طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دول العالم بالالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران، وحذرها من «عواقب وخيمة» حال تجاهل هذه العقوبات، فيما انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قيام طهران بتصدير الأسلحة الباليستية إلى الحوثيين في اليمن، الأمر الذي وصفه ب«الخطير» على استقرار الشرق الأوسط.
وفي حديثه، خلال ترؤوسه اجتماعا لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، استنكر ترامب مجددا الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً إنه قدم «شريانا نقديا منتظما» لطهران وساعد البلاد على «إثارة الفوضى».
وكانت أوروبا وروسيا والصين قد وضعت نفسها عمدا في مسار تصادمي مع ترامب في وقت سابق من الأسبوع الجاري، حيث أعلنت عن خطط لإنشاء قنوات جديدة للدفع لتسهيل التجارة مع إيران، وقال ترامب «أي فرد أو كيان يخفق في الامتثال للعقوبات الأمريكية على إيران، سيواجه عواقب وخيمة».
وقد فرضت الولايات المتحدة بالفعل مجموعة من العقوبات على إيران منذ الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، ومن المقرر أن تنفذ إجراءات أكثر صرامة على قطاع الطاقة في البلاد في نوفمبر المقبل.
ومن جانبه أشار الرئيس الفرنسي ماكرون إلى خطر حصول حزب الله اللبناني والمتمردين الحوثيين في اليمن على الصواريخ الباليستية الإيرانية. وقال ماكرون: «في الشرق الأوسط، يشكل الدعم الباليستي لحزب الله وللحوثيين تطورا جديدا ومقلقا. ينبغي أن يتوقف قبل أن تعمد هذه الكيانات إلى زعزعة أكبر للاستقرار في منطقة يسودها التوتر».
كما اعتبر ماكرون أمس الأربعاء أن التعامل مع الأزمة الإيرانية لا يمكن أن يختصر بانتهاج «سياسة عقوبات»، على غرار ما يقوم به نظيره الأمريكي ترامب، وقال ماكرون أمام مجلس الأمن الدولي «علينا أن نبني معا استراتيجية بعيدة المدى لإدارة هذه الأزمة التي لا يمكن أن تختصر بسياسة عقوبات واحتواء» لإيران.
وأضاف ماكرون «لا يزال لدينا جميعا حول هذه الطاولة هدف واحد: منع إيران من حيازة سلاح نووي»،وجدد دعوته إلى إجراء «مفاوضات جديدة حول إيجاد إطار للاتفاق النووي لما بعد 2025-2030 وحول تطوير إيران لدقة ترسانتها الصاروخية ومداها (...) وحول الاستقرار الإقليمي».
إلى جانب ذلك، رحب الرئيس الفرنسي ب«جهود» ترامب لإقناع نظام بيونج يانج بالتخلي عن ترسانته النووية، لكنه دعا إلى التيقظ حيال هذا الملف مطالبا بيونج يانج ب«خطوات ملموسة». وأضاف «على مجلس الأمن أن يتنبه دائما إلى أن كوريا الشمالية لا تزال تشكل تهديدا نوويا وباليستيا بالنسبة إلى المنطقة والعالم».
وتابع: «تنتظر فرنسا من بيونج يانج خطوات ملموسة تثبت نيتها الفعلية لخوض عملية تفكيك لبرنامجها النووي والباليستي في شكل تام، لا عودة عنه ويمكن التحقق منه». وقال أيضا «في انتظار هذه الخطوات، يجب أن يترافق الحوار مع تطبيق صارم للعقوبات التي قررها مجلس الأمن، في موقف يتطابق مع ما أعلنه ترامب الذي يتهم روسيا والصين بالالتفاف على هذه العقوبات. في وقت قالت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والقوى الكبرى في 2015 لا يزال أفضل طريقة لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية رغم انسحاب واشنطن منه.
وذكرت في اجتماع لمجلس الأمن الدولي ترأسه الرئيس الأمريكي ترامب «لا يزال (الاتفاق) أفضل طريقة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، ونحن ملتزمون بالحفاظ على الاتفاق ما دامت إيران تواصل احترام التزاماته».