وأفادت الجالية اليمنية في بيان لها اطلعت عليه «الشرق الأوسط» بأنها تلقت خلال ستة أسابيع، أكثر من بلاغ، يفيد بتعرض مواطنين يمنيين يحملون الجنسية الأميركية لاعتداءات مسلحة من قبل عناصر الميليشيات الحوثية في كل من إب وصنعاء، سقط خلالها قتلى وجرحى.
وفيما دعت الجالية حكومة الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات لحماية مواطنيها من أصول يمنية، وتصنيف الميليشيات ضمن الجماعات الإرهابية، أكد لـ«الشرق الأوسط» مواطنون يمنيون يحملون الجنسية الأميركية أنهم تعرضوا أخيراً لضغوط حوثية وتهديدات من قبل القيادات المحلية للجماعة في محافظة إب، من أجل إجبارهم على دفع إتاوات مالية لتمويل المجهود الحربي للميليشيات.
وذكر أقارب لمغتربين يمنيين من حملة الجنسية الأميركية، أن عناصر الميليشيات الحوثية، دعوا إلى اجتماع خلال شهر رمضان الماضي، في محافظة إب وفرضوا خلاله على المغتربين في أميركا وعلى ذويهم دفع إتاوات لصالح المجهود الحربي، وهددوا بمعاقبة مَن يتخلف عن التبرع باعتقال أقاربه ومصادرة أمواله.
وأضافوا أن حمل الجنسية الأميركية أو العمل في أميركا، أصبحا في نظر الميليشيات الحوثية، مجالاً جديداً للابتزاز وانتهاك حقوق اليمنيين وترويعهم مع أهاليهم، خصوصاً في مديريات السدة والشعر وبعدان، حيث ينحدر أغلب حملة الجنسية الأميركية والمئات من المغتربين العاملين على الأراضي الأميركية.
وذكرت الجالية اليمنية في نيويورك أنها تلقت بلاغات خلال الشهرين الأخيرين، تفيد بقيام مسلحين حوثيين بمحاولة اغتيال عدد من حملة الجنسية الأميركية في مدينة إب، وأفادت بأنها رصدت محاولة حوثية لاغتيال الشاب حسين ردفان القطيبي وإصابته بطلق ناري في الرأس وسط مدينة إب، مشيرة إلى أنه وفق التقارير الطبية لا يزال في وضع صحي حرج.
وفي حين أشارت الجالية إلى أن محاولة اغتيال القطيبي جاءت لجهة أنه يحمل الجنسية الأميركية، أثناء عودته للبلاد لزيارة أقاربه، أفادت بأن مسلحين حوثيون أصابوا قبل يومين مواطناً آخر يدعى عبد الفتاح إسماعيل زياد بالرصاص، أثناء دهمهم قرية سارات في مديرية بعدان، مع عدد آخر من حملة الجنسية الأميركية، الذين نقلوا لتلقي العلاج في مستشفيات مدينة إب، وسط تكتم حوثي على الحادثة وعلى عدد المصابين.
ودانت الجالية اليمنية في نيويورك، بشدة «تكرار هذه الجرائم الجسيمة التي ترتكبها ميليشيات الحوثيين الإيرانية أو تتسبب فيها لاستهداف مزدوجي الجنسية بشكل متعمد»، وقالت إنها تطالب «الحكومة الأميركية بسرعة التحرك لحماية مواطنيها وحاملي جنسيتها بعد أن أصبح استهدافهم ظاهرة متعمدة».
واستغرب حقوقيون يمنيون، في السياق ذاته، من عدم إثارة هذه القضية في الدوائر الأميركية، لحماية المواطنين الأميركيين من هذه الانتهاكات التي تهدد حياتهم، على يد مسلحي الجماعة الحوثية، خصوصاً في ظل التحريض الطائفي والتعبئة الدينية وسط أتباع الميليشيات، والدعاء بالموت لأميركا، ضمن الشعار الرئيسي للجماعة (الصرخة الخمينية).
ودعت الجالية اليمنية الحكومة الأميركية لإدراج من وصفتها بـ«عصابة الحوثيين الإيرانية» إلى قائمة الحركات الإرهابية مثلها مثل ميليشيات إيران، مشيرة إلى أن هذه الجرائم المستمرة «نتيجة طبيعية لثقافة التحريض المستمرة على الكراهية والعنف التي تتبناها حركة الحوثيين الإيرانية المتمردة».
وكانت الميليشيات الحوثية أقدمت، الشهر الماضي، في صنعاء، على قتل الشاب وليد فاضل، وهو يحمل الجنسية الأميركية، مع والده الناشط الحقوقي نبيل فاضل، الذي أكد في بيان له أن عناصر الميليشيات أعدموا نجله وليد رميا بالرصاص في أحد شوارع صنعاء، بعد أن لاحقوه وأوقفوا سيارته عنوة.
إلى ذلك، قالت رابطة المعونة لحقوق الإنسان والهجرة، وهي منظمة يمنية محلية، إنها ترصد مع الجالية اليمنية في أميركا وتوثق «الانتهاكات والجرائم التي تُرتَكَب ضد المواطنين الأميركيين من أصول يمنية من قبل الميليشيات بعد أن أصبحت ظاهرة مستمرة ولم تعد حوادث عرضية».
وعدت الرابطة في بيان على موقعها الإلكتروني تصاعد الانتهاكات الحوثية، ضد المجنسين أميركيا، «نتيجة طبيعية لثقافة التحريض على الكراهية والعنف التي تتبناها حركة الحوثيين الإيرانية المتمردة في شعاراتها العنيفة ضد أميركا والتي تنعكس على حياة المواطنين الأميركيين من أصول يمنية بشكل دائم أثناء وجودهم في مناطقهم الأصلية الخاضعة للجماعة المتمردة».
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنها «ستقوم بتنظيم عدة فعاليات وأنشطة توجهها للرأي العام الأميركي حول خطورة ظاهرة استمرار الحركة الحوثية الإيرانية المتمردة في استهداف حياة المواطنين الأميركيين في ظل تقاعس الحكومة الأميركية عن إدراج الحركة في قوائم المنظمات الإرهابية كما صنعت في مناطق أخرى أقل خطراً من اليمن».
يُذكَر أن الحركة الحوثية المسلحة، تقوم دعوتها الفكرية والعقدية على شعارها الرسمي المعادي لأميركا وإسرائيل والمنادي بموتهما، اقتداء منها بنهج النظام الخميني الإيراني، كما يحرص زعيمها عبد الملك الحوثي في كل خطبه على نسبة كل الشرور في العالم، إلى الولايات المتحدة، زاعماً أنه يخوض حروبه في اليمن ضدها.