تشهد العاصمة المؤقتة عدن حراكاً دبلوماسياً مكثفاً هو الأول من نوعه منذ عودة الحكومة الشرعية إلى المدينة في 18 من نوفمبر الماضي، ودعماً من المجتمع الدولي لجهود الحكومة في تنفيذ اتفاق الرياض للقيام بدورها المأمول في تطبيع الأوضاع وتوفير الخدمات، بموجب الاتفاق، يأتي ذلك ضمن مساعٍ دولية لتنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي برعاية كريمة من السعودية في الخامس من نوفمبر المنصرم والذي يؤسس لمرحلة جديدة من الأمن والاستقرار والسلام واستكمال التحرير، في مواجهة قوى التمرد والانقلاب.
حراك دبلوماسي
وتزامن هذا الحراك الديبلوماسي مع استمرار الجهود التي تقودها الحكومة الشرعية لتنفيذ بنود الاتفاق وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها بما يمكنها من مواصلة أداء دورها في تطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات وتخفيف المعاناة على المواطنين، والمضي نحو استكمال استعادة الدولة وإنهاء التمرد الحوثي.
الاتحاد الأوروبي
ووصل الى مطار عدن الدولي يوم الأحد عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى اليمن بالإضافة إلى خبراء في الاتحاد حيث كان في استقبالهم امين عام المجلس المحلي بدر معاون، واستقبل رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، الأخد، في العاصمة المؤقتة عدن، وفد الاتحاد الأوروبي وسفراء دول أوروبية والذين يزورون مدينة عدن، حيث جرى استعراض ما انجزته الحكومة منذ عودتها إلى العاصمة المؤقتة عدن بموجب اتفاق الرياض على صعيد تطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات، وكذا جهودها لتنفيذ الاتفاق.
دلالات هذه الزيارة
ويضم الوفد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانز جراندبيرج، وسفيري فرنسا كريستيان تيسوت والسويد نيكولاس تروفي، ونائب رئيس البعثة الأوروبية ريكاردو فيلا، وفي مستهل اللقاء رحب رئيس الوزراء بزيارة وفد الاتحاد الأوروبي والسفراء إلى العاصمة المؤقتة عدن ودلالات هذه الزيارة التي تقدم دعم كبير للحكومة وتؤكد وقوف المجتمع الدولي إلى جانبها في تنفيذ اتفاق الرياض وجهودها مع التحالف لاستكمال إنهاء الانقلاب ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني جراء الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي بدعم من إيران.
مصلحة الجميع
واستعرض رئيس الوزراء الإجراءات التي نفذتها الحكومة منذ عودتها إلى عدن بتوجيهات من فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لتطبيق ما يخصها في اتفاق الرياض، الذي يشكل مصلحة للجميع ويستوعب المصالح المشروعة لكافة الأطراف،وأشار الدكتور معين عبدالملك، إلى النجاحات التي حققتها الحكومة رغم كل الصعوبات والتحديات وجوانب الدعم المطلوبة من شركاء اليمن في الدول الشقيقة والصديقة لاستمرار ذلك.. مؤكدا ان الحكومة اتخذت إجراءات عديدة ايضا لتنفيذ إصلاحات كبيرة لمحاربة الفساد، وتفعيل المنظومة الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد، اضافة إلى إعادة تشكيل وتفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
يؤسس لحكومة فاعلة
وأوضح أن اتفاق الرياض مثل لحظة فارقة اعادت لليمنيين آمالهم بالسلام والاستقرار، ويؤسس لحكومة فاعلة إضافة إلى تصحيح الوضع الأمني والعسكري وتوحيد الجهود باتجاه انهاء المشروع الايراني في اليمن عبر وكلائها من مليشيات الحوثي الانقلابية.. لافتا إلى ان الاتفاق الذي وضعت المملكة العربية السعودية الشقيقة ثقلها السياسي خلفه لإنجاحه وضمان تنفيذه سيتيح ايضا بناء شراكات فاعلة لمحاربة الإرهاب والتطرف.
أدوات لإيران
وتطرق رئيس الوزراء، إلى التصعيد الحوثي المستمر ورفضها جهود السلام والتنصل عن كل الاتفاقيات الموقعة معها واخرها اتفاق ستوكهولم الذي مر اكثر من عام على توقيعه دون ان تلتزم بتنفيذ ايا من بنوده.. لافتا إلى أن الحوثيين يثبتون يومياً انهم مجرد أدوات للنظام الايراني، الذي يتحدى العالم بنشر الإرهاب وتقويض الأمن الإقليمي والعالمي، ما يتطلب موقف دولي موحد لوضع حد لعبث طهران وادواتها في المنطقة والتخلي عن اوهامها التوسعية والتدميرية.
واجبها ومسؤوليتها
وجدد الدكتور معين عبدالملك، التحذير من خطورة الإجراءات الحوثية بمنع تداول ومصادرة العملة الوطنية الجديدة ح في مناطق سيطرتها، ولما لذلك من اثار كارثية على استقرار سعر العملة، وتعميق الكارثة الإنسانية.. مؤكدا ان الحكومة لن تتهاون مع المحاولات الحوثية المستمرة للدفع بالاقتصاد الوطني نحو الانهيار، دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها حربها ضد الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية، وستقوم بواجبها ومسؤوليتها في هذا الجانب.
التنسيق والتعاون
وعبر رئيس الوزراء عن تقديره لما يبديه الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الصديقة من دعم للحكومة والشعب اليمني، وموقفهم الثابت في دعم الشرعية والحرص على استكمال انهاء الانقلاب ووضع حد للحرب وتخفيف المعاناة الإنسانية.. معربا عن تطلعه إلى تعزيز جوانب التنسيق والتعاون المشترك في مختلف الجوانب، بما في ذلك دعم خطط الحكومة لتطبيع الأوضاع وتحسين الخدمات وإعادة الاعمار.
تطبيع الاوضاع
من جانبهم اكد رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي وسفيري فرنسا والسويد، أن زيارتهم إلى العاصمة المؤقتة عدن تأتي في اطار دعم جهود الحكومة لتطبيع الأوضاع والإجراءات الاقتصادية التصحيحية التي اتخذتها خلال الفترة الماضية، ونقل رسالة بأن المجتمع الدولي يراقب الأوضاع عن قرب، وحريص على إنجاح تنفيذ اتفاق الرياض كخطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار والسلام الشامل في اليمن.
التحريض العلني
وجددوا تأكيد الاتحاد الأوروبي وفرنسا والسويد على دعم جهود المبعوث الأممي لتحقيق السلام المستدام في اليمن بما يضع حد للمعاناة الإنسانية، وضرورة تطبيق اتفاق ستوكهولم كمقدمة نحو الحل السياسي.. معبرين عن قلقهم من حملات التضييق على المنظمات الدولية والتحريض العلني الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد العاملين في مجال الاغاثة الإنسانية.
الجهود الإنسانية
وتعول الحكومة الشرعية كثيراً على دعم المجتمع الدولي لاتفاق الرياض، لما يمثله الاتحاد الأوروبي في المرحلة المقبلة، كشريك أساسي داعم لعملية السلام الأممية والجهود الإنسانية والتنموية في اليمن.
الدوائر الدولية
وخلال الأسابيع الماضية، كثف المسؤولون في الحكومة الشرعية تحركاتهم الدبلوماسية، في سياق المساعي الحكومية الرامية إلى كسب تأييد الدوائر الدولية وسفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن لتنفيذ الاتفاق في أزمنته المحددة.
المصدر : وكالة يمن تليجراف