في كل مناسبة نمرّ بنفس الموقف: نود تذكر رقم أو اسم أو معلومة، فنعلق ويبدو كأن الدماغ قد توقف، ونقول إن الكلمة على طرف لساننا لكنها لا تخرج، وقد تثير هذه الظاهرة الحرج والخوف من وجود مشكل في ذاكرة الإنسان، وهو ما دفع العلماء للتدخل وشرح هذه الظاهرة بشكل علمي.

وتنقل مجلة "ريدرز دايجيست" عن طبيبة النفس الإكلينيكي، جودي دي لوكا، تفسيرها هذه الظاهرة بالقول إنه "على أساس يومي، نحن نقضي الكثير من الوقت في العمل على عدة أنشطة روتينية دون بذل جهود واعية أو بوعي غير كبير، لذا يصعب علينا تذكر هذه الأشياء".

وعن اختفاء فكرة في تلك اللحظة التي نبحث عنها فيها، تقول الأخصائية: "العوامل المعرفية تعمل ضدنا عندما نجد أنفسنا نكافح لاسترداد قطعة تبدو بسيطة وغير ضارة من المعلومات. عندما نطلب من عقلنا استرجاع قطعة من المعلومات، فإن الذكريات المتنافسة ذات الطبيعة المتشابهة قد تتزاحم عند السطح"، ما يجعل معلومةً تحجب أخرى. 

وهناك نظرية أخرى تفسر هذا الاختفاء القسري للمعلومة. النظرية أسسها عالم النفس الألماني، جون بيرغستروم، عام 1892، وترى أن المعلومات الجديدة يمكن أن تتداخل مع قدرة الدماغ على استرجاع المعلومات القديمة. على سبيل المثال، قد تتصل بشريك حالي باسم شريك سابق أو العكس.

وفي بعض الأحيان، قد يكون ذلك أكثر من مجرد خلل معرفي، فـ"عندما نكون تحت أي نوع من الضغوط، سواء كانت جسدية أو نفسية أو عاطفية، تتزايد أهمية أجزاء الدماغ التي تعتبر مهمة للبقاء على قيد الحياة، بينما تصبح أخرى أقل أهمية في تلك اللحظة".

ومن أبرز هذه الضغوط إصابة الدماغ، القلق المزمن، الكآبة، اضطرابات القلق، قابلية التشتت (ضعف الانتباه والتركيز)، نظام غذائي غير صحي، الفوضى، الحزن، مشاكل صحية، عدم ممارسة الرياضة، عدم وجود تحفيز عقلي، قلة النوم، نقص الدعم الاجتماعي، الأدوية، بعض أوجه نقص الفيتامينات مثل B12 وD.