لمحات من التاريخ الأسود لرجل الإرهاب والتطرف الأول في اليمن والجزيرة «هاني بن بريك» ..«تقرير»
الخميس 8 أغسطس 2019 الساعة 20:07
الحكمة نت

 

"هاني بن بريك" القيادي السلفي المثير للجدل والمعروف بولائه للخارج، ودوره المشبوه في تخريب اليمن بدعم وتمويل مباشر من جهات خارجية لا تريد لليمن وشعبه الأمن والسلام، ورد اسمه في الكثير من التحقيقات بشأن جرائم الاغتيال والسلب والتصفية واقلاق السكينة العامة في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية، وتدرج في مناصب الخيانة حتى تفوق على زملائه واقرانه، واصبح بلا منازع "زعيم الارهاب الأول" في اليمن، بل وفي الجزيرة العربية بأكملها.

تشربه أفكار التطرف

هاني بن علي بن بريك من مواليد 1952م في حضرموت، درس الابتدائية بالمكلا وبعدها انتقل مع والده إلى عدن وأكمل الإعدادية والثانوية في ثانوية بلقيس بالشيخ عثمان محافظة عدن، ثم بدأ دراسته في مركز دماج بمحافظة صعدة التابع للشيخ السلفي المعروف مقبل الوادعي، قبل أن يرتبط بمدارس المدخلية وهي احدى الطرق السلفية التي تحرم الخروج على والي الأمر تحريماً مطلقا.

انقلابه على السلفيين

لكنه لم يلبث أن تمرد على السلفية وخالف قواعدها التي تحرّم ممارسة السياسة والدخول في الأحزاب، حتى  أصدر علماء سلفيون، هم الشيخ محمد الوصابي والشيخ محمد بن عبد الله الإمام والشيخ البرعي والشيخ عبد الرحمن العدني والشيخ عبد الله الذماري والشيخ الصوملي والشيخ السالمي، بياناً تحذيرياً من بريك جاء فيه: إن "هاني بن بريك يدعو إلى الفتن والتفرقة بين أهل السنة، لذا وجب التحذير منه وهجره وترك مجالسته، وننصح بعدم التأثر به لأنه يقود من معه إلى الهاوية" .. وكان يصف بعض المشايخ المحسوبين على تيار السلفية والإصلاح ممن يخالفونه الرأي بالخوارج ويدعو لتصفيتهم.

إمام يغتال الأئمة

كشفت تحقيقات النيابة العامة بمدينة عدن مؤخرا، ضلوع هاني بن بريك في عمليات اغتيال أكثر من 30 إماماً وخطيباً يمنيين، وإعدامات خارج نطاق القانون، وأفادت  الاعترافات المدونة في محاضر التحقيقات مع المتهمين بتنفيذ العملية أن هاني بن بريك كلف المتهم الأول "حلمي جلال"  بتجنيد فرق اغتيالات قوامها ثلاثون عنصرا بهدف تصفية قائمة من الشخصيات وأئمة مساجد في عدن وغيرها.

شهادات الجناة

وتضمنت محاضر مُسرَّبة للتحقيقات اسم كل من هاني بن بريك، وأخويه صلاح وطاهر، كمتورطين في عمليات اغتيال لعدد من أئمة المساجد على رأسهم الشيخ سمحان عبدالعزيز الراوي الذي اغتيل مطلع عام 2016، كما تضمنت اعترافات المتهمين معلومات تفيد أن بن بريك أرسل صور الشيخ راوي للمتهم الأول حلمي جلال عبر تطبيق الواتس لأجل تصفيته، كما اعترفت خلية اغتيال الشيخ راوي أنها تسلمت أربع قطع آلي رشاش نوع روسي، إضافة إلى سيارة كورولا وشاص ومبلغ مليون ريال لكل واحد مكافأة على قتلهم الشيخ راوي مقدمة من هاني بن بريك شخصياً .. وكان الشيخ السلفي سمحان عبدالعزيز راوي قد اغتيل في مدينة عدن مطلع  2016 ومثلت هذه العملية فاتحة لسلسلة من الاغتيالات في عدن، والتي طالت مجموعة من أبرز الدعاة والنشطاء والسياسيين.


جهات عليا ودول اخرى

وفي وقت سابق، سرب قيادي في المقاومة الجنوبية وثائق تحتوي على أقوال متهمين باغتيال شخصيات ومواطنين حققت معهم جهات أمنية في العاصمة المؤقتة عدن .. وكشف ” عادل الحسني ” عن ملف قال أنه لوقائع التحقيقات المتعلقة بملف الاغتيالات، والتي تثبت تورط جهات علياء وشخصيات في المجلس الانتقالي الجنوبي ودول اخرى .. وقال: أنه حصل على وثائق تم تسريبها من ” عمق البحث الجنائي” حد تعبيره.

التخطيط للاغتيالات

ووفقاً لما اوردته التحقيقات حسب الوثائق المسربة فقد اشترك في العملية الارهابية إلى جانب هاني بن بريك شخص آخر يدعى “أبو سلامة ” بالإضافة إلى “صلاح بن بريك” .. وأكد الحسني في منشور لاحق له أن هاني بن بريك طلب من المتهمين تغيير اقوالهم مقابل تسفيرهم الى مصر، وورد في محاضر خاصة بالنيابة العامة كذلك تورط بن بريك بالتخطيط لجرائم اغتيالات أدت لمقتل أكثر من 120 مواطنا لأسباب سياسية الفترة من 2015 إلى 2018 بينهم شخصيات اجتماعية وخطباء وضباط موالون للسلطة الشرعية في عدن ومدن أخرى، وفقا لمنظمة سام للحقوق والحريات التي مقرها جنيف.

مهاجمة التحالف العربي

المدعو " بن بريك" هاجم دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن وعبر عن رفضه لموقف التحالف العربي الداعي إلى وأد الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار في العاصمة المؤقتة عدن، وقال بأن دعوته إلى النفير العام لاحتلال قصر المعاشيق ومؤسسات وأجهزة الدولة في عدن، ليست معركة جانبية، ووصف هاني بن بريك  في تغريدات على حسابه بموقع تويتر، دعم التحالف العربي لليمن وشرعيتها الدستورية ضد مليشيات الحوثي الانقلابية بالهامشي وعديم الفائدة، وقال إن "كلمة المعركة الجانبية لا تقال للجنوبيين الذين لولاهم لما تحقق نصر يذكر للتحالف" بحسب زعمه.

ردود افعال محلية وعربية

وبعد دعوة بن بريك لاحتلال قصر المعاشيق، غرد عدد من الكتاب والسياسيين في اليمن السعودية والخليج تفاعلا مع مؤامرة الانقلاب على الشرعية من قبل مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي .. وفتح كتاب ومثقفون سعوديون النار على المدعو هاني بن بريك ووصفوه بالإرهابي، كما دعا بعضهم الى تصنيف المجلس الانتقالي كجماعة ارهابية.

تصنيفه كإرهابي

السياسي والمحلل السعودي سليمان العقيلي كتب على حسابه في تويتر تغريدات تابعها مأرب برس تعليقا على ما حدث وقال: «‏الارهابي ‎هاني بن بريك المتهم بمعظم الاغتيالات في عدن لا يريد مواجهة الحوثي ولا داعش .. ! ويوفرهما ليتهم الحكومة اليمنية! واحد الاحزاب الداعمة لها (في اشارة للإصلاح) ! بالوقوف خلف الانفجارات الاخيرة بعدن ! انه تخادم الارهابيين مع بعضهم ؟»، وكتب في تغريدة اخرى :«‏لا نريد ان نضايق احد في مصالحه الاقتصادية والسياسية وطموحاته الفائقة، لكن لا نريد احدآ ان يهددنا في امننا ولا في استقرارنا بل في وجودنا ( بقاء دولتنا )! ليعلم الجميع ان امن الدولة السعودية اهم من المصالح السياسية وفوق التجارة! وان تمزيق دولة عربية سيؤدي لأسوء النتائج.».

على خطى داعش

من جانبه قال الاعلامي السعودي "ممدوح الرفيد "تعليقا على بيان هاني بن بريك :«‏ما أشبه الليلة بالبارحة، وما أشبه طريقة بيان إعلان الانقلاب إلا بيانات داعش والقاعدة» .. وتابع :«لم أجد شبه في انقلاب ميلشيات هاني بن بريك في عدن إلاّ انقلاب ميلشيات الحوثي في صنعاء» .. وتساءل الرفيد :«من أعطاهم الضوء الأخضر ومن مكنهم حتى ينقلبوا على الشرعية التي من أجلها قام التحالف العربي؟؟؟».

الكيان المسخ

من جانبه طالب الدكتور والباحث الكويتي هاني النشوان الامارات بالتبرؤ من المجلس الانتقالي وقال انه يشوه جهودها المشكورة في التحالف .. وكتب النشوان على تويتر «‏بعد الأعمال الإرهابية التي ارتكبها جماعة المجلس الانتقالي ندعو دولة الإمارات بالتبرؤ من هذا الكيان المسخ الذي تورط بقتل المدنيين وهدّد كيان الدولة اليمنية وخالف الاتفاقيات الدولية والإقليمية للإرهاب لقطع الطريق على من يستغل دعم الإمارات لهم لتشويه جهودهم المشكورة في التحالف».

استعراض عضلات

وتابع النشوان :« بأن زبانية المجلس الانتقالي يراهون على التصعيد العسكري في عدن بقصد اظهار عضلاتهم المصطنعة لعلهم يكونوا طرف في المباحثات السياسية القادمة مع الأمم المتحدة وهو أمر لن يحدث حتى يلج الجمل في سم الخياط».
وأضاف : « لولا اشفاق الشرعية بهم لعلّقوا عيد روس ومن معه من أطراف آذانهم على أبواب المعاشيق».

خدمته لمليشيا الحوثي

من جانبه الصحفي والمذيع " مالك الروقي " مدير مكتب أخبار قنوات الإم بي سي في السعودية علق على الأحداث في عدن قائلا :«الفوضى في عدن لا تصب إلا في مصلحة الحوثيين .. و أي عمل عسكري خارج مظلة الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية فهو " تمرد " على الشرعية. سواء قام به شمالي أو جنوبي».
وأضاف الروقي « الانفصال و الوحدة تقرر بـ أدواته الشرعية وهو قرار الشعب اليمني بعد الانتهاء من الحرب وليس قرار مجموعات صغيرة غير منتخبة».

خطاب خيالي

ورد الإعلامي محمد العرب مراسل قناتي العربية والحدث في تغريدة له على تويتر على القيادي البارز الموالي لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد عمر بن فريد بالقول: ‏"الجنوب حرره التحالف والجنوبيين والشماليين والشمال يتحرر بسواعد التحالف والجنوبيين والشماليين .. في المتارس لا يوجد هذا الخطاب الخيالي .. يوجد فقط قتال ونصر".

بيان ابناء يافع

وطالب أبناء يافع بكل مكوناتهم القبلية والسياسية والعسكرية والاجتماعية وعلماء ورجال أعمال يافع، التحقيق الفوري في كشف قاتل ابو اليمامة.
واكدوا ان "يافع لن تسمح بأن تكون وقودا لإشعال  نار الحرب بين أبناء الجنوب الذي دعاء اليها هاني بن بريك ومن معه  ليلحق  بأبناء يافع الخزي والعار في إراقة الدماء بين أبناء الجنوب ".

حماية الوطن

وقالوا في بيان لهم  موقع باسم العميد علي صالح مثنى اليافعي، ان "في هذه الظروف التي تمر بها البلاد وما يتعرض له الجنوب من فتنه وإشعال لنار حرب اهليه  ونتيجة للتطورات الأخيرة والخطيرة التي تهدد وتستهدف أبناء ورموز يافع  فقد تداعى كل أبناء المنطقة من كل المديريات الثمان وبكل مكوناتها وهم مجمعين على هدف واحد وكلمة واحده ملبيين نداء الواجب لحماية الوطن".

تاييد يافع للشرعية

واكد البيان وقوف ابناء يافع مع الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وأن" يافع لن ولم تكن في أي وقت لا في الماضي ولا في الحاضر حاضنة للإرهاب  ودعاة الفتنه لإشعال نار الحرب الأهلية ".

مواقف رسمية

اما السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، فقال امس الأربعاء، إن الحوثيين هم "المستفيد الوحيد" من المواجهات المسلحة التي جرت الأربعاء في عدن، جنوبي اليمن .. وقال آل جابر، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، : "المستفيد الوحيد مما يحدث في عدن هي الميلشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية (لم يسمها)"، وعادة ما تنفي طهران تلك الاتهامات. 

وأضاف ال جابر أن الحوثيين وتلك التنظيمات "استهدفت الشهيد أبو اليمامة والأبطال الشهداء في معسكر الجلاء" .. غير أنه استدرك قائلًا إن "عدن ستبقى آمنة ومستقرة بحكمة العقلاء وبدعم التحالف.

يذكر أن هاني بن بريك كان من اشد المرحبين بترحيل الشماليين من عدن، وكتب على حسابه الشخصي في تويتر "يتم الاحتفال في عدن وتوزيع المشروبات في بعض المطاعم لمقتل شهدائنا ولما يتحرك الشعب لإغلاقها وإبعاد المجهولين الذين لا يحملون أي اثبات ومنهم من ضبط في مقره أسلحة، تقوم قائمة القوم".

المصدر: الوطن نيوز

متعلقات