شهدت التجاوزات الأخيرة التي مارستها الإمارات في جزيرة سقطرى ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيسبوك"، وكذا الصحافة المحلية والعربية، حاشدة إجماع حول اعتبارها انتهاكات تمس السيادة الوطنية.
مازاد الطين بله تلك التصريحات الرسمية لمسؤولي وكذا شخصيات نخبوية إماراتية بررت السلوك الإماراتي بأعذار أقبح من الذنب نفسه وبل ومستفزة في كثير منها وفي نفس الوقت كاشفة الغطاء عن انياب الإمارات ونظرتها للجزيرة وللشعب اليمني.
الموقف الحكومي في مرابطة دولة رئيس الوزراء، أحمد عبيد بن دغر، في الجزيرة، لاقى حملات تضامن واسعة، حيث وصفه متابعون بالموقف الشجاع.
كما عبر البعض من استيائهم ليس من التجاوزات الإماراتية فحسب بل من الموقف المتهاون والذي وصف بـ"وصمة العار" على المجلس الانتقالي، وبعض قيادات جنوبية تدعي رفعها لشعار "القضية الجنوبية" فيما كانت بالأمس القريب من أشد الدعاة الى الوحدة، وشريك في السلطة والحكومة الشرعية.
وقد رصد "الحكمة نت" سلسلة تغريدات، لخص بها المحلل السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي، عبدالسلام عاطف جابر، التجربة التاريخية والسياسية لهذه الشخصيات، قائلاً إن "العيب والشعور بالعار من الوقوف الى جانب دولة أجنبية ضد بن دغر يأتي لكونه جنوبي وشريك في دولة الجنوب، اليوم هو جنوبي وحدوي وقد يأتي يوم يغير موقفه حاله كحال هاني بن بريك واحمد لملس.
وسواء كان ذلك ممكناً او لا فإن بن عاطف يشير إلى أن بن دغر قائد جنوبي قوي، وواجب الجنوب ان يحافظ على قوته، فهو مهما حدث من خلافات واختلافات لن يقبل ان يصيب بلاده الجنوب اي مكروه على عكس الأجنبي الذي لن يهتم بمصلحة وطن ليس وطنه.
ولفت القيادي الحراكي إلى أن العشرات من قيادات المجلس الانتقالي، منهم لملس وبن بريك وعقيل العطاس، وعدنان الكاف، كانوا مع الوحدة اليمنية، بل ويناصبون "الجنوب العربي" العداء"، مذكراً بأنه "في اجتماعاتنا بـداية حرب 2015 كان شيخنا وزميل السلاح هاني بن بريك يقول إن الوحدة أصل من أصول الدين".
وبالإشارة إلى الأفعال الوحدوية لبن دغر في الجنوب، والتي تتلخص بالرفض السياسي فقط لمبدأ الإنفصال دون إلحاق الضرر بالجنوبيين، كما فعل غيره حين كان وحدوي، يقول بن عاطف إن "ممارسات بن دغر تعتبر رحمة مقارنة بما فعله الأخ لملس يوم هجومه على مخيم الشهيد البكري بداية الحراك، ويوم قدم الغذاء والدعم المادي والمعنوي للحوثيين في حرب 2015"، منوهاً إلى أنه "لو تعاملنا معه حينها كما تتعاملون مع بن دغر فلن نكن حينها لنكتفي بقتله".
وأضاف أن "عدالة القضية الجنوبية وصبرنا عليهم وعدم تسرعنا ضدهم، أعطاهم الوقت الكافي للتفكير وتعديل موقفهم"، داعياً الحراكيين إلى "الصبر على بن دغر وعدم الوقوف مع الأجنبي ضده، فقد يكون يوماً ما أحد قاداتكم الأقوياء".
وشدد بن عاطف "على الجنوبيين أن يدركوا أن الجنوب لكل الجنوبيين، سواء كان حراكي او وحدوي او استقلالي، مسلم او يهودي او مسيحي او ملحد، مجلسي انتقالي او شرعية"، مؤكداً أنه "لا تستطيع فئة او جماعة اجتثاث أخرى، والتاريخ يذكر أن من يُهزم يوماً ينتصر بعده، فلا تنخدعوا وتزرعوا فتناً تدمر الجنوب ورجاله".
#الحكمة نت