أثار تدشين مشروع "عدن للإتصالات" بهجة شعبية ونخبوية كبيرة، خصوصاً بعد الإعلان عن خصائص الخدمة وامتيازاتها، فمنهم من وصف سرعة النت بـ"الصاروخ". والبعض كتب: وأخيراً سيحظى الشعب اليمني بـ"نت محترم".
مكاسب وطنية
فبربط "كيبل" جديد إلى عدن عبر البحر تديره السلطة الشرعية يعد انجازاً عظيم، يحقق لليمن عدة مكاسب وطنية، سواءً على صعيد الجبهات أوعلى صعيد خدمة المواطنين.
من هذه المكاسب؛ اولاً؛ تقديم خدمة للمواطنيين توفر عليهم 80٪ مما كانوا يصرفونه على الاتصالات والانترنت.
ثانياً؛ يقدم للمواطنين عدد كبير من خدمات الاتصالات والانترنت لم تكن متوفرة، لأن الكيبل الجديد أحدث ماوصل إليه العالم.
ثالثاً؛ يقطع الدخل الرئيسي عن الانقلابيين الذي يتجاوز 50٪ من إيراداتهم التي يمولون بها قواتهم.
رابعاً؛ يتوقف احتكار شركات الاتصالات ويفتح للناس الاتصال عبر الانترنت وبرامج التواصل لأن الكيبل الجديد يوفر سرعة انترنت عالية جداً تصل إلى 80 ضعف الحالية.
خامساً؛ ينهي أهم مصدر استخباراتي بيد الحوثي يتنصت عبره على القيادات والجبهات والمسؤلين في المناطق المحررة.
سادساً؛ ينهي تحكم عناصر الحوثيين بالاتصالات والانترنت عندما كانت تقطعها متى تشاء.
سابعاً؛ يؤسس لمرحلة قادمة من استقلالية الأقاليم، حيث وعد دولة رئيس الوزراء عن مشروع ربط كيبلين بحريين آخرين؛ أحدهما إلى الحديدة والثاني إلى حضرموت.
نقلة نوعية
من جهته أوضح القيادي في المقاومة الجنوبية، عبدالسلام بن عاطف، في تصريح خاص لـ"الحكمة نت" أنه وأثناء الحرب في المحافظات الجنوبية في الفترة بين مارس-يوليو 2015 كانت الاتصالات أهم أسلحة الحوثي، فعبرها كانت تتجسس على الجميع وتحصل على المعلومات التي تريدها، وعبرها كانت ترصد الجبهات وكل تحركات المقاومة.
وتابع بن عاطف "أتذكر أن ميليشيا الحوثي عطلت علينا عدة عمليات هجوم عبر قطع الاتصالات، لأنها كانت وسيلة التواصل الوحيدة بين المقاومة والجبهات.. وقد حاول عدد من التجار فتح شركات اتصال أثناء الحرب وبعدها؛ ولكن كان التحكم بـ"الكيبل" اليمني في صنعاء ففشلت كل المحاولات.
اتهامات باطلة
هذا المشروع ارتبط في بداية إقراره باتهامات طالت شخص رئيس الحكومة الدكتور احمد عبيد بن دغر، تتعلق بفساد مالي ونهب مبلغ 5 مليار من إيرادات عدن، وما ان أتت لحظة افتتاح المشروع الذي تبلغ كلفته عشرة أضعاف المبلغ المسحوب من حساب إيرادات عدن، حتى اتضحت الصورة جيداً أمام الاتهام الباطل والمزيف الذي طال رئيس الحكومة، وهنا كان للعديد من الكتاب والصحافيين والناشطين وقفاتهم في مراجعة الذات المجتمعية.
"اتصالات عدن" واقع وحقيقة
في هذا الشأن ذكّر رئيس موقع "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، بـ"الاتهامات التي طالت رئيس الوزراء قبل أشهر من اليوم بأنه استولى على 5 مليار ريال من إيرادات عدن وصرفها في مشروع وهمي".
وقال "عدن للإتصالات" صارت شيء واقعي وحقيقي وبحسبة بسيطة فإن "عدن" ستورد إلى خزينتها بدلا عن 5 مليار ريال يمني مئات المليارات من الريالات في الشهر الواحد كانت تذهب إلى جيوب "الحوثيين".
وأضاف "9 أشهر وربما أكثر وسط جلبة غوغائية كان البعض يلوك اسطوانة أين الخمسة مليار؟ واليوم تأتيهم الإجابة واضحة وصريحة هاهي أمامهم".
الاعتذار بشجاعة
وها هو الكاتب الصحافي، نبيل غانم، يتساءل، في مقال رصده "الحكمة نت"، عن "شعور كل من اتهم وردد ونشر هذه الفرية على الأخ رئيس الوزراء بعد ظهور حقيقة الأمر".
وأضاف "هل نتدارك الأمر من الان ونصلح ما أفسده البعض ويتم الإعتذار لرئيس الوزراء وبنفس الشجاعة والجرأة التي أعلن بها إتهامه، ونترك الحكومة تبني ماهدمته الحرب ونكون عوناً لها في كل ماهو خير للبلاد والعباد؟".
هاشتاج #شكراً_بن_دغر
وقد تضمنت منشورات المواطنين الشكر لرئيس الوزراء، الدكتور احمد عبيد بن دغر، تحت هاشتاج #شكراً_بن_دغر. على وفائه بتحقيق هذا الهدف الذي طال انتظاره وسط اتهامات وتحديات وعرقلات كثيرة واجهت عمله.