روى أحد المغتربيين الحضارم في المملكة العربية السعودية، لـ"اليمن العربي"، عن كواليس القرارات الأخيرة التي اتخذتها المملكة بشأن المغتربيين وعلى وجه الخصوص اليمنيين منهم.
وكشف المغترب الحضرمي؛ وهو أحد أبناء مدينة المكلا، خلال حديثه مع مراسل "اليمن العربي" في حضرموت، أن الرؤية السعودية لعام 2030م والتي قدمها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، تستهدف في مجملها المغتربيين، وذلك من خلال زيادة أسعار رسوم تجديد الإقامات للمغتربيين الأجانب.
وقال: إن قيمة تجديد الإقامة للعام القادم 2018م ستبلغ قرابة 15 ألف ريال سعودي للشخص الفردي؛ بما يعادل مليون ونصف ريال يمني، علماً بأنه سيتم التجديد للأشخاص الذين تنتهي مدة إقامتهم قبل نهاية العام 2017م بــ 10 الآف ريال سعودي؛ بما يعادل مليون ريال يمني.
وأشار إلى أن مبلغ الــ 5 الآف ريال سعودي المضافة للأشخاص الذين ستنتهي مدة إقامتهم مطلع العام 2018م، هي عبارة عن ناتج قرار المملكة بإضافة مبلغ 400 ريال سعودي كرسوم للدولة عن كل مغترب فردي شهرياً، وذلك ضمن قرار السعودية الذي سيبدأ سريان العمل بمفعوله مطلع العام القادم.
وفصّل الحضرمي المغترب بالسعودية، العملية الحسابية لتجديد الإقامة وهي كالتالي:
1. مبلغ 6 ألف ريال سعودي رسوم الكفالة؛ أي تذهب لحساب الكفيل ويحددها من تلقاء نفسة.
2. مبلغ 4 ألف ريال سعودي رسوم تجديد الإقامة.
3. مبلغ 400 ريال سعودي رسوم شهريه بموجب القرار، يتم دفعها دفعه واحده عند التجديد؛ أي يتم دفع مبلغ 4800 ريال سعودي عند التجديد لعام 2018م.
** تنويه مبلغ 400 ريال سعودي تزداد سنوياً 200 ريال سعودي؛ أي عند تجديد الإقامه في عام 2019 سيدفع الأجنبي مبلغ 7200 ريال سعودي رسوم العام بمعدل 600 ريال شهرياً.. وهكذا.
توضيح لما سبق:
أولاً: رسوم التجديد في عام 2018م كما يلي: -
6000+4000+400×12 = 14800
ثانياً: رسوم التجديد في عام 2019م كما يلي: -
6000+4000+600×12 = 17200
ثالثاً: رسوم التجديد في عام 2020م كما يلي: -
6000+4000+800×12 = 19600
** علماً بأن إجمالي تجديد الإقامة للشخص الفردي في عام 2020م البالغة 19600 ريال سعودي على حساب يومنا هذا تساوي تقريباً 2 مليون ريال يمني، وهذا يصعب على العامل أن يجمعه خلال العام الواحد وفيها نوع من التعجيز.
وعن طبيعة عمله, قال: “أنا أعمل سائق على سيارة نقل تابعه لي أخذتها بالأقساط بعد قرار "السعودة"؛ أي لابد أن يعمل كل أجنبي عند كفيله، وكتبتها بأسم الكفيل، وكان العمل في تلك الفترة كثير جداً وأجني منه مردود لابآس فيه”..
وأردف: “لكن لم يدم طويلاً ذلك الحال وأصبحت أجرة النقل من جدة إلى الرياض بــ600 ريال سعودي بدلاً عن 1200 ريال سعودي؛ علماً بأن المسافة فيما بينهم تبلغ قرابة 1200 كيلومتراً، وذلك لأن سيارات النقل تزايدت كثيراً عقب قرار "السعودة" بشهور، مما أدى إلى إنخفاض الدخل وأصبح مردود عملي بالكاد يغطي مصاريفي الشخصية ومصاريف أسرتي في حضرموت”.
وأكد أن مردود دخله حالياً يستحال أن يغطي رسوم تجديد إقامته، وأنه سيدبر باقي المبلغ من أصدقاءه, وسؤال الذي يطرح نفسه هنأ، هل يعقل أن العامل يعمل طوال العام وبالكاد يقدر على تجديد إقامته؟؟.
وتجدر الإشارة بناء إلى أن هناك بند مهم جداً في رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030م، وهو “أن أقتصاد المملكة لا يقف أبداً على الحقول النفطية، وأن السعودية قادرة على الإستغناء عن النفط”؛ علماً بأن هذا البند سيعكس آثاره الجانبية على الوافديين الأجانب للمملكة.
وما يحدث حالياً للعماله والوافدة إلى السعودية هو خير دليل يثبت بأن المملكة بدأت بالتهيئة لرؤية 2030م بشكل تدريجي حتى يتأقلم الوافدون إليها على القرارات التي تصدرها الرياض بشأن الأجانب؛ علماً بأن تعداد الأجانب بالسعودية يتجاوز 13 مليون نسمة فيما تعداد السكان الأصليين فيها يقدر بنحو 21 مليون نسمة؛ بمعنى أن ما نسبته أكثر من 50% هم من الوافديين للمملكة.
ولو أفترضنا أن عدد العماله اليمنية في السعودية تقدر فقط بواحد مليون عامل اذا ما كانت أكثر، فإن رسوم تجديد إقامتهم عام 2020م ستكون وفقاً للمعادلة التالية:
1,000,000 × 19,600 RS
= 19,600,000,000 RS
وهذا الناتج يقرأ كالتالي: 19 مليار و 600 مليون ريال سعودي ؛ وهو رقماً لا يمكن لجميع الآلات الحسابية حسابته، خاصة واذا ما أردت أتعرف كم يساوي باليمني..
19,600,000,000 RS × 97 RY
=1,901,200,000,000 RY
وهذا يقرأ كالتالي: واحد بليون و 901 مليار و 200 مليون ريال يمني.