تنتهج مليشيات الحوثي الانقلابية أساليب متنوعة في نهب المساعدات الانسانية التي تصل الى مناطق سيطرة الانقلابين، حيث يستفيد من هذه المساعدات قيادة الجماعة في أمورهم الخاصة ويعززوا رصيدهم في البنوك منطلقين من حجج واهية مثل الانفاق على المجهود الحربي وغيره.
الحكومة في هذا الصعيد تقوم بدورها الانساني بشكل واضح في توزيع المساعدات الانسانية في مناطق سيطرتها بطريقة شفافة وعبر أطر معروفة واليات توزيع واضحة، حيث تصل المساعدات إلى معظم المستهدفين، فيما تقوم الحكومة بجهود كبيرة في معالجة العديد من الملفات الشائكة بغية خدمة المواطن ولاشي غيره.
الأمم المتحدة بدورها اعترفت بدور الحكومة في خدمة الاقتصاد عبر جملة من المشاريع الحيوية التي من شأنها الدفع بعجلة التنمية إلى الأمام في ظل الظروف المعقدة التي تعمل فيها الحكومة، بينما أكدت على نهب جماعة الحوثي الانقلابية للمساعدات الانسانية مطالبة بإيقاف المليشيات الانقلابية عند حدها.
الحكومة خطوات جادة
أكد رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ان الحكومة لن تتهاون مع المحاولات الحوثية المستمرة للدفع بالاقتصاد الوطني نحو الانهيار، دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها حربها ضد الشعب اليمني منذ انقلابها على السلطة الشرعية، وستقوم بواجبها ومسؤوليتها في هذا الجانب مع مراعاة عدم تأثير ذلك على معيشة وحياة المواطنين في مختلف أنحاء البلاد.
وشدد رئيس الوزراء على استمرار تنفيذ الإجراءات المتخذة لتجفيف منابع تمويل حرب الحوثيين على الشعب اليمني، بما فيها شحنات النفط الايرانية وغيرها.
وانجزت الحكومة إجراءات هامة في الجوانب الاقتصادية والخدمية، انعكست بشكل ملموس على حياة ومعيشة المواطنين وتخفيف المعاناة الإنسانية في جميع مناطق اليمن دون استثناء، بما في ذلك صرف مرتبات موظفي الدولة في قطاعي الصحة والتعليم بمناطق سيطرة الحوثيين.
كما قامت الحكومة خلال الفترة القليلة الماضية بتحقيق الاستقرار في سعر العملة المحلية وصرف المرتبات لقطاعات كبيرة في جميع مناطق البلاد عزز من ثقة المواطنين وأعطاهم ومضة أمل ينبغي البناء عليها والاستمرار فيها بدعم الأشقاء والأصدقاء.
الحوثي ونهب المساعدات
أكد الدكتور عبد الرقيب فتح وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة أن ميليشيات الحوثي تنهب حوالي 65% من المساعدات الإنسانية والغذائية الموجهة للشعب اليمن عبر ميناء الحديدة لصالح ما يسمى بـ"المجهود الحربي" ضاربة عرض الحائط بأرواح المدنيين وظروفهم الإنسانية الصعبة.
وقال رئيس اللجنة العليا للإغاثة إن الحوثيين قاموا خلال أكثر من ثلاث سنوات ونصف بنهب واحتجاز 697 شاحنة إغاثية في الطرق الرابطة بين محافظات الحديدة وصنعاء وإب وتعز وحجة وذمار ومداخل المحافظات الخاضعة لسيطرتها إضافة إلى احتجاز 88 سفينة إغاثية و تجارية في مينائي الحديدة والصليف من بينهم 34 سفينة احتجزتها لأكثر من 6 أشهر حتى تلفت معظم حمولاتها.
ودعا إلى ضرورة توحيد جهودها الإنسانية على الساحة اليمنية ودعم مبدأ لامركزية العمل الإنساني والإغاثي كون هذه المنظمات تعمل في مناطق سيطرة ميليشيات الحوثي.. مطالباً منظمات الأمم المتحدة بتطبيق مبدأ لامركزية العمل الإغاثي على الساحة اليمنية بما يضمن وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وأكد رئيس اللجنة العليا للإغاثة أهمية تواجد مكاتب منظمات الإغاثة في العاصمة اليمنية المؤقتة "عدن" وضرورة افتتاح خمسة مراكز إغاثية إدارية رئيسية في كل من عدن وصنعاء والمكلا وتهامة ومأرب والذي من شأنه أن يحد من نهب الحوثيين للمساعدات الإنسانية وينعكس بشكل إيجابي على فاعلية إنجاز أهداف العملية الإغاثية باليمن وتحقيق العدالة في إيصال المواد الإغاثية إلى مستحقيها في كامل ربوع اليمن.
وقال إن الوضع الإنساني المتردي في اليمن هو نتيجة حتمية لانقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية والذي خلف أسوء كارثة إنسانية في العالم حيث دأبت الميليشيات منذ انقلابها على تجويع أبناء الشعب اليمني والنهب الممنهج للمواد الإغاثية والغذائية وإعاقة وصولها إلى مستحقيها.
اعتراف الأمم المتحدة
اعترفت الأمم المتحدة عبر مدراءها بسرقة الحوثيون للمساعدات الانسانية، حيث أدان ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في بينا له تلاعب ميليشيات الحوثي في توزيع مساعدات الإغاثة الإنسانية في صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرتها قائلاً : "إن هذا السلوك يرقى إلى سرقة الطعام من أفواه الجياع في الوقت الذي يموت فيه الأطفال في اليمن لأنهم لا يملكون ما يكفي من الطعام".
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك "ان الأمم المتحدة تحقق في جميع الحالات التي تقوم بها مليشيا الحوثي الانقلابية الخاصة بنهب المساعدات الإنسانية ووضع العراقيل أمام المنظمات الأممية، وسنعلق توزيع المساعدات إذا استمرت هذه الانتهاكات وإذا لزم الأمر".
وأدان المسؤول الأممي خلال الاجتماع الإنساني رفيع المستوى بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (ocha) ، الانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي بحق العمل الإنساني في اليمن..موضحاً أن عملية إعادة البناء والنهوض بالاقتصاد اليمني ومعالجة الأضرار المادية ستحتاج لأعوام طويلة.
الحوثي وتجويع اليمنيين
أكد رئيس اللجنة العليا للإغاثة أن تقرير برنامج الأغذية العالمي يكشف الممارسات غير الإنسانية للحوثيين ضد اليمن وشعبه وعدم اكتراثهم لمعاناة اليمنيين عبر عمليات النهب الممنهج للمواد الغذائية و الإغاثية.
وحمل رئيس اللجنة ميليشيات الحوثي مسؤولية تدهور الوضع الإنساني الراهن في اليمن نتيجة مصادرة مسلحيها المساعدات الإنسانية والغذائية غير مبالية بمعاناة الأسر اليمنية التي تعاني ويلات انقلاب الميليشيات على الشرعية.
ودأبت ميليشيات الحوثي على عرقلة ومنع وصول المساعدات ونهبها وفق إجراءات ممنهجة تهدف إلى تجويع اليمنيين وقطع إمدادات الحياة عنهم في اعتداء واضح على حقوق الإنسان.
المصدر: أقاليم برس