تنامت في صنعاء -الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي- ظاهرة الاختفاء الغامض للفتيات والأطفال، ما سبب حالة ذعر وهلع أوساط السكان ودفع عشرات النساء لكسر حالة الصمت والتظاهر في شوارع العاصمة اليمنية للمرة الأولى منذ أشهر.
ونشطت عصابات منظمة تمارس اختطاف الفتيات والأطفال، في مناطق السيطرة الأمنية للحوثيين ما جعل منظمات حقوقية تتهم المليشيات الموالية لإيران بالوقوف خلفها ضمن خططها لإسكات الأصوات المعارضة لها، علاوة على تجنيدهن.
وتداول نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي ما أسموه "العيب الأسود"، لظواهر اختفاء فتيات المدارس، واختطاف نساء معارضات للمليشيات وقالوا إن عشرات الآباء منعوا نساءهم وأطفالهم من مغادرة المنازل مع تنامي الظاهرة.
وقالت مصادر حقوقية لـ"العين الإخبارية"، إن عمليات الاختطاف التي طالت الأطفال والنساء باتت ظاهرة تؤرق المدنيين وشبح رعب يجتاح السكان في صنعاء.
وأضافوا أن الأيام الأربعة الماضية، شهدت شوارع العاصمة صنعاء اختفاء غامض لـ7 فتيات، لافتين إلى رعاية مليشيا الحوثي لهذه العصابات وتوفير الحماية لهن.
ونددت مظاهرة نسائية جابت شارع "الزبيري" و"عصر" وشوارع مختلفة بالعاصمة، السبت، بحالات الاختطاف، مطالبة الحوثيين بتحمل مسؤولية ضبط الأمن وإلقاء القبض على العصابات التي تمارس هذا النوع من الإرهاب في وضح النهار وعلى مرأى منها.
وخلال المظاهرة التي خرجت احتجاجا على تنامي الظاهرة مؤخرا، طالبت النسوة بوضع حد للعصابات المسلحة ووقف جرائم الانتهاكات بحقهن وأبنائهن.
كما طالبن من وسائل الإعلام تسليط الضوء على جريمة استهداف النساء والأطفال في صنعاء، والتي تعد سابقة خطيرة تنتهك قيم وعادات وأعراف المجتمع اليمني.
- سجون سرية
ووفقا لمصادر يمنية، فقد تعرضت العشرات للاحتجاز والإذلال، بعد استغلال المليشيا الحوثية لهن وتصويرهن وإجبارهن على العمل في إعداد الطعام للمقاتلين في الجبهات وذلك في أماكن خاصة تنتشر في صنعاء وعمران وإب.
وذكر موقع وزارة الدفاع اليمنية، نقلا عن مصادر أمنية أن 6 فتيات اختفين في ظروف غامضة مؤخرا، بينما أعلنت عائلة الطفلة غدير محمد علي غانم العصري (12 عاما)، الأربعاء الماضي، أن ابنتهم لم تصل إلى المنزل بعد خروجها من مدرستها في حي "عصر "غرب صنعاء، واختفائها في ظروف غامضة.
وأوضح أن ظاهرة اختفاء الفتيات تكررت في الآونة الأخيرة، ما يشير بشكل واضح إلى وجود شبكات إجرامية تديرها مليشيا الحوثي للاتجار بالبشر.
ومنتصف فبراير/شباط الماضي، كشفت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر عن اختطاف الحوثيين لقرابة "120 امرأة" وإخفائهن في مباني مدنية حولتها المليشيات إلى سجون سرية للنساء المحتجزات.
وأشار بيان المنظمة إلى أنه تم الإفراج عن بعض النساء مقابل مبالغ مالية باهظة دفعها الآباء تحت الابتزاز، فيما لا يزلن أخريات في سجن سري بمنطقة "الجراف" الشرقي بشارع المطار بمدينة صنعاء.
غير أن وسائل إعلام يمنية اتهمت قيادات حوثية إدارة شبكات مسلحة تمارس بعضها تجارة الأعضاء البشرية، وأخرى تعمل على استغلالهن في أنشطة عسكرية منها تجنيد الفتيات للتجسس واستدراج مناهضين للمليشيا لاعتقالهن.
- انتهاكات بالجملة بحق المرأة اليمنيةابتهاج الكمال، وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بالحكومة اليمنية، قالت إن النساء في المناطق الواقعة تحت قبضة مليشيا الحوثي، يعانين من استداف ممنهج يتمثل بإذلالهن بواسطة الخطف واقتيادهن إلى السجون، ما يجعلها ممتهنة ومسلوبة الحقوق والإرادة والحرية والكرامة.
وذكرت الكمال في بيان صحفي بمناسبة يوم المرأة العالمي أن هناك أرقاما صادمة لحالات الاغتصاب والقتل والاضطهاد الذي تمارسه مليشيا الحوثي ضد المرأة اليمنية، مشيدة بصمودها وتحملها ويلات الواقع المرير، الناتج عن الانقلاب الحوثي في اليوم العالمي للاحتفال بإنجازاتها.
وأوضحت أن الحوثيين قاموا بتأسيس خلايا نسائية مسلحة تعرف بـ"الزينبيات" وأعطت هذه الخلايا مسؤولية اعتقال وتعذيب النساء ومداهمة المنازل.
ومضت بالقول إن "المليشيات الحوثية النسائية نفذت عمليات اختطاف واعتقال لأعداد كبيرة من النساء في صنعاء خلال أوقات مختلفة من العام الحالي والماضي، وقامت بتعذيبهن في سجون خاصة أعدت لهذه المهمة".
سجل أسود من الانتهاكات الحوثية بحق نسوة اليمن، أضاف الوزير اليمني، المليشيا اعتقلت 18 امرأة وطالبة من جامعة صنعاء بعد الاعتداء عليهن، منهن 3 تعرضن لجروح بليغة، واقتادهن إلى جهة مجهولة بتاريخ 6 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد خروجهن في مظاهرات منددة بالسياسات الحوثية التجويعية.
وبينت أن المناطق الخاضعة للحوثيين شهدت العام الماضي 120 حالة قتل و115 حالة إصابة منهن 13 حالة إصابة مباشرة بالألغام، بينما نفذت جرائم انتهاكات بالجملة ضد المرأة اليمنية بسبب القصف الصاروخي والمدفعي على الأحياء السكنية بالمناطق المحررة