خاص / الحكمة نت / إيهاب الشرفي
في الثالث من أبريل 2016م اصدر الرئيس "عبدربه منصور هادي" ، قرار جمهوريا قضى تعيين الجنرال "علي محسن الاحمر" نائبا للرئيس، والدكتور "أحمد عبيد بن دغر" رئيسا للوزراء، بدلا عن "خالد بحاح" الذي كان يشغل المنصبين في آن واحد، الامر الذي قضى على مشاريع "بحاح" الضيقة وأنهى آمال الحوثيين المعلقة عليه وبقائه في منصبة .
وعزا مراقبون الى ان قرار الرئيس هادي عزل "بحاح" إلى الإخفاق الذي رافق أداء الحكومة خلال الفترة الماضية في المجالات الاقتصادية والخدمية والأمنية، وتعثر الأداء الحكومي في تخفيف معاناة الشعب وحلحلة مشكلاته وتوفير احتياجاته وعدم كفاءة الرجل في إدارة شؤون الحكومة طوال فترة توليه منصب رئيس الوزراء .
وفي هذا الصدد يقول المحلل السياسي اليمني احمد الشرعبي في تصريح خاص ل"الحكمة نت" أن رئيس الوزراء الدكتور"احمد عبيد بن دغر" تسلم رئاسة الحكومة ، في الوقت الذي تشهده المحافظات المحررة انفلات امني غير مسبوق ، وتعاني من فقر في الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء والأمن وانقطاع الرواتب وغيرها من المشكلات والمعوقات .
واشار الشرعبي ، الى ان فشل "بحاح" في إدارة الحكومة جعل 19مليون يمني أي 80% من السكان بحاجة الى مساعدات إنسانية ، بالاضافة إلى 15 مليونا بحاجة إلى خدمات صحية ورعاية أولية، كما ان فشله تسبب بتعطيل نحو 50% من المؤسسات الصحية في اليمن، وحوالي 20% من هذه المؤسسات تعمل بكفاءة 50% فقط.
ويرى الصحفي اليمني والناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام "بسام الشوذبي" في تصريحاته ل"الحكمة نت" ان حكومة "خالد بحاح" كانت تقريبا شبه مشلولة ، مضيفاً في ذات الوقت أن حكومة بن دغر تمكنت من تحقيق بعض النجاحات وأن كانت قليلة بسبب الإرث الثقيل الذي ورثته من الحكومة السابقة ، مشيرا إلى ان حكومة بن دغر وبالرغم من وضع البلاد الذي تسلمته ، حققة إنجازات تستحق الذكر والاشادة ، واهمها إعلان الميزانية العامة للعام الحالي 2018 م .
من جانبه ، سفير السلام والتعايش بين الشعوب الاستاذ "عبدالرحمن الصباري" أكد في حديث خاص ل"الحكمة نت" أن هناك فرق كبير بين الظروف الذي تولى بها "بحاح" رئاسة الوزراء وبين الظروف التي تولى بها "بن دغر" ذات المنصب .
وقال الصباري في حديثه ل"الحكمة نت" أن "بحاح" تولى رئاسة الدولة في ظل حكومة كفائات وفي ظل ظروف اقتصادية ومعيشية متوسطة وكانت الأمور تمشي وفق توافق سياسي إلى حد كبير وعلى المستوى كبير من الاستقرار مقارنة بالوضع الراهن ، لكن "بحاح" لم يقدم شيئ جديد للشعب ، اوعلى الأقل خطة أو إستراتيجية جديدة يلمسها المواطن بشكل مباشر ، بالإضافة إلى ان شخصية "بحاح" شخصية موجهة وليس صاحب فكر أو قرار إستراتيجي حتى يحدث تغيير وطني على مستوى المحافظات .
وأشار الصباري الى ان "بحاح" كان ينصاع بشكل كبير إلى الأجندة التي توجهه ، على مستوى الداخل أو الخارج ، كما أنه كان يفتقد كثيرا إلى أسلوب الإقناع وفق إحتياجات ومتطلبات المرحلة .
واستطرد الصباري قائلا "بينما الظروف التي تعين بها "بن دغر" كانت ظروف استثنائية ، أمام تحديات كبيرة على المستويين المحلي و الدولي ، وقال ان "بن دغر" يتميز بقدرة كبيرة على الحوار والإقناع نظرآ لشخصيته القوية والوطنية ، مشيرا الى ان تلك الصفات سببت له احراجات وخلقت له اعداء كثر ، وقفوا في طريقه ، لكونه يحمل مشروع وطني كبير يتمثل في إستعادة الدولة والجمهورية والحفاظ على الوحدة الوطنية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل .
مؤكدا في حديثه ل"الحكمة نت" ان رئيس الوزراء "بن دغر" قدم الكثير من الحلول ، منها إعادة السكينة العامة إلى المناطق المحررة ، رغم العراقيل الكثيرة التي يواجهها الرجل ، من أصحاب المشاريع الصغيرة والجهوية و من اجندات داخلية وخارجية تسعى بكل الوسائل إلى عرقلة وافشال حكومته ؛ منوها الى أن الموروث الذي ورثته حكومة "بن دغر" حمل الكثير من المشاكل و التراكمات الكبيرة ، على المستوى الداخلي والخارجي .
واكد الصباري ، ان الدكتور "بن دغر" رجل كبير ودوبلماسي وحواري من الدرجة الأولى ، رجل يبحث عن وطن كبير يتسع للجميع ، قيادي شيخه النظام وقبيلته القانون ، وامنيته دولة مدنية تسودها العدالة والمساواة بالحقوق والواجبات .
واختتم الصباري تصريحاته للحكمة نت قائلا " ان ماحققه بن دغر من إعادة الخدمة لكثير من المشاريع الضرورية من كهرباء و مياه ، وصرف المرتبات وترميم كثير من الموسسات و اعادتها للخدمة وتقديم الكثير من احتياجات الموطنين وحل مشاكلهم ، واستقبال النازحين رغم الظروف المادية والأمنية الشحيحة ورغم وجود النخب السياسية المتناقضة التي تعمل بكل الوسائل الى افشال حكومته ؛ نجاح حكومة بن دغر تعتبر البوابه الوحيدة لعبور الوطن الى بر الامان واستعادة الدولة ونظامها الجمهوري وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل.
وفي ذات السياق يقول الناشط الإعلامي اليمني "حكيم الشرفي" لا وجه للمقارنة بين حكومة بحاح وحكومة بن دغر؛ حكومة بحاح كانت حكومة تنفيذية تنفذ كل مايملى عليها من قبل بعض القوى النافذة في اليمن، بما لايتماشى وسياسة الحكومة الشرعية والذي من شأنه ادى الى خلخلة الأمن والإستقرار وإنعدام الخدمات في المناطق المحررة.
وأشار "الشرفي" الى ان حكومة بن دغر أتت ضمن مشروع وطني ، وتمكنت من استغلال وجودها لتسخير كل الإمكانات المتوفرة لتعزيز وجود الشرعية في المناطق المحررة ، وحاولت جاهدة الاستفادة من سلبيات حكومة بحاح المتعثرة ؛ كذلك عملت على التوافق بين كل القوى السياسية داخل الشرعية وتحت مظلة واحدة تحمل مشروع وفكر وطني محض ، لذلك لانستطيع أن نقارن بين الحكومتين لما تحمله كل حكومة من مشاريع منها مايخدم الوطن والمواطن ومنها عكس ذالك.
من جانبه القائد الميداني في المقاومة الشعبية بحيفان - تعز ، "توفيق جازم العريقي" يقول في حديث خاص ل"الحكمة نت" لم نلمس اي إنجازات على أرض الواقع في ظل حكومة "بحاح" ، بالإضافة إلى انكشاف أمره ، حيث اتضح انه يعمل إلى جانب الانقلابيين لإجهاض الشرعية في اليمن .
ويرى "العريقي" في تصريحاته أن الدكتور "بن دغر" أثبت الواقع أنه رجل صاحب خبرة وإدارة ، ورجل قانون ودولة ، مضيفا انه وفي ظل حكومته استطاع ان ينجز الكثير على أرض الواقع ، وعمل على إرساء قواعد الشرعية بالإضافة إلى حكمته وحنكته السياسة تمكن من إدارة الحكومة في ظل وضع صعب جدا وخاصة في مدينة عدن .
ويقول الاستاذ "أمين البعني" مدرس لغة عربية في محافظة إب ، والذي تحدث ل"لحكمة نت" قائلا "رغم فظاعة الكارثة التي تسبب بها "بحاح" وبشاعة الحالة الانسانية التي خلفها في الشعب اليمني، الا ان الرجل لم يتوانى لحظة طوال فترة توليه منصب رئيس الوزراء ، في عرقلة جهود الشرعية ، وتقديم الخدمات المتتالية لمليشيا الحوثي.
واستطرد البعني قائلا "كنا غير مقتنعين بتولي بحاح رئاسة الوزراء ، وكنا نشك بأن الحوثيين هم من دفعوا به لرئاسة الحكومة ، حتى انكشف المستور وبانت الحقيقية حينما ودعته المليشيا رسميا من العاصمة صنعاء لتنفيذ مخططاتها في عدن ، واتضح ذالك جليا من خلال إشادته المتكررة بالحوثيين واصفا إياهم بالاخوة ، فيما يشن هجومه المتكرر على الرئيس هادي والحكومة الشرعية".
الجدير بالذكر ان خالد بحاح قبل عزله من منصب رئيس الوزراء ، عمل بكل إصرار على إبقاء المنظمات الأممية في العاصمة صنعاء ما سهل للحوثيين التنسيق مع الأمم المتحدة بعيداً عن الشرعية والتحالف العربي ؟ كما رفض "بحاح" قطع العلاقات اليمنية مع إيران ، ومخالفته لإعلان الرئاسة اليمنية قبل أن تقوم الأخيرة بإصدار بيان تأكيدي بالقطع وسحب السفير من طهران ، بالإضافة إلى الوقوف ضد قرار عزله حيث وصف قرارات الرئيس هادي بالانتحارية مهددا الشعب اليمني انه سيدفع الثمن.