لا تزال ذكرى ثورة 26 سبتمبر هي الحدث الأبرز على الساحة المحلية اليمنية مهما تتابعت السنوات ومرت الازمنة، ومهما عملت بقايا الامامة على طمسها من الذاكرة الوطنية، واستبدالها بما يسمى 21 سبتمبر، وتحظى هذه الذكرى دائماً باهتمام السياسيين ورجال الدولة والكتاب والمثقفين في كل عام، خصوصاً والذكرى الـ57 للثورة تأتي متزامنة مع احداث عصفت بالبلاد في اشد المراحل حساسية وصعوبة عبر تاريخ اليمن.
حدث عبقري
وفي ذكرى الثورة، كتب رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، مقالاً استثنائياً وصف فيه ثورة 26 سبتمبر بأنها “حدث عبقري مثَّل تحولاً تاريخياً فريداً في طبيعة النظام السياسي والاجتماعي، نقل اليمن من نظام سلالي كهنوتي طائفي مستبد قائم على تمايز اجتماعي وطبقي فاضح، إلى نظام جمهوري مبني على المساواة القانونية الكاملة بين كافة أبناء الشعب وينشد مساواة اجتماعية عادلة وكاملة”.
وقال الدكتور معين ان الأهداف التي أعلنتها ثورة سبتمبر العظيمة تظل "مطلباً ملحاً على جدول أعمال التأريخ اليمني، واحتياج لا غنى عنه لأبناء الشعب"، كما أنها "مسؤولية وأمانة نقلها الآباء لنا من بعدهم للحفاظ على النظام الجمهوري وبناء دولة العدالة والوحدة والمساواة".
اليمن عصية على الانكسار
وأشار رئيس الوزراء في مقاله إلى ان ذكرى هذه الثورة تعيد للأرواح والأذهان صورة اليمن النقية العصية على الانكسار، وأن إلى ان روح التحرير العظيمة لثورة سبتمبر تجاوزت نخب وقيادات سبتمبر المخلصة لمبادئ الثورة وأهدافها إلى الشعب في قراه المنسية والأفراد في توقهم للحياة.
تدفق قوى الشعب
وقال ” قُتل العديد من قيادات سبتمبر وقضى آخرون في السجون والمنافي آخر لحظات حياتهم، لكن الطريق الذي مهدته الثورة، والعجلة التي حركتها عبقرية ٢٦ سبتمبر كانت أقوى من أن يتم قتلها أو سجنها أو نفيها. وكل محاولات الطمس والتحريف لم تفلح في إطفاء وهج سبتمبر أو كبح التدفق الخلاق لقوى الشعب التي حولت أبناء الفقراء والمنسيين إلى رؤساء ومسؤولين وتجار وأطباء ومهندسين”.
مرحلة استثنائية
رئيس الوزراء، اشار في مقاله إلى ما تمر به اليمن في واحدة من اصعب لحظات التاريخ، وطبيعة المخاطر والتحديات التي تواجهها وتستهدف اليمن في هويته ووجوده، مشددا على ضرورة أن تكون طبيعة المعركة الحالية حاضرة في الأذهان، وعدم الالتفات إلى محاولات الزج بنا إلى صراعات جانبية تهدف في الأساس إلى تشتيت جهودنا في استرداد دولتنا وحماية نظامنا الجمهوري والحفاظ على سيادة اليمن ووحدة وسلامة أراضيه.
استعادة الدولة ومفاهيمها
وربط رئيس الوزراء استعادة الدولة، باستعادة مفاهيم الحرية والعدالة والقانون التي كانت لحظة سبتمبر الأولى، واكتملت عبر نضالات وتضحيات كبيرة، بلغت ذروتها في مخرجات الحوار الوطني، والتي أجمع فيها اليمنيون على معالجة الأزمات السياسية بالحوار والقبول بالآخر وتوزيع الثروة والسلطة ضمن نموذج حضاري فيدرالي حديث لليمن.
وقال “مهما تكالبت الصعاب وتعقدت الأمور فإن التزامنا قيادة وشعبا بهذا النموذج وبمبادئ الديمقراطية والعدالة والمساواة التي خطتها ثورة سبتمبر ثابت لا يتزحزح، فهي طريقنا للنجاة”.
باكورة الحرية
من جانبه، قال الاستاذ نائف البكري وزير الشباب والرياضة أن صباح يوم الـ26 من سبتمبر 1962م، كان بداية مرحلة جديدة محقت ما قبلها من ويلاتٍ أذاقهم إياها الحكم الإمامي، ونقلت الشعب من ثلاثية الفقر والجهل والاستبداد إلى الحرية والكرامة والنهضة، وخلَّصت شمال الوطن من حكم نظام كهنوتي ثيوقراطي حرص طيلة فترة حكمه على عزل الشعب واستعباده.
اماميون بقالب مشابه
وأكد وزير الشباب والرياضة في مقال له بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لثورة 26 سبتمبر، إنَّ ذكرى سبتمبر تأتي والإماميون يعودون إلى صنعاء بقالب مشابه ، ويحملون مشروعاً رجعياً انقلابياً يحصر الحكم في أسرة محددة وسلالة واحدة، وينادون بالتفرقة العنصرية السلالية التي عفى عليها الزمن، ويتحكمون بثروات الشعب بنزعة استعلائية عدوانية، وان اليمنيون اليوم مجتمعون من أقصى الوطن إلى أقصاه على رفض هذه العصابة المارقة، وهبوا ثواراً مقاومين لهذا المشروع الظلامي الانقلابي، حد تعبيره.
الحرية المقدسة
الوزير البكري، أكد في مقاله أن انفة اليمني لم تنكسر رغم كل الظروف القاسية التي يعيشها اليمن، وان المجتمع اليمني لا يزال ينبذ الظلم ويمقت الانقلاب الذي يدخل سنته الخامسة في صنعاء، وقال "نكرر العهد بأنَّ حرية الوطن قدسية حتمية لا جدال فيها، وسيأتي اليوم الذي يُسطر في سجلات تاريخ اليمن المضيء يوم ميلاد نصرٌ شعبيٌّ على كل المشاريع السلالية وتبوء جميعها بالهلاك والخذلان".
عائدون الى الوطن
وبمناسبة الذكرى السابعة والخمسين للثورة، قال وزير النقل اليمني صالح الجبواني بأن الحكومة ستعود إلى أرض الوطن، وانهم سيديرون عملهم من عتق مؤقتا حتى يتم تحرير عدن.
وقال الجبواني في تغريدة نشرها على صفحته بموقع تويتر:" أهنئ قائدنا الرئيس هادي وشعبنا العظيم بمناسبة الذكرى ٥٧ لثورة ٢٦ سبتمبر، نحن عائدون إلى أرض الوطن وسندير عملنا مؤقتاً من عتق حتى تحرير عدن ثم صنعاء"
.. واختتم بقوله: سيُفتتح المطار ليكون محطة دولية، وكذلك الميناء سنشتغل على بناءه من اللحظة، أمام شبوه فرصة لأن تصبح أكثر المحافظات أمناً وإزدهارا.
محطة لشحذ الهمم
من جهته علق وزير الإعلام ، معمر الإرياني، على ذكرى ثورة 26 سبتمبر قائلا، في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على "تويتر": حق لنا كيمنيين أن نحتفي بهذه المناسبة العظيمة وأن نجعل منها محطة هامة لقراءة ميراث الأحرار الذين صنعوا ذلك اليوم العظيم،ومحطة لشحذ الهمم ومراجعة الأداء وتجديد الولاء ولم الصف،وصولا إلى اللحظة المنشودة التي نحتفل فيها جميعا بذكرى سبتمبر المجيد في العاصمة صنعاء.
تأكيد على الشرعية.
المصدر: الوطن نيوز