المتباكون من المنتمين لما يسمى بـ«المجلس الإنتقالي» وحدهم يقفون وراء ذلك .. هم من «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته» .. ووحدهم المستفيدون من هذا الوضع .. ومساعيهم من خلال ذلك هي ضرب عصفورين بحجر واحدة، وذلك من خلال تصفية من يعتبرونهم خصومهم من المنتمين للجماعات الاسلامية والمتمثلين في الضحايا من خطباء وأئمة المساجد - من جانب .. ومن جانب آخر اتخاذ حالة الانفلات والتدهور الامني وسيلة ومادة وشماعة لتحميل الحكومة الشرعية المسئولية والمطالبة بإقالتها .. وهذا بالفعل ما هو حاصل وماثل للعيان خصوصا هذه الايام التي كرس اولئك الناقمون والحاقدون والخارجون عن الشرعية والنظام والقانون كل جهودهم وامكاناتهم وادواتهم وابواقهم في مهاجمة الحكومة ورئيسها وتصويرها بأنها فاشلة .. والكثير من المتابعين والمراقبين والمهتمين يعون ذلك جيدا.
مهاجمة الحكومة
حملة اعلامية شرسة يقودها اولئك المتمردون ضد الحكومة الشرعية ورئيسها دولة الدكتور احمد عبيد بن دغر .. وكل مطالبهم منصبة في ضرورة اقالة الحكومة .. وهو ذات الموال الذي ينادوا به من قرابة العامين تقريبا .. أما الامر المضحك أنهم يعتبرون التدهور الأمني مسئولية الحكومة في الوقت الذي هم لا يزالون متحكمين بكل الجهات والمؤسسات الامنية في عدن والعالم يدرك ذلك .. كما انهم يعدون الامر دليل قاطع على فشل الحكومة ورئيسها في تحقيق وضبط الحالة الامنية في عدن .. مع اننا وكل الشرفاء والأنقياء في البلد نعي جيدا أنه لولا المغامرات والتضحيات والجهود العظيمة والجبارة التي بذلها دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر - منذ توليه رئاسة الحكومة وذلك في سبيل تطبيع الاوضاع في عدن وغيرها من المحافظات المحررة لكانت جميعها لا تزال مسرحا للفوضى والعابثين واللصوص .. ولما تحقق لسكانها شيء يذكر من المشاريع الخدمية.
اعادة الحياة للمدينة
وحدهم أبناء العاصمة المؤقتة عدن، وغيرها من المحافظات المحررة - يدركون حجم وعظمة وأهمية الجهود الجبارة التي بذلها هذا الرجل في سبيل اعادة الحياة والأمن والاستقرار اليها، بعد أن ضلت طيلة فترة تواجد المليشيا الانقلابية فيها، وخلال فترة تحريرها وما بعدها - مرتعا للفوضى والعبث، وملاذا للإرهابيين والمتطرفين، وساحة للقتل والنهب والسطو، وبعد أن دمرت كل خدماتها وكل مقومات الحياة فيها، وتحولت بشكل عام الى ما يشبه غابة أشباح - لكن عزيمة وإرادة وإصرار وتحدي «بن دغر» كانت أكبر من كل تلك التحديات .. لذلك تمكن وخلال فترة قياسية أن يعيد لها ابتسامتها ووهجها والكثير مما سلب منها .. وهو انجاز كان ينظر اليه الكثير بإعتبارة شيئا من المستحيل.
تشخيص الواقع
منذ ان عاد الدكتور أحمد عبيد بن دغر - رئيس مجلي الوزراء الى العاصمة المؤقتة - عدن - عكف الرجل على دراسة واقع الحياة في المدينة وغيرها من المدن المحررة، وتشخيص طبيعة الاوضاع فيها، وتقييم ما اصابها من خراب ودمار، الى جانب قراءته لطبيعة النفسية العامة للناس - وهي خطوة لا يقوم بها الا العظماء لأنه وكما يقولون: «تشخيص الداء نصف الدواء» .. والرجل كرس جهده حينها لمعرفة مكامن الخلل في الحياة السائدة في الساحة بشكل عام .. حيث ظل يعقد اجتماعات متواصلة مع اعضاء حكومته وكل مرة يناقش معهم طبيعة الاوضاع في الساحة ويكلف الجميع برفع تقارير متواصله عما يحدث وكلا في مجال تخصصه .. حتى تبينت له الصورة الكاملة لما هو حاصل على ارض الواقع بشكل عام .. ليباشر بعدها خطوته الثانية.
تثبيت دعائم الأمن
تمثلت الخطوة الثانية التي باشرها دولته في العمل على تثبيت دعائم الامن والاستقرار في عدن .. حيث عكف على مناقشة ودراسة الامن مع القيادات الامنية بشكل متواصل من خلال عقد الجتماعات معهم والاستماع لهم .. وعلى ضوء ذلك قام بحلحلة مشكلات هذا الجانب من خلال اصداره العديد من القرارات واتخاذة سلسلة من الخطوات التي كانت كفيلة بإستتباب الامن والحد من الكثير من مظاهر الفوضى والعبث .. وعلى امتداد فترة تولية مقاليد رئاسة الحكومة ضل الرجل ينادي ويكرر ويحذر في جميع خطاباته وكلماته وتصريحاته وفي مختلف المناسبات بضرورة دمج وتوحيد الوحدات الأمنية والعسكرية تحت مضلة الحكومة الشرعية .. مؤكدا ان تعددها واختلاف ولاءاتها وسبقود البلد الى الفوضى وستكون له عواقب وخيمة.
استعادة الأمن
ولن نذهب بعيداً للتدليل على ما نقول .. بل اننا في «الحكمة نت» سنكتفي بإيراد مقتطفات من بعض ما قاله في هذا الشان في اكثر من مناسبة منها: قوله خلال كلمة له في الحفال الفني والخطابي الذي شهدته عدن بمناسبة اعياد الثورة العام «٢٠١٧»: "ان القضية الملحة في عدن وفي سائر المحافظات المحررة ستبقى استعادة الأمن الدائم كل الأمن، وكل الاستقرار الذي لا يعكر صفوه أحد .. الى جانب توفير الخدمات الاجتماعية في مجالات الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنظافة والطرقات التي تحملت الحكومة المسؤولية عنها في المناطق المحررة وكما نجحنا في توفير المرتبات للمدنيين، ونسعى بجهد جهيد لتوفيرها بانتظام للعسكريين، فإننا متأكدون أننا نجحنا في مجال الخدمات".
منع حمل السلاح
ومن أهم الامور التي تطرق لها الدكتور أحمد عبيد بن دغر في كلمته تلك والتي قوبلت يومها بترحيب واسع في اوساط الحاضرين قضية منع حمل السلاح في العاصمة المؤقتة عدن حيث قال: "يجب علينا أن نمنع حمل السلاح في عدن، حمل السلاح في عدن يجب أن يكون محرما .ً. وأن تفرض عقوبات مشددة السجن على المخالفين، وأن تلتزم كل التشكيلات العسكرية والأمنية بالقانون، وأن تتوقف أعمال الإخلال بالسكينة العامة والعبث بممتلكات الدولة فوراً ودون تأخير، فعدن أكبر من أن يعبث بها عابث، أو تمتد لها يد فاسد .. لافتا الى بطأن الحكومة ستواصل جهودها في مواجهة الإرهاب وملاحقة خلاياه أينما كانت".
توحيد القرار العسكري
ومن ابرز ما تطرق اليه دولة رئيس الوزراء في كلمته تلك مسألة توحيد القرار السياسي حيث اكد بان الحكومة ستعمل بكل طاقاتها في سبيل توحيد القرار السياسي والعسكري في بلدنا فتلك مهمة وطنية كبرى، لافتا الى أن الأيام القادمة ستشهد دمج الوحدات العسكرية التي نشأت في ظروف معينة في وحدات ذات طابع وطني لها لون واحد هو لون اليمن الكبير، إن بقاء هذه الوحدات على هذا النمط القائم اليوم يمثل خطراً على أمننا.
بناء الدولة
وفي كلمته خلال الحفل الفني والخطابي الذي اقيم في محافظة أبين بتاريخ«١ اكتوبر ٢٠١٧م» والتي رصدها «الحكمة نت» قال «بن دغر»: "إننا ونحن نمضي نحو نصر مؤكد على الإمامة في ثوبها الجديد القديم، سنواصل جهودنا لبناء الدولة، وسنواصل عملنا المثابر لكي نجعل عدن مدينة المدائن وقبلة لليمنيين كل اليمنيين، حتى تتحرر العاصمة التاريخية، وتبقى عدن المدينة لتقود التقدم والمدنية في اليمن، كما كانت تفعل دائماً. إلا أن بناء الدولة لا يتحقق بالأمنيات، كما لا يتحقق إلا في ظل الدولة، وفكر الدولة، ومؤسسات الدولة، واحترام الحقوق والمواطنة المتساوية، وبناء جيش وطني وأمن وطني وقوانين تفرض على القوي والضعيف، والغني والفقير. إن الجيش الوطني هو عماد الدولة وعمودها الفقري، لا تسقيم دولة بدونه، ولا يمكن للجيوش المناطقية الصغيرة المتناحرة أن تؤدي دوره الكبير في حماية الدولة، وحماية المجتمع".
بناء جيش وطني
واضاف رئيس الوزراء في كلمته تلك: "إن إصرارنا على بناء جيش وطني مهمته الأولى هزيمة الحوثيين وصالح، هزيمة القاعدة وداعش نابع من إيماننا العميق بأن ذلك هو إرادة الغالبية من أبناء اليمن، وأنه يحقق مصلحة كبرى لأبناء الوطن جميعاً، وأنه قبل ذلك وبعده مطلب أبناء عدن ولحج والضالع الذين يراقبون أداء وحداتنا العسكرية، وأكثر من ذلك أيضاً هو مطلب الأبطال من جنود الجيش والأمن البواسل الذين هم دون غيرهم دفعوا ثمن الصراعات المناطقية، ويكادون يدفعونها من جديد .. لقد أكدت تجربتنا الوطنية أن معظم مآسينا إنما حدثت بسبب تهاون القادة في المضي بثبات نحو بناء جيش وطني حقيقي يدافع عن الوطن، ويحمي المجتمع، ويحقق الإستقرار الدائم الذي ننشده. جيش يساهم في عملية التنمية، يحمي ويدافع وينتج.
أمن الوطن والمواطن
وقال رئيس الوزراء: "إن عدن ولحج وأبين والضالع تدرك قيمة إنجاز عمل وطني كبير كهذا وأننا متأكدون من دعم المواطنين في هذه المحافظات لتوجهات القيادة السياسية لهذا الأمر. إنه خيار الزعيم الكبير عبدربه منصور هادي، وكل القوى الوطنية، والإجتماعية المدركة لمهام المرحلة والحريصة على أمن الوطن والمواطن، وأن فكرة ومبدأ التصالح والتسامح الذي يرفعه البعض على ما يحمله من قيمة أخلاقية وإنسانية لا تحميه الوحدات العسكرية المناطقية. وهذا ما يدركه قادة الجيش والأمن وضباطها وصف ضباطها وجنودها البواسل الذين تقبلوا المهمة بصدر رحب، ووعي تام. الجيش والأمن الوطني هو عنوان المشروع الوطني الاتحادي الكبير، وعلى الذين يرغبون في سلام دائم وحقيقي أن يدعموا هذا المشروع قبل فوات الأوان".
عدن انموذجا للأمن والسلام
وجاء في كلمته ايضا قوله: "كما أننا ماضون في جعل عدن العاصمة المؤقتة ومدينة المدائن نموذج للأمن والسلام الإجتماعي، مدينة خالية من السلاح، سنفرض منعاً لحمل السلاح في عدن، تلك أيضاً هي إرادة القائد والمناضل عبدربه منصور هادي، وقرار الحكومة، لا رجعة عن تطبيق هذا القرار، وأننا متأكدون من دعم أهلنا في عدن وغيرها من المحافظات القريبة منها، مهما علت الأصوات المعارضة. وسنفرض بعد ذلك هذا القرار على عواصم المحافظات، إن من يرفضون هذا التوجه ويثيرون حوله الشكوك، إنما يريدون لعدن أن تبقى على حالها، خاوية من التمثيل الدبلوماسي للدول، خالية من النشاط التجاري ومراكز الشركات والمؤسسات الدولية الكبرى، خالية من السياحة، ستعود عدن كما كانت في السابق، مركزاً تجارياً ومالياً مهماً إذا تدّبرنا أمورنا بصبر وروية، لن تحتمل عدن وهي العاصمة استمرار مظاهر التسلح، وغياب القوانين والأنظمة، واحترام المواطن كإنسان أولا"ً".
ما يؤسف له ان هؤلاء الذين ينعقون اليوم ويتباكون على التدهو الأمني ظلوا حينها يسخرون من اطروحات وتأكيدات دولة رئيس الوزراء وحرصه على توحيد ودمج الوحدات العسكرية والامنية وتنظيم شئونها .. ولو كان لديهم ذرة شعور بالوطن وحالة الناس والظروف البائسة التي يمرون بها كما يدعون - لكانوا استجابوا لتلك النداءات والدعوات التي رددها وكررها «بن دغر» مرارا، واكد فيها على ظرورة تغليب مصالح العامة من المواطنين على كل ماهو شخصي وفردي وفئوي .. لكنهم وللأسف تجاهلوا كل تلك النداءاءت والتحذيرات .. ليأتوا اليوم يتبرأون من الامر ويتباكون متخذين من هذه المأساة التي هم صانعوها .. وسيلة للنيل من الحكومة ورئيسها وتشويه صورتها والمطالبة بإقالتها .. ولكن بئس ما فعلوا وبئس ما قالوا ويقولون .. ففي الأخير لن يصح الا الصحيح .. ووحده الحق والفضيلة ينتصر.