حذرت دراسة سويدية من خطورة التوقف عن تعاطي جرعة منخفضة من الأسبرين كعلاج دون سبب، مرجحة احتمال أن يؤدي ذلك إلى الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية بنسبة 40 %.
وقال كبير معدي الدراسة الطبيب يوهان سندستورم هيلث، إن، تعاطي جرعة صغيرة من الأسبرين "يقلل من احتمال تكوين الصفائح الدموية جلطات دموية، وهذا مفيد بشكل خاص في الشريان التاجي أو الشرايين السباتية حيث قد تؤدي الجلطات الدموية إلى احتشاء عضلة القلب وجلطات دماغية".
وأكد سندستورم وهو عالم أوبئة في جامعة أوبسالا أن "ملايين المرضى في شتى أنحاء العالم يتعاطون الأسبرين بصفة يومية وربما يفكرون في التوقف لبعض الوقت خلال حياتهم"، لافتاً إلى أنه تم إجراء هذه الدراسة "لمساعدة الأطباء والمرضى على اتخاذ قرار مستنير سواء التوقف أو عدم التوقف عن استخدام الأسبرين".
وقال إن "المرضى الذين توقفوا عن تعاطي الأسبرين أصيبوا بحالات في شرايين القلب بنسبة تزيد 37 في المئة عن الأشخاص الذين استمروا في تعاطي الأسبرين".
وأوضح يُترجم هذا إلى "حالة إصابة إضافية في شرايين القلب سنويا بين كل 74 مريضا توقف عن تعاطي الأسبرين".
وذكر سندستورم أن الخطر زاد بعد فترة وجيزة من توقف تعاطي الأسبرين ولم يقل بمرور الوقت على ما يبدو "ولذلك فإن الالتزام بالعلاج بتعاطي جرعة صغيرة من الأسبرين في حالة عدم وجود عملية جراحية كبيرة أو نزيف عامل علاجي مهم على الأرجح".
وعادة ما يصف الأطباء للمرضى تعاطي جرعة صغيرة من الأسبرين بعد الإصابة بأزمة قلبية للحد من خطر الإصابة بأزمة ثانية في شرايين القلب. ولكن معدي الدراسة يشيرون في دورية "الدورة الدموية" إلى أن واحدا تقريباً من بين كل ستة مرضى يتوقفون عن تعاطي الأسبرين في غضون ثلاث سنوات.
ولمعرفة ما إذا كان الخطر يزيد بعد توقف المريض عن العلاج بالأسبرين استخدم فريق سندستورم السجلات الطبية وسجلات المتوفين على مستوى السويد لتحديد المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاما ويتعاطون جرعة صغيرة من الأسبرين.
وفي السويد لا يتوافر الحصول على جرعات منخفضة من الأسبرين إلا عن طريق الطبيب، ولذلك تمكن الباحثون أيضاً من معرفة الذين استمروا في تعاطي الأسبرين بين عامي 2005 و2009.
وحلل الباحثون سجلات 601527 مريضاً كانوا غير مصابين بالسرطان، وأخذوا ما لا يقل عن 80 في المئة من جرعات الأسبرين التي حددها لهم أطباؤهم خلال أول سنة من العلاج.
وبعد استبعاد نسبة بسيطة من المرضى الذين أظهرت سجلاتهم الطبية وجود سبب أجبرهم على التوقف عن تعاطي الأسبرين مثل إجراء جراحة أو الإصابة بإحدى حالات النزيف الشديد، وجد الفريق الطبي أن نحو 15 في المئة من المجموعة بأكملها توقف عن تعاطي جرعاته من الأسبرين بعد نحو ثلاث سنوات.
وفي ختام فترة الدراسة كان رصدت 62690 حالة إصابة في شرايين القلب، وُصفت بأنها أزمة قلبية أو جلطة دماغية،أو وفاة بسبب شرايين القلب.