيئة أن الباحث أستاذ علم التنوع الأحيائي الدكتور سامي زلط وأستاذ علم الأحياء الدكتور سلطان الشريف قاما مستعينين بالأجهزة التقنية بتتبع الطريق المنحدر من أعلى المتنزه البري، وأخذ قراءات المرتفعات والمنخفضات قبل وبعد موقع الوادي، وأظهرت النتائج التي استخدمت فيها أجهزة متقدمة أن موقع الوادي عبارة عن منخفض في الطريق المؤدي للمتنزه البري، وإذا سكب فيه ماء أو ألقي أي شكل قابل للحركة فإنه يتحرك صعودا للجهة الأقل انخفاضاً بفعل قوة الانحدار، نافية نظرية التلال المغناطيسية التي تخالفهاً حركة الأشياء التي لا تتأثر بالقوة المغناطيسية مثل المياه مما يبعد تلك النظرية.
قوة غيبية
دعم إصدار هيئة تطوير المدينة بمخطط يوضح مدى تأثر الوادي بمنحدر ضخم تسبب في وجود الظاهرة الذي ذهبت ببعض الزوار أن يعتبر أن قوة غيبية تؤثر في الوادي مما تسبب في انتشار عدد من الأساطير حوله منها سماع أصوات لا يعرف مصدرها تطلب من المتجمهرين بالوادي الانصراف كون الوادي يقع ضمن ملكهم وتصرفهم، وتسببت تلك الخرفات بتسميته وادي الجن.
يذكر أن الوادي الذي اشتهر بوادي جن يبعد عن الحرم النبوي 45 كلم، أصبح حديث زوار المدينة حيث يحضرون له بمجموعات من خارج المملكة مما دفع الجهات الأمنية بمضاعفة جهودها لحمايتهم من خطر الطريق أثناء انشغالهم بتجربة خدعة الجاذبية.
استنتجت بعض المواقع أن الأشياء تتحرك بالعكس بسبب فقدان الجاذبية(إحدى الظواهر المعروفة بالتلال المغناطيسية)
نسبها البعض إلى الجن الذي يسكن الوادي وهم المسؤولون عن هذه الظاهرة،ثم نسبها البعض للكرامات الدينية بسبب ارتباط هذا الوادي بالسيرة النبوية
أكدت هيئة تطوير المدينة المنورة أن الأمر يتعلق بالناحية الفيزيائية المتمثل في قوة الانحدار ووجود موقع الوادي بمنخفض يقع تحت تأثير منحدر ضخم.