بالرغم من عمق جراح الحرب التي تشهدها البلاد منذ ما يقارب الأربع سنوات في كافة رقعة الجغرافيا اليمنية، وبالرغم من تأثيراتها، غير أنه وبحسب ما يشاهد على أرض الواقع ظلت محافظة مأرب، الواقعة غربي العاصمة صنعاء، مدينة للنور وحاضر للدولة وحضن سبئي فتح ذراعية لكافة اليمنيين.
"لا يكاد يمر يوما واحدا إلا ونحن نرى معالم ازدهار مستمر يتطور إلى الأفضل"، يقول سكان مدينة مأرب، مضيفين "وعجلة تنمية إقتصاد وتعليم وبناء تواصل الدوران نحو النجاح".
تطور عمراني
سنوات أربع فقط مضت، شهدت خلالها مدينة مأرب طفرة نهضويه كبيرة في مجال البناء والتوسع العمراني.
مدينة مأرب التي لم تكن قبيل هذه الفترة سوى شارع صغير شبه مهجور، أصبحت بوجود الدولة، مدينة مترامية الأطراف، تنمو وتزدهر مع مرور الأيام لحظة بلحظة.
بوتيرة عالية، يقول شرف صغير تطور الوضع التنموي في المدينة، فاضحت تمتلك العديد من الشوارع فيها، التي أصبحت أيضا تكتظ بالعمارات والمباني الجديدة.
نهضت نهضة غير مسبوقة.
في ابريل من العام 2016م وجه محافظ المحافظة اللواء سلطان العرادة بعمل دراسات لتنفيذ عجلة التنمية في المحافظة.
خلال هذه الفترة تم إنشاء وسفلته ستة شوارع، تقدر مساحتها ب 174000 متر مربع من المدينة، علاوة على انارتها بحجم 800 عمود إنارة.
وتسعى السلطة المحلية بمحافظة مأرب بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة إلى وضع مخطط حضري جديد للمدينة، فآخر مخطط وضع للمدينة بحسب تصريح سابق لمدير مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة المهندس عبده صالح، أكد فيه أنه كان في 1985م.
وأكد ان وضع مخطط جديد بات ضرورة ملحة فالمدينة تشهد نمواً متسارعاً ٍوتوسع عمراني، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة من الخبراء لوضع مخطط جديد ونموذجي لذلك وهي مستمرة في عملها وستقوم بوضع مخطط اولي للمدينة لمدة ثلاث سنوات لإستيعاب التوسع الذي تشهده المدينة ومخطط حضري استراتيجي لمدة 30 سنة مستقبلية، سيراعى فيه النمو السكاني والعمراني، وشوارع تضمن سلاسة الحركة بالمدينة مع بناء الانفاق والكباري، وتحديد مواقع المنطقة الصناعية، والمناطق الترفيهية والمتنزهات والمتاحف السياحية ومطار المدينة مع مراعاة الحفاظ على البيئة والمناطق الزراعية.
مدينة مأرب التي كان عدد سكانها قبل انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة واحتلال مؤسسات الدولة لا يتجاوز 300 ألف نسمة والتي كان لا يقيم فيها احد وان نال ارفع الوظائف لسوء الإدارة وانعدام الأمن تحولت في الظرف العصيب الذي تمر به البلد إلى سنغافورة اليمن.
هذه المدينة أضحت في فترة وجيزة قبلة الثوار والتجار والأحرار وحاضنة الاستثمار.
اليوم يبلغ عدد من تحتضنهم مدينة مأرب، قرابة مليون ونصف نسمة فيهم نخبة المعلمين والمهندسين والأطباء والخبراء الذين شردتهم الحرب وجور وظلم المليشيا الحوثية الإنقلابية جميعهم لمسوا الاستقرار الأمني وحسن الإدارة فانطلقوا يؤسسوا المشاريع الشخصية والجماعية والعائلية ويساهموا في بناء مارب الحضارة.
وفي سؤالنا للغرفة التجارية عن حجم النشاط التجاري كانت الإجابة انه نظرا للاستقرار الأمني والتسهيلات التي حضي بها كل من وطأت قدمه ارض الحضارة باتت رؤوس الأموال تتدفق إلى مدينة مارب كل يوم وأصبح يفتتح في اليوم عشرات المحلات التجارية الصغيرة وتمنح عشرات التراخيص لمؤسسات تجارية كبيرة، من تجار المواد الغذائية، ومواد البناء والمطاعم، ومحلات بيع الملابس والأدوات المنزلية، ومواد البناء، ومحلات الذهب ولازال رجال الإعمال يهبطون ارض مأرب بسلام للاستثمار في المجال الصناعي والزراعي والتجاري والعقاري.
1000 مشروع تنموي
منذ أكتوبر2015 وهو العام الذي صدت فيه مارب مشروع المليشيا الحوثية الانقلابية وحتى اللحظة تم افتتاح بحسب إحصائية وتصريح سابق لغرفة الصناعة والتجارة في المحافظة ما يزيد عن 800 مشروعً تجاري وصناعي جديد.
هذه المدينة التي أصبحت قبلة اليمنيين لازالت على موعد قريب مع افتتاح مشاريع ضخمة منها ملعب رياضي بكلفة 233 مليون بمدرجات تتسع لـ5 آلاف مشجع، وملحقات أخرى عشب الملعب من ألمانيا وفق المواصفات الأولمبية.
مطار إقليمي وإعلام متواجد
خلال هذه الفترة القياسية أصبحت مأرب على موعد قريب لاحتضان مطار إقليمي وفق مواصفات عالمية.
علاوة على ذلك أضحت المدينة تحتضن في جغرافيتها مؤسسات اعلامية عدة منها مؤسسة سبأ للإعلام التي تضم قناة سبأ الفضائية ومركز بحوث وموقع إخباري وصحيفة وإذاعة.
تعليم جامعي
وكذلك مبنى جامعة إقليم سبأ وسيضم عدد من الكليات تحتوي على أكثر من 20 تخصص نشئت خلال فترة وجيزة منذ إعلانها جامعة بقرار جمهوري في نوفمبر من العام 2016م.
الجامعة خلال أقل من ثلاث سنوات أص
بحت تضم بكافة تخصصاتها أكثر من 5615 طالب وطالبة من أكثر من 16 محافظة يمنية.
تطور صحي
ايضا شهدت محافظة مأرب، تطور لافت في مجال الصحة فانشئت فيها المراكز الطبية منها مركز لعلاج الأمراض السرطانية ومركز لعلاج أمراض القلب ومركز لعلاج مرضى الفشل الكلوي كما سيتم الإعلان عن حل شامل وكامل لمشكلة الصرف الصحي والبدء في إنشاء مدينة صناعية متكاملة وقد تم تحديد مكان وتقديم الدراسات كل هذه المشاريع التي بلغ انجازها حتى اللحظة قرابة 70 % سنسمع خبر افتتاحها قريبا وجميعها بتمويل محلي وبدعم ورعاية من الصندوق السعودي ومركز الملك سلمان.
حركة مصرفية غير محدودة
البنوك والمصارف وشركات الصرافة حضرت إلى مدينة مأرب وبقوة حيث ارتفعت شركات الصرافة من 5 إلى أكثر من 30 شركة صرافة معظمها تشتغل 24 ساعة كما تم افتتاح فروع لعدد من البنوك .
ويشكل النشاط العقاري ابرز النشاطات الذي التفت إليه رجال الأعمال منذ بدا التحرير حيث أنشئت قرابة عشرة مصانع غذائية وشيدت عشرة فنادق فخمة وخمس مدن سكنية وعشرات المطاعم والأسواق المركزية والمولات الكبيرة ومئات الفلل وفتحت قرابة خمسة عشر مستوصف ومستشفى خاص كل ذلك ليلبي احتياجات السكان الذي ترتفع نسبة نزوحهم كل يوم .
وفود إعلامية وزيارات دولية
الاستقرار الأمني الذي تشهده مارب جعلها مأوى المضطهدين والمشردين والأحرار بل شجع قيادات عربية ودولية وسفراء وحقوقيين ورجال أعمال وإعلاميين لزيارة مارب والتجول في شوارعها حيث استقبلت مأرب في الأشهر الثلاثة الأخيرة وفوداً إعلامية وصحفية كثيرة بينهم 20 صحفياً لكبرى وسائل الإعلام الخليجية والعربية، وأكثر من 20 إعلامياً وصحفياً أوروبياً وأمريكيا يعملون في الوسائل الإعلام الكبرى الغربية؛ تجولوا في شوارع المدينة، وكتب العديد منهم عن نهضتها ومستوى الأمن والاستقرار والتعايش الذي تشهده في زمن الحرب.
الإعلاميون تبعهم سفراء الدول الكبيرة فوصل إلى ارض مارب سفير السعودية وتبعه سفير فرنسا وسفير أمريكا وجميعهم التقوا المحافظ العرادة وتجولوا في شوارع المدينة وشاهدوا نهضتها عن كثب .