رسائل سياسية في تصريح رئيس الوزراء ودلالات مهمة لزيارتي سفيري موسكو وواشنطن إلى عدن (تقرير)
السبت 23 مارس 2019 الساعة 00:17
الحكمة نت

 

أكد تصريح رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك خلال زيارة السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر ومساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط تيم لاندركن إلى العاصمة المؤقتة عدن على متانة العلاقات اليمنية الأمريكية والدعم السياسي الكبير الذي تحظى به الحكومة اليمنية من واشنطن.

وتطرق رئيس الوزراء في تصريحه إلى أهمية هذه الزيارة في دعم جهود الحكومة الشرعية في تطبيع الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والمساعدة في التعافي الاقتصادي وبدء جهود إعادة الإعمار، وأكد على أهمية الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في دعم الجانب التنموي والإنساني والسياسي.

وسلط رئيس الحكومة الضوء على جهود حكومته في تحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية، لافتاً إلى أن هناك الكثير من النشاط الاقتصادي الذي بدأ في عدن، مؤكداً أن استعادة مؤسسات الدولة هو الهدف الرئيس للحكومة في هذه المرحلة.

وحمل تصريح رئيس الوزراء تأكيداً واضحاً على العلاقات المتينة التي تربط اليمن بالولايات المتحدة الأمريكية والدور الأمريكي الداعم للحكومة الشرعية والشعب اليمني في تجاوز الأوضاع الراهنة، في إطار الموقف الدولي المساند للتوصل إلى حل سياسي بموجب مرجعيات الحل المتوافق عليها لإنهاء الانقلاب واستئناف المسار السياسي.

ولفت رئيس الحكومة إلى دور واشنطن الكبير في دعم الحكومة الشرعية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي والذي حدّ من أطماع إيران في تدخلها في اليمن وتحويل اليمن إلى تهديد للممرات الملاحية في البحر الأحمر ومقاومة الانقلاب الحوثي ومنع تسليح الميليشيات الحوثية.

ونوه بالنجاحات التي حققتها الحكومة والتحالف العربي الداعم للشرعية بدعم ومساندة من الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة مليشيا الانقلاب المدعومة من إيران وتهديداتها لخطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.

وحمل تصريحه رسائل تحذيرية للمجتمع الدولي من عواقب تنصل مليشيا الحوثي من تنفيذ اتفاق استوكهولم ومحاولاتهم التصعيدية في الحديدة رغم كل الخيارات التي طُرحت من قبل المبعوث الدولي، محذراً من أن تلك التصرفات تمثل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار الإقليمي في المنطقة، وتهديداً لكل جهود السلام التي بذلت حتى الآن.

وعبّر رئيس الوزراء عن ثقته بأن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الصديقة ستفرض ضغوطاتها على الحوثيين والدول الداعمة لهم، للانصياع لعملية السلام وتنفيذ اتفاقية ستوكهولم باعتبارها المدخل الوحيد لبناء الثقة والوصول إلى حل شامل يقوم على المرجعيات المتوافق عليها.

وحملت زيارة المسؤولين الأمريكيين إلى عدن في طياتها رسائل واضحة برفض المجتمع الدولي للانقلاب الحوثي والإجماع الدولي حول دعم الشرعية في اليمن خصوصاً مع تزامن الزيارة مع إعلان مليشيا الحوثي رفضها الانسحاب من مدينة الحديدة وتنصلها من تنفيذ اتفاقات السويد.

زيارة سفيري موسكو وواشنطن لعدن رسالة قوية لدعم الشرعية ورفض الانقلاب

حملت زيارات سفيري روسيا والولايات المتحدة لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين وماثيو تولر إلى العاصمة الموقتة عدن في هذا التوقيت وكأول سفراء أجانب يزورون عدن دلالات ذات معنى للدفع بعجلة السلام وإنهاء الانقلاب، كونها تزامنت مع تعنت مليشيا الحوثي بالانسحاب من مدينة الحديدة حسب اتفاق السويد ورفضها كل سبل السلام التي عرضتها وما زالت القيادة السياسة ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة الدكتور معين عبد الملك تمد يدها للسلام للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وإنهاء الأزمة الإنسانية بسبب الحرب الانقلابية على الشرعية منذ أعوام.

ويكمن الحل الوحيد لإنهاء النزاع في اليمن بإزالة مظاهر انقلاب الحوثيين على الدولة الشرعية واستعادة المؤسسات بالاستناد إلى مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها.

مراقبون محليون وصفوا زيارة السفير الروسي والسفير الأمريكي لمدينة عدن ولقاءهم رئيس الحكومة الشرعية الدكتور معين عبد الملك، بالخطوة الهامة لما تحمله من دلالة واضحة على الدعم السياسي الكبير الذي تحظى به الحكومة اليمنية من موسكو أولا وواشنطن ثانيا، مؤكدين في ذات الوقت على ضرورة دعم وحدة اليمن واستقراره والوقوف مع الشرعية اليمنية.

وفي التفاصيل جاءت زيارة السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، والتي تعد الزيارة الأولى لمسؤول روسي رفيع المستوى للعاصمة المؤقتة عدن، منذ العام 2015 ولقاءه رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك الأربعاء لتقريب وجهات النظر وبحث دور وتفاعل الحكومة اليمنية مع جهود السلام وسعيها الدائم لتطبيع الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية وإعادة إعمار ما خلفته الحرب.

وأشار السفير الروسي إلى عزم بلاده افتتاح قنصليتها في عدن عقب تجهيزها وترميمها خلال الفترة المقبلة وتقديمها كافة أشكال الدعم لهذه الجهود في إطار الشراكة القائمة والمتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين.

وتبعث زيارة السفير الروسي في طياتها رسالة واضحة من المجتمع الدولي بدعمه للشرعية المعترف بها ورفضه للانقلاب المليشاوي بحسب القرار 2216 الصادر من مجلس الأمن والذي يرفض الانقلاب ويطالب الميليشيات بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح.

إلى ذلك عكست الزيارة أهمية حرص موسكو بالدفع باتجاه تطبيق مرجعيات الحل السياسي المتوافق عليها وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وبدورها مثلت زيارة السفير الأمريكي ماثيو تولر اليوم إلى العاصمة عدن ولقاءه رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك لمناقشة مستجدات الأوضاع في اليمن، والجهود الأمريكية الداعمة للتوصل إلى عملية السلام الكاملة رسائل واضحة من المجتمع الدولي إلى كافة الأطراف السياسية في البلاد، بضرورة الوقوف صفا واحدا خلف الحكومة الشرعية كونها الممثل الشرعي الوحيد للخروج من الازمة الحالية، وهذا ما أكده السفراء في حديثهم للصحافيين في العاصمة المؤقتة عدن وتداولته وسائل الإعلام المحلية والعربية.

وأكد رئيس الوزراء أن لهذه الزيارات دلالة هامة لدى اليمنيين الذين يبذلون الجهد لعودة الحياة في عدن والمحافظات المحررة إلى طبيعتها والمساعي الجادة لتوفير الخدمات الأساسية ودفع رواتب جميع الموظفين في القطاع الحكومي.

وأكد الدكتور معين أن الحكومة تعمل جاهدة على تطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وإعادة الإعمار ومعالجة الاختلال في الملفين الاقتصادي والخدمي، مشيراً إلى إن الحكومة أعدت موازنة العام الحالي 2019 بالشكل المناسب بما يتوافق مع حجم الايرادات، والتركيز على الإيرادات الضريبية والجمركية والنفطية للمساهمة في رفد خزينة الدولة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

بدوره، ثمّن الدور الأمريكي الفاعل في اليمن بالعمل مع الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، والذي قاد إلى الحيلولة دون سقوط اليمن في الأطماع الإيرانية.

ونوه بالتعويل على الدور الأمريكي في الضغط على إيران للتوقف عن خططها ومشروعها التخريبي والتدميري، والكف عن استمرارها في دعم ميليشيات الحوثي الانقلابية.

وشدد على موقف الحكومة الثابت تجاه عملية السلام، ودعمها لكل الجهود التي تصب في هذا الإطار، لافتاً إلى أن الحكومة لن تتوانى في تلك المساعي انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية والوطنية، في عمل كل ما يلزم لإنهاء معاناة الشعب اليمني وتخفيف الكارثة الإنسانية التي تسبب بها انقلاب ميليشيات الحوثي.

وخلال اللقاء أكد تولر أن مصلحة واشنطن تتمثل في بقاء اليمن موحداً وآمناً، ومع كل الجهود الممكنة لإنهاء الصراع.

وتطلّع أن يكون اليمن بلدا قويا ومزدهرا وذا سيادة لأن ذلك يخدم المصالح الأمريكية، مشدد على أهمية نزع السلاح من المجموعات المسلحة وأن يكون السلاح في اليمن بيد الدولة فقط والالتزام بالقرارات الدولية بحظر توريد السلاح لليمن.

وبالنسبة للحكومة اليمنية أكد السفير الأمريكي على أهمية العمل المشترك في إعادة بناء المؤسسات في مدينة عدن، وتطبيع الأوضاع وحرص واشنطن على تقديم كل الدعم اللازم لإنجاح تلك الجهود من أجل تطبيع الأوضاع وتخفيف معاناة اليمنيين.

مباحثات يمنية أمريكية

وعقب الزيارة الأمريكية عقدت بالعاصمة المؤقتة عدن اليوم جلسة مباحثات يمنية أمريكية برئاسة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك، ووفد الولايات المتحدة برئاسة السفير الأمريكي ماثيو تولر لبحث جهود عملية السلام.

وتطرقت المباحثات إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة والنجاحات التي حققتها على صعيد مكافحة الإرهاب بمساندة فاعلة من تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، إضافة إلى التطورات الاقتصادية والإنسانية وأهمية حشد الدعم الدولي لإسناد الحكومة في عمليات الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار.

نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ثموني لندر كينغ أكد بدوره بأن صبر الحكومة الأمريكية بدأ ينفد فيما يتعلق بتدخلات إيران في اليمن، وقال: ”إن هذه التدخلات الإيرانية في اليمن لم ينتج عنها أي انعكاس إيجابي لليمنيين، بل تسببت في اندلاع النزاع وتدهور الوضعين الإنساني والاقتصادي والسياسي”.

وأعرب الدكتور معين خلال الجلسة عن تقدير الحكومة والشعب اليمني للموقف الأمريكي الثابت في مساندة الشرعية اليمنية، والالتزام بتقديم كل أوجه الدعم الممكنة لإنهاء الانقلاب ومساندة تطلعات اليمنيين في بناء يمن اتحادي جديد آمن ومزدهر يسهم بفاعلية في تحقيق الاستقرار والأمن العالمي.

وتحدث في جلسة المباحثات وزراء الثروة السمكية، الصحة العامة والسكان، النفط والمعادن، الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزير الدولة لشؤون تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، حيث قدموا شرحا حول الجهود التي تبذلها وزاراتهم في تطبيع الأوضاع وتقديم الخدمات للمواطنين، والعراقيل التي تفتعلها مليشيات الحوثي لتعميق الكارثة الإنسانية القائمة والتي تسببت بها بإشعالها للحرب وانقلابها على السلطة الشرعية، مشيرين إلى آفاق التعاون الممكنة مع الولايات المتحدة والدور المعول عليها في دعم الخطط والبرامج التنموية والخدمية لمساعدة الحكومة في تحقيق النهوض والتعافي الاقتصادي.

رئيس الوفد الأمريكي في المباحثات أكد من جهته حرص بلاده على تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للحكومة الشرعية للقيام بواجباتها ومسؤولياتها، بما يلبي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والاستقرار والعيش الكريم، مجددا التأكيد على دعم وحدة وأمن واستقرار اليمن ودعم الحكومة لإعادة بناء المؤسسات وتفعيل التعاون المشترك في مختلف المجالات.

وحمّل السفير الأمريكي في اليمن الحوثيين مسؤولية تعثر تنفيذ اتفاق سلام برعاية الأمم المتحدة في ميناء الحديدة الرئيس، وقال ماثيو تولر في مؤتمر صحافي أذيع تلفزيونياً من مدينة عدن إن “أسلحتهم تشكل خطراً على دول وإن الولايات المتحدة تشعر “بإحباط بالغ” لما وصفه بمماطلات الحوثيين في تنفيذ الاتفاقات.

وأضاف أن واشنطن “لم تفقد الأمل” في تنفيذ اتفاقات محادثات السلام في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وكان المتحدث باسم الحكومة الشرعية راجح بادي، أكد أن تصريحات قيادي حوثي حديثة عن رفض تنازل الجماعة عن مدينة الحديدة الساحلية الرئيسية “إعلان حرب”.

وأضاف بادي في مؤتمر صحافي يوم الأربعاء، أن مثل هذه التصريحات تهدد بإشعال قتال شرس مرة أخرى في الحديدة. وقال: “هذه التصريحات تنتهك اتفاق السلام المبدئي الذي توصل إليه الجانبان في السويد أواخر العام الماضي”.

متعلقات