عبد الكريم غلاب.. رحيل عن المرايا وشروخها
الاربعاء 16 أغسطس 2017 الساعة 04:18
(العربي الجديد)

رحلة طويلة جداً أثّثها الكاتب المغربي عبد الكريم غلاب (1919 – 2017) الذي رحل أمس في مدينة الجديدة، بالكتابة والعمل السياسي والصحافي الذي بدأه منذ التحاقه وهو على مقاعد الدراسة بالحركة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي في أربعينيات القرن الماضي.

ولد صاحب "لم ندفن الماضي" (2006) في مدينة فاس حيث تلقّى تعليمه في مدارسها قبل أن ينتقل إلى "جامعة القرويين"، ثم إلى "جامعة القاهرة" التي تخرّج من كلية آدابها عام 1944، وفي أثناء دراسته هناك أسّس مع عدد من رفاقه من تونس والجزائر "مكتب المغرب العربي" الذي طالب باستقلال بلدان المغرب كافةً.

عند عودته إلى المغرب، عمل غلاب في الصحافة، وتولى رئاسة تحرير العديد من المجلات والصحف منها "رسالة المغرب" و"العلم"، وقد أدخل السجن بسبب آرائه المناهضة للاحتلال، وبعد الاستقلال انخرط في الحياة العامة، حيث انتُخب نائباً وعيّن وزيراً لأكثر من مرّة عن حزب الاستقلال الذي انتسب إليه منذ نشوئه.

كان لدراسته في المشرق دور في انحيازه لحركة التعريب في بلده، والذي كان من أشدّ المدافعين عنها، كما ساهم في تأسيس "اتحاد كتاب المغرب" الذي ترأسه ونال جائزته في الرواية ثلاث مرات عن أعماله: "دفنا الماضي" (1966)، و"المعلّم علي" (1971)، و"شروخ مرايا" (1974).

تنوّعت اهتماماته الأدبية والمعرفية، فأصدر روايات عدّة؛ من بينها: "سبعة أبواب" (1965) والتي تضمّنت تجربته في السجن، و"صباح ويزحف الليل" (1984)، و"وعاد الزورق إلى النبع" (1989)، و"سفر التكوين" (1996)، و"ما بعد الخلية" (2003)، و"الأرض ذهب" (2009).

كما أصدر مجموعة من الدراسات مثل "الاستقلالية.. عقيدة ومذهب وبرنامج" (1960)، و"هذا هو الدستور" (1962)، و"في الثقافة والأدب" (1964)، و"معركتنا العربية في مواجهة الاستعمار والصهيونية" (1967)، و"تاريخ الحركة الوطنية في المغرب" (1974) و"الفكر العربي بين الاستلاب وتأكيد الذات" (1977)، و"الفكر التقدمي في الأيدولوجيا التعادلية" (1980)، إضافة إلى العديد من المجموعات القصصية ومؤلفات تاريخية وفي أدب الرحلات.

متعلقات