كان ركن المالية في كتائب أبو العباس الرئد "محمد الصنديد" أعلن يوم أمس الثلاثاء عن صرف راتب شهر مارس 2019م لجميع أفراد الكتائب عبر مصرف الجزيرة وفروعها في محافظة تعز ، بهدف ضمان وصول الراتب كاملا لأصحابه الأصليين ، ومنع حدوث أي إستقطاع أو مصادرة الراتب أو حتى خصم جزء منه .
الإعلان الذي لاقى استحسان جميع أفراد الكتائب و إرتياح واسع لديهم خاصة أنه يأتي عقب إنقطاع لثلاثة أشهر على التوالي بسبب ما اكدته مصادرنا ، أن هناك محاولة من بعض القيادات للإستيلاء على المرتبات و إستقطاع أجزاء منها و مصادرة اخرى ، في إستمرار ممنهج لعملية السطو والنهب والفساد في عملية صرف المرتبات ، وهذه المرة بحجة مصادرة رواتب الافراد الذين لم يشاركوا في العمليات العسكرية ضد القوات الأمنية والعسكرية التي حدثت مؤخرا في المدينة القديمة بتعز .
وفي ردة فعل عكسية عملت بعض قيادات الكتائب على عرقلة عملية الصرف و رفعت بمذكرة تحمل توقيع مدير مكتب أبو العباس ويدعى "عصام الحاشدي" تطالب فيها من محور تعز ، إيقاف عملية الصرف عبر مصرف الجزيرة و سحب المبالغ وتسليمها للإرهابين المطلوبين أمنيا في الكدحة ، وهو ما رفضه الصنديد الذي شدد على تسليم المرتبات عبر مصرف الجزيرة لكل فرد بشخصه يحمل رقم عسكري في إطار المنظومة العسكرية للدولة ، و وفق الكشوفات لدى المنطقة العسكرية الرابعة .
كما طالب الحاشدي بوقف التعامل مع الرائد محمد الصنديد و وصفه بالخائن ، وذلك بسبب إصراره على تسليم كل المرتبات عبر مصرف الجزيرة لضمان عدم العبث بها أو إستقطعاها أو مصادرتها أو الإستيلاء على جملة المبالغ المخصصة لصرف المرتبات كما حدث في إبريل الماضي حين عملت تلك القيادات الخارجة عن القانون على الإستيلاء على مبلغ 45 مليون ريال كانت مخصصة لصرف المرتبات .
وقام الحاشدي بتقديم مذكرة تحمل توقيعه الشخصي بديل لأبو العباس ، يطالب فيها من مصرف الجزيرة وقف صرف المرتبات لأي فرد من أفراد الكتائب ، بحجة عدم علمه بأمر إيداع المبلغ وعدم إستكمال التجهيزات ، مشددا على وقف الصرف بشكل نهائي حتى إشعار المصرف من قبله ، وموافة المصرف بمندوب مالي جديد .
الغريب في الأمر ، أن العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع ، تدخل على خط الأزمة ، من خلال مذكرة غير قانونية كون كتائب أبو العباس تتبع قيادة المحور والمنطقة العسكرية الرابعة و لم تعد تتبع اللواء 35 ، حيث طالب الحمادي بمذكرته من مصرف الجزيرة بإيقاف صرف مرتبات أفراد كتائب أبو العباس ، و الرفع إليه بكشوفات الرواتب التي قد تم صرفها و التوقف عن صرف بشكل تام لأي إسم لاحقا ، و تسليم كامل المبلغ المتبقي لمندوبه أسامة المزهدي ، في إشارة منه لتوريد المبلغ إلى قيادة اللواء 35 مدرع .
إلى ذلك اكدت مصادرنا أن بعض قيادات الصف الأول في الكتائب (من المطلوبين أمنيا والمتهمين بالإرهاب) ، هددت مصرف الجزيرة بتفجير فروعها و نهب اموالها و التنكيل بملاكها ، في حال قاموا بصرف أي راتب من مرتبات أفراد كتائب أبو العباس ، مهددين بقتل وتصفية الموظفين ، بالإضافة إلى تهديد ركن المالية الرائد محمد الصنديد بالتصفية الجسدية مع أفراد عائلته والمقربين منه .
الجدير بالذكر أن تلك القيادات التي تطالب بوقف صرف مرتبات أفراد كتائب ، كانت قد أستولت على نحو 45 مليون ريال في إبريل الماضي ، كانت مخصصة لصرف مرتبات أفراد الكتائب ، وتم تبديد هذه المبالغ وصرفها على نحو غامض ، وهو ما تسبب بعجز مالي كبير للكتائب في الأشهر القليلة الماضية ، مشيرة إلى أن عودة الأمور المالية إلى طبيعتها ستساهم في إنتظام صرف المرتبات مستقبلا .
وهنا تبرز الأسئلة الأهم : لصالح من هذا العبث و توقيف صرف مرتبات أفراد كتائب أبو العباس عبر مصرف الجزيرة ؟ ولماذا تُصر بعض القيادات على إستلام مبالغ المرتبات إلى يدها ؟ ولماذا أعلنت في هذا التوقيت بالتحديد الحرب على ركن المالية الرائد محمد الصنديد ؟؟