ملطام المشرف الحوثي الذي هز العاصمة صنعاء وهز وجدان كل ابناء اليمن في الداخل والخارج
الثلاثاء 18 يونيو 2019 الساعة 20:26
الحكمة نت
بشكل هستيري واصلت "ام احمد صراخها حين اعادته المليشيا اليها من احدى جبهات الضالع المشتعلة جنوب البلاد، مسجى بتابوت وهي لا تقوى على ان ترى فلذة كبدها الذي لايتجاوز عمره الرابعة عشرة عاما، جثة هامدة لكن المشرف الحوثي المكلف بدفنه لم يرق له سماع العويل فالتفت الى والد الضحية طالبا ان يسمعه ترديد الصرخة والزغاريد من منزله احتفاء بقدوم شهيد جديد، ربما لم يكن في حسبان "والد احمد" ان التفكير بالأمر لبرهة من زمن او التردد للحظات قد ينتهي به مقيدا في عربة عسكرية بعد ان احمرت وجنتاه بملطام المشرف الحوثي..
صفعة الوداع الاخير
هزت الحادثة ارجاء صنعاء وليس حي شملان، الذي جرت فيه قبل ايام وسط ذهول الجميع..
تقول مصادر لـ"يمن الغد" ان وساطة تدخلت لفك اسر والد الطفل احمد لكن المشرف الحوثي احرمه من الدعم الذي يرافق كل شهيد، حيث وجه باعادة السيارة التي تقل السلال الغذائية والهدايا ورفض ان يسلم الاسرة المبلغ المخصص لها بعد ان سمع الصراخ ولم يسمع "الصرخة".. الانين وليس الزغاريد.. انها المليشيا التي يكره اتباعها المضي مع الفطرة، فالحزن في مشهد الوداع الاخير تكبير.
و تصر ميلشيا الحوثي الانقلابية على الزج بالأطفال في حربها الإجرامية على اليمنيين، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
وتكثف الميلشيا بشكل مستمر حملاتها لتجنيد الأطفال في القرى والمدن الواقعة تحت سيطرتها، وأنشأ معسكرات لاستقطاب الأطفال وتجنيدهم وتدريبهم وإعادة توزيعهم على الجبهات.
ليته لم يعد
تقول مصادر مقربة لـ"يمن الغد" ان اسرة الطفل احمد لم تعلم انه في جبهات القتال الحوثية الا بعد اسبوع من اختفائه بعد ان ذهب الى الحديقة برفقة اثنين من اصدقائه ليذهبا معا مع احد عناصر الحوثي الذي غرر بهم وزج بهم في محارق الموت.
تمكنت والدته من التواصل معه وهو في الجبهة وكانت قد اقنعته بالعودة، حيث وعدها ان يغادر الجبهة وان يعود اليها خلال ايام، لتتفاجئ بعودته المشؤومة وليته لم يعد.
المزيد من الألم والقتل، يتلقاه أطفل اليمن، على يد ميلشيا الحوثي الانقلابية، وفي ظل صمت مطبق للمجتمع الدولي الذي ما يكف عن دعواته وبرامجه الحقوقية، عبر منظماته العديدة، والتي لا تسري مفعولها في أطفال اليمن.
وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي تضاعف الميلشيا الحوثية حصاد أطفال اليمن بالدفع بهم للقتال في صفوفها، وأخرى بقتلهم بقصفها المدفعي العشوائي في الأحياء والقرى والمدن، وثالثة بحرمانهم الغذاء بمضاعفة الأزمة والضائقة المعيشية.
أرقام مخيفة
وتتعمد مليشيا الحوثي الزج بالأطفال، في المعارك التي تخوضها، ويراهنون على الاطفال في حسم معارك سرعان ما تتلاشى وتتحول الى هزيمة واندحار بعد ساعات من السيطرة فيها ذهب كثير من الاطفال المغرر بهم ضحايا.
ما يزيد عن 30 ألف طفل، جندت الميلشيا وما تزال مستمرة دون توقف، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم 5000 ألف طفل منذ بداية العام الماضي 2018.
من المدارس والمنازل، تختطف الميلشيا الأطفال وتزج بهم في المعارك، والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك، في تحد واضح للقوانين الدولية الخاصة بالطفل.
وبالتوازي مع ذلك، تسببت الميلشيا بدفع أكثر من مليوني طفل إلى سوق العمل، جرّاء ظروف الحرب، وتردي المعيشية، ليصبحوا مجبرين على العمل لإنقاذ أسرهم من الموت جوعا.
وإلى جنب ذلك حرمت الميلشيا أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين.
كما عمدت الميلشيا لقصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئيا وكليا، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات قتالية.
دروع بشرية
ويأتي لجوء الميليشيا الانقلابية إلى استخدام الأطفال في ساحات القتال إلى تراجع ونقص أعداد مقاتليها، جراء مقتل أعداد كبيرة منهم، وامتناع كثيرين عن المشاركة في الحرب العبثية التي يخوضونها بدعم من إيران التي تسعى جاهدة لتحقيق مشروع الهيمنة الطائفية والعنصرية.
وفي ظل استمرار الميلشيا على جر الأطفل والزج بهم في القتال، تبقى أسرهم غير قادرة على الحديث عن اختطاف أطفالهم وتجنيدهم خشية تعرضها للانتقام من قبل عناصر المليشيا الحوثية، كما هو الحال بالنسبة لوكالات الإغاثة الدولية العاملة في برامج حماية الأطفال والتي لا يسمح لها بمناقشة استغلال الأطفال المجندين من قبل المليشيا الحوثية خشية حظر عملها.
وتمارس مليشيا الحوثي أبشع جرائمها بحق الطفولة بإجبار أطفال اليمن على هجر طفولتهم وانتهاك أبسط حقوقهم بحياة أفضل والزج بهم في الحرب كمقاتلين ودروع بشرية، في وقت تدعو فيه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمكافحة عمالة الأطفال.
متعلقات