أصدرت منظمة سام للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، امس الثلاثاء، تقريراً حقوقياً بعنوان (الانفجار الغامض) يتضمن تحقيقاً أجرته المنظمة في واقعة انفجار سعوان بداية ابريل الماضي، جوار مدرسة الراعي بمنطقة سعوان شرقي العاصمة صنعاء، وخلف مقتل 14 طالبة وإصابة عدد كبير، إضافة لتضرر عدد من الممتلكات الخاصة في المنطقة.
وتضمن التقرير الذي حصل “سبتمبر نت” على نسخة منه، إحصائيات لعدد القتلى والإصابات وشهادات موثقة لشهود عيان كانوا قريبين من موقع الانفجار ,وطالبات نجون من الموت بأعجوبة وإفادات أهالي بعض الضحايا من الطالبات .
وقالت منظمة سام انه بحسب تقييم خبير عسكري عمل في مجال التصنيع العسكري في القوات المسلحة اليمنية “يعتقد أن الانفجار لم يكن بفعل صاروخ جوي أو ضرب طيران بل نتيجة فعل داخلي من الورشة نفسها، وأن مدى الضرر الذي خلفه الانفجار، والذي وصل إلى مسافة 5 كيلو، ناتج عن مواد شديدة الانفجار؛ ربما كانت تستخدم لتصنيع رؤوس صاروخية تستخدم في العمليات العسكرية”.
وأشارت إلى أن الانفجار تسبب بصدمات نفسية شديدة لفئات الأطفال وخاصة في المدارس المحيطة بمربع الانفجار وأيضا للمدنيين القريبين من موقع الحادث, إضافة إلى الأضرار الجسيمة والمتوسطة في محلات تجارية ومساكن عدة تبلغ أكثر من 200 مسكن ومحل تجاري حسب إحصائيات أعلنت من قبل السلطات.
وأكد رئيس المنظمة المحامي توفيق الحميدي أن إصدار هذا التقرير يأتي في إطار توثيق الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين، والمخالفة لقوانين الحرب والاتفاقيات الدولية وأولها اتفاقيات جنيف لحماية المدنيين.
وأضاف “إن استخدام دماء اليمنيين وأرواحهم للمزايدات السياسية والاتهامات الإعلامية جريمة حرب وعمل غير أخلاقي”, كما دعا لجان الأمم, ولجنة الخبراء البارزين, التي تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن إعطاء هذه الجريمة أولوية خاصة في التحقيق وإعلان نتائج التحقيق للعالم.
ويفيد التقرير انه ومن خلال معاينة باحثي منظمة لمكان الانفجار عن قرب والاستماع لإفادة شهود قريبين من مكان الانفجار؛ يتبين أن هناك غموض واضح يتعلق بورشة الألمنيوم القريبة من مدرسة الراعي، مع التباس كبير بشأن الانفجار مجهول المصدر ، وعلاقة الانفجار بورشة الألمنيوم.
ورجحت منظمة سام في التقرير أن الانفجار حدث من داخل ورشة الألمنيوم، وقالت إن هذا “يضعنا مع المواطنين والمجتمع الدولي أمام علامات استفهام كبيرة ، حول الأعمال التي تضطلع بها الورشة، وهي واقعه بجوار مدرسة الراعي في سعوان والتي تبعد ٤٠٠ متر عن المدرسة ، وهي أعمال مجهولة محاطة بسرية تامة.
الأمر الذي يستوجب إجراء تحقيق جدي ومحايد من قبل المجتمع الدولي، لمعرفة أسباب الانفجار، خاصة وأن توالي الانفجارات استمرت وقت طويل سبقه تصاعد دخان كثيف قبل الانفجار وانتشار لمسلحي مليشيا الحوثي قبل الانفجار بحسب إفادة شهود عيان وسكان محليين.