برهنت الحوادث المتكررة لاعتقال النساء والفتيات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، أن هناك أزمات أمنية عديدة تعانيها المليشيا الانقلابية في مواجهة السخط الشعبي المتنامي والرافض للانقلاب، تحديدا بعد الأزمات الاقتصادية والجرائم المتكررة التي عمدت عليها عناصر الانقلاب منذ خمس سنوات. ولجأت المليشيا إلى اعتقال الفتيات في محاولة منها للتعامل مع التظاهرات التي اندلعت في مواقع متعددة داخل صنعاء ترفض الممارسات التي تواجهها، إذ أنها تعلم أن اختفاء الفتيات في البيئة اليمنية هو السبيل نحو تخفيف حدة التظاهرات، في ظل الانتهاكات التي تمارسها ضدهن وتشويه صورهن. ومنذ أكتوبر الماضي تشن قوات الحوثي حملة اعتقالات للعديد من الفتيات في صنعاء ، إذ بدأت باعتقال أكثر من 17 فتاة، بالإضافة 37 شابا خرجوا في مظاهرات ضدهم بشوارع صنعاء، كما اقتحمت الميليشا الجامعة وألقت القبض على الطالبات وساقتهن على مكان مجهول. واعتقلت عناصر المليشيا في صنعاء، الأسبوع الماضي، مديرة شؤون اليمن بمنظمة سيفروورلد البريطانية، أوفى النعامي ، ومدير البرامج بالمنظمة الحسن القوطري، بعد اقتحام مكتب المنظمة في صنعاء. وأثارت انتهاكات الحوثي وجرائمه البشعة بحق النساء موجة شديدة من الغضب والاستياء في أوساط اليمنيين، نظراً لما تمثله المرأة من رمزية مقدسة في العادات والتقاليد الدينية والقبلية. وأدان التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن "تحالف رصد" الاعتداءات الخطيرة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد الفتيات وطالبت بإطلاق سراح جميع المختطفات دون قيد أو شرط، ومحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات وحذرت المنظمة من تشكيل شرطة نساء وتسليطها ضد النساء هو ممارسة قمعية وانتهاك للحقوق، كما يطالب المجتمع الدولي بحفظ تجارب المجتمع وسلوكه في صون المرأة اليمنية و بالوقوف بجدية تجاه ممارسات المليشيا القمعية للمواطنين العزل في المناطق القابعة تحت سيطرتها. فيما استنكرت رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، ما تقوم به ميليشيات الحوثي من انتهاك واختطاف متكرر بحق النساء والناشطات بصنعاء دون رادع، ودانت ما تعرضت له "أوفى النعامي " وزميلها اللذان يعملان في منظمة سيفرورلد الدولية بصنعاء واقتيادهم لجهة مجهولة . وقالت الرابطة في بيان، إن ظاهرة اختطاف النساء يعد سابقة خطيرة في المجتمع القبلي والمحافظ الذي يعلي من شأنهن ويجرم المساس بهن فكيف بالاختطاف والإخفاء القسري لأشهر دون أن يعلم ذويهن مصيرهن أو سبب اختطافهن. وطالبت بإيقاف الانتهاكات بحق النساء بشكل فوري والتي وصلت في بعض الحالات إلى الإعدام كـ"أسماء العميسي" كما شددت على ضرورة وقوف الأمم المتحدة أمام هذه الانتهاكات والعمل على إطلاق سراحهن دون قيد أو شرط . وتزايدت مخاوف اليمنيين والمنظمات الإنسانية المحلية مؤخراً من انتهاكات المليشيات الحوثية ضد نساء صنعاء، بعدما كشفت تقارير إعلامية وحقوقية متطابقة وجود معتقلات سرية تستخدمها المليشيات لإخفاء عشرات النساء بهدف ابتزاز الأهالي لتحقيق مكاسب مادية وسياسية رخيصة. وكانت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر، أكدت في تقرير سابق لها احتجاز المليشيا أكثر من 120 امرأة بصنعاء، وممارسة أبشع أنواع الابتزاز والاستغلال والانتهاكات النفسية والجسدية بحق المحتجزات والمختفيات في معتقلاتها السرية التي تم اقتيادهن إليها. ونقلت ناشطة حقوقية مقربة من إحدى النساء اللواتي تم إطلاق سراحهن، مطلع العام الجاري، بعد دفع مبلغ مالي كبير، قولها بأن المعتقلات يتعرضن للضرب بالهراوات والعصي الكهربائية والتهديد بالاغتصاب لابتزاز ذويهن والحصول على أموال طائلة، في وسيلة جديدة لجأت إليها المليشيا لكسب الأموال. الناشطة الحقوقية أشارت أيضا ، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عدة، إلى أن عصابة الحوثي الإرهابية داهمت منزل امرأة واقتادتها مع شقيقتها، وبعد أكثر من شهر على اختطافهما تم إجبارهما على التنازل عن جميع أغراضها ومجوهراتها، إلى جانب دفع مليوني ريال يمني مقابل الإفراج عنهما. وتلفق عصابة الحوثي اتهامات كيدية للنساء اللواتي يتم اعتقالهن من المنازل أو اختطافهن من الشوارع، معظمها تتعلق بالتخابر مع التحالف العربي لدعم الشرعية، رغم أن الكثير منهن تجاوز العقد الخامس والسادس من العمر، في الوقت الذي يعجز أقاربهن عن الاتصال أو الوصول إليهن، ما يجعلهم خاضعين لابتزاز المليشيات ودفع ما يطلبونه من أموال ومجوهرات. واعترف عدد من الناشطين الموالين للحوثي بوجود هذه المعتقلات السرية في صنعاء، التي تقبع بداخلها عشرات النساء وكذا بتلقي الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيات الكثير من البلاغات والشكاوى من مواطنين تفيد باختطاف قريباتهن من قبل المشرفين الحوثيين.