هددت ميليشيا الحوثي بتلويث البيئة البحرية قبالة محافظة الحديدة، رداً على عدم السماح لها ببيع المشتقات النفطية الموجودة على متن الباخرة "صافر"، والمقدرة بمليون برميل، وذلك بتركها النفط يتسرب من السفينة ما يهدد بكارثة اقتصادية وبيئية إقليمية ستمتد تأثيراتها إلى الدول المجاورة.
وزعم القيادي الحوثي البارز ورئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، في تغريدة على تويتر أن كمية النفط المخزونة في سفينة صافر العائمة في ميناء رأس عيسى بالحديدة بدأت في التسرب، وقال إن المسؤولية ستتحملها الحكومة الشرعية والتحالف العربي لعدم سماحهما لجماعته ببيع النفط المخزن.
وتندرج هذه التهديدات في إطار سعي المليشيات الحوثية لتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام حتى تتمكن من تفريغ الكميات الموجودة داخل السفينة، وتسويقها وبيعها واستخدام العائدات لتمويل حربها ضد الشعب اليمني.
ويقدر اقتصاديون يمنيون أن مليشيا الحوثي تجني أرباحا يومية من بيع الوقود في مناطق سيطرتها تزيد عن مليوني دولار في اليوم الواحد، بخاصة مع قيامها باحتكاره ورفع سعر البيع إلى مستويات قياسية إذ وصل سعر الصفيحة من البنزين سعة 20 لترا قبل أيام إلى 20 ألف ريال (الدولار نحو 500 ريال).
وتعتبر سفينة "سافيز" التي ترسو في مياه البحر الأحمر منذ 3 سنوات وتبعد عن سواحل الحديدة مسافة 87 ميلاً بحرياً، منصة إيرانية لإدارة عمليات مليشيات الحوثي العسكرية في محافظة الحديدة الساحلية والقيام بعمليات تهريب الأسلحة والنفط.
وتقوم السفينة الايرانية سافيز بنقل الأسلحة والخبراء العسكريين لمليشيا الحوثي بالاضافة الى قيامها بتسهيل عمليات تهريب النفط للانقلابيين ونقل شحنات النفط الايراني المهرب إلى ميليشيات الحوثي لتمويل حربها ضد الحكومة الشرعية.
ولا تزال سفينة سافيز الإيرانية العسكرية ترسو قبالة سواحل محافظة الحديدة رغم التحذيرات المستمرة من مخاطر هذه السفينة التجسسية التي تقدم الدعم العسكري واللوجستي لميليشيا الحوثي الإرهابية، وتهدد الملاحة البحرية والتجارة العالمية العابرة إلى مضيق باب المندب.
وتؤكد شهادات صيادي محافظة الحديدة أن السفينة سافيز تحمل أسلحة متطورة، وتؤمن عملية تهريب الأسلحة، وتشرف على السفن وزوارق الصيد التي تنقل الأسلحة وقطع الصواريخ والألغام والخبراء العسكريين إلى سواحل مدينة الحديدة واللحية والصليف.
وأكد عضو في جمعية الصيادين اليمنيين في الحديدة رفض الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، أن السفينة الإيرانية أطلقت النار على قارب يحمل 5 صيادين قبالة سواحل جزيرة كمران التابعة لمديرية اللحية شمال محافظة الحديدة مطلع إبريل الجاري ماتسبب في مقتل أحد الصياين وإصابة الآخرين بجروح متفاوتة.
وأشار في تصريح خاص لـ"يمن تليجراف" أن السفينة سافيز تواصل استفزازاتها وتحرشاتها بقوارب صيادي الحديدة ومحاربتهم في أرزاقهم عبر طردهم من مناطق الصيد واطلاق النار نحوهم من شتى أنواع الأسلحة الجاثمة على متنها.
ولفت الى أن سافيز تقوم بنقل خبراء عسكريين من الحرس الثوري الايراني وحزب الله الى مليشيات الحوثي الانقلابية على متن قوارب صيد شبيهة بقوارب الصيادين المحليين مايعرض حياة الصيادين في الساحل الغربي لخطر الاستهداف.
وطالب عضو جمعية الصيادين بالحديدة كلا من الحكومة الشرعية، والتحالف العربي، والمبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بانقاذ الصيادين من خطر سافيز وابعادها من المياه الإقليمية اليمنية واتخاذ اجراءات صارمة تجاه التدخلات الإيرانية في اليمن.
ويؤكد الصياد أحمد مساوى من مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة، أن السفينة الايرانية سافيز تواصل التنكيل بصيادي الساحل الغربي وتحاربهم في لقمة عيشهم عبر استهدافها المباشر لقواربهم بالرصاص وقذائف المدفعية.
ويوضح في تصريح خاص لـ"يمن تليجراف" أن مئات الصيادين في الساحل الغربي توقفوا عن الصيد وفقدوا مصدر رزقهم الوحيد خوفاً على أرواحهم بسبب انتهاكات سفينة الموت الإيرانية المتواصلة بحق الصيادين.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، قال فتحي المعلم، مدير خفر السواحل في مديرية الخوخة، في محافظة الحديدة غربي اليمن، إن "ضحايا السفينة الإيرانية سافيز بلغ 40 شهيداً و60 جريحاً في صفوف الصيادين من الساحل الغربي، منذ مطلع أغسطس/ آب الماضي".
ونظم الصيادون وجمعيات سمكية في الحديدة وتعز وعدن خلال الفترة الماضية وقفات احتجاجية للمطالبة بوقف تهديدات السفينة سافيز باعتبارها تشكل خطراً على حياة الصيادين وأمن واستقرار البلاد لكن سافيز لا زالت ترسو في البحر الأحمر غير آبهة بما سببته من معاناة كبرى للصيادين في الساحل الغربي.