ايهاب الشرفي / الحكمة نت
*من اقوال "بن دغر" ((لقد نجحنا في الفترة الماضية وبإمكانيات محدودة بل وبموارد شحيحة عندما كانت هذه الخدمات في أسوأ حالاتها، وسننجح مرة أخرى اليوم بدعم المواطنين في استعادة الأمن والخدمات. بل إننا سنضع حجر الأساس لمشاريع جديدة في عدن وفي لحج وأبين والضالع. وسنفتتح مشاريع هامة في مأرب وشبوة وحضرموت والمهرة كنا قد وضعنا حجر أساسها))*.
يرى رئيس الوزراء اليمني الدكتور "أحمد عبيد بن دغر" ، أن الحل للازمة اليمنية ، يكمن في إحلال السلام و تطبيق القرارات الأممية ، وفقا للمرجعيات الثلاث ، والبداء الفوري بإعادة إعمار ما خلفتة الحرب طوال الأعوام الثلاثة الماضية ، وبناء وطن يتسع للجميع من ستة أقاليم التي أجمع عليها كل مكونات الشعب اليمني في مؤتمر الحوار الوطني الشامل .
وبحسب تصريحات ومواقف "بن دغر" منذ توليه منصب رئاسة الوزراء قبل عامين وحتى اليوم ، فإن محاولة فهم رؤيته للشكل الأمثل في بناء اليمن الجديد بالمرحلة المقبلة ، نستطيع تلخيص ذالك في المحاور التالية ، وفقا لقرأة مبسطة وفهم شخصي لايعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي او الشخصي ل"بن دغر" .
🔹المحور الأول : الثوابت الوطنية
🔸اعادة بناء الهوية الوطنية
يعتبر "بن دغر" في معظم لقائته الإعلامية وتصريحاته الصحفية ، واجتماعته الاعتيادية والغير اعتيادية ، ان ترسيخ مبادئ الهوية الوطنية هي اللبنة الأولى في حلحلة أساس المشكلات التي تمر بها الأمة اليمنية ، اذ يؤكد إن البحث عن هوية حديثة لا علاقة لها بحاضرنا وماضينا ولا علاقة لها بتاريخنا، يعد أمراً أكثر صعوبة على الفهم .
ثم ان الرجل يعتبر ان الهوية الوطنية تتعرض اليوم للكثير من التشويه والتجريف من قوى خارجية تسعى لخلق شرخ مجتمعي لايمكن معالجته ان استفحل الأمر وخرج ذالك عن إطار الممكن ، اذ يحذر من استفحال الصراع حول الهوية الوطنية وجعلها خلافات ونقاشات حادة ومحل قبول ورفض ، وتحويل ما كان يمنياً و وطنياً خالصا إلى مشكوكاً فيه ومعزولاً عن تاريخنا وجغرافيتنا وثقافة وعادات وتقاليد الشعب اليمني".
ويرى "بن دغر" ان لديه قناعات راسخة ان اليمن هو هويتنا الوطنية القادمة من أعماق التاريخ المنتجة لثقافتنا وحضارتنا الضاربة ، ويعتقد من خلال خطاباته وتصريحاته ، إنه من الواجب علينا إعادة النظر في ترسيخ هذه الثوابت ، وزرع الإيمان بالهوية الوطنية في قلب كل يمني ، حتى يتسنى لأي حكومة بناء الدولة اليمنية الحديثة .
🔸الحفاظ على المكاسب الوطنية التاريخية
تؤكد خطابات الرجل وتصريحاته ان من اهم ركائز الوطنية ، الإدراك الكامل بأن ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين مكسب تاريخي يحتم علينا الحفاظ على اهدافها ، وتقدير تضحيات ابآنا في سبيل تحقيق النصر على اعداء الشعب اليمني شمالا وجنوبا ، ولا يمكن بناء الدولة اليمنية الحديثة دون الارتكاز على الأهداف العليا لهاتين الثورتين .
ويرى ان مناضلي سبتمبر واكتوبر سلموا لنا وطن خالي من الإمامية العنصرية ، خالي من الإستعمار ، وطن ترفرف عليه أعلام الحرية والعدالة والمساواة والأخوة الحميمية، اذ يؤكد انه لن يفارق قيمهم ومبادئهم، ولن يتخلى عن تضحياتهم الجسيمة في سبيل هذا الوطن .
كما ان "بن دغر" يرى أن الحفاظ على الوحدة اليمنية ركيزة أساسية للتنمية في مستقبل اليمن ، مع الاخذ بعين الإعتبار دراسة الأسباب التي أدت إلى نمو شعور قوي معادي للوحدة في بعض المحافظات الجنوبية والعمل على حلحلة وتجنب الإشكاليات و المظالم التي أنتجها النظام السابق ، ويرفض "بن دغر" الخلط بين مفهومي الوحدة والنظام السياسي ، الذي ترعاه قوى كثيرة ومختلفة ، جعلت منه ثقافة وقيم ليتسنى لها ترويج مفهوم التقسيم والتقزيم والتجزئة.
🔸مشاركة كل الأطراف السياسية
ينظر "بن دغر" الى ان الجميع شركاء في بناء اليمن الحديث ، دون إقصاء لاي مكون من مكونات الشعب اليمني ، حتى أولئك الذين وجهو اسلحتهم نحو الحكومة ، بشرط التخلي عن السلاح والعنف والانخراط في العمل السياسي والديمقراطي بحسب القانون .
ويرى ان من حق اي حزب او جماعة او فئة التحول إلى طيف سياسى لخوض المنافسة الديمقراطية التى عبرها يقرر الشعب من يحكمه، ومن حق كل حزب ان يحقق ذاته ويعبر عن آرائه ويثبت وجوده بكل حرية، وفقا للقانون والدستور اليمني .
🔸تثبيت ودعم الوحدة العربية
تؤكد تصريحات "بن دغر" موقفه الثابت من الوحدة العربية ، والعمل العربى المشترك ، باعتبار ان اليمن واحدة من الدول المؤسسة لجامعة الدول العربية ، وان موقفه ثابت تجاه تحقيق الوحدة العربة .
اذ يؤكد ان الدول العربية جميعًا تواجه خطرًا يهددها ويريد تقويض امنها واستقرارها ، وتخريبها وتصدير الطائفية لتمزيق مجتمعاتنا ضمن مشروع تخريبى كبير ، لهذا فإن الموقف العربي الموحد يعد خط متقدم لصد هذه المخططات الخبيثة التى تستهدف الامة العربية ، ولا يمكن تحقيق ذالك إلا بالوحدة العربية الشاملة .
🔹 المحور الثاني : البناء والتنمية
🔸بناء المؤسسات العامة والخاصة
يسعى بن دغر جاهدا ، إلى الإسهام فى التخفيف من معاناة اليمنيين وبسط سلطة الدولة، وتحقيق نجاحا ملموسل في شتى المجالات ، وبكل عزيمة وإصرار وعمل جاد ، تجد ان الرجل لا يتوقف عن أداء مهامة ومتابعة سير الأعمال الحكومية ، وبناء وترميم وإنشاء المؤسسات الخدمية والتنموية في اليمن ، بالإضافة الى تلمس الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية للشعب اليمني .
حيث يرى ان على الحكومة ، إرساء السلام و تأسيس دولة النظام والقانون ، دولة اليمن الاتحادى من ستة أقاليم ، وبناء كامل لمؤسسات الدولة الخدمية والانشائية ، ومشاركة القطاع الخاص في بناء شكل الدولة المدنية الحديثة ، من خلال تقديم التسهيلات وتذليل الصعوبات والمعوقات لهذا القطاع .
كما يرى "بن دغر" أن اعتماد الحكومة استراتيجية بناء الدولة بمنظومة متكاملة فى المجال الفكري والتعليمي والاقتصادي والعسكري والاجتماعي ، كفيل بأن يحقق نجاحات باهرة فى اجتثاث الفقر والتخلف وبناء اليمن الاتحادي الجديد .
🔸بناء إقتصاد قوي
تسببت مليشيات الحوثي بخلق أزمة اقتصادية قوية لم تشهدها اليمن في تاريخها ، لذى يضع "بن دغر" التنمية الإقتصادية في اولويات مهامه ، وهذا ما ترجمته تحركاته منذ عامين ، وإقراره الموازنة العامة للعام الحالي 2018 م ، الذي يهدف من خلاله إلى إعادة إنعاش الإقتصاد الوطني المتوقف منذ العام 2014 م .
كما نهبت مليشيا الحوثي اكثر من 8 مليارات دولار من خزينة الدولة، و6 تريليونات من العملة المحلية ، وهو ماجعل الإقتصاد اليمني في حالة إنهيار متنامي ، وعليه فإن بن دغر يرى ان بناء إقتصاد قوي من شأنه بناء الدولة ، والمساعدة على الإستقرار الكامل لكل الوطن ، كما انه سيولد الكثير من فرص العمل وخلق التنمية المستدامة في الوطن .
🔸تشيد البنية التحتية
منذ تولى بن دغر منصبة ، وهو يسعى الى خلق بيئة من التنمية والاستقرار ، وعملية بناء البنية التحتية للوطن ، من خلال شق الطرقات وسفلتت الشوارع والأحياء ، وبناء المؤسسات وإعادة ترميم ما خلفتة الحرب الحوثية ، اذ يؤمن الرجل ان لا تنمية ولا تطور ولا مستقبل في ضل الفوضى وامتشاق السلاح.
ويرى ان تشيد البنية التحتية من شأنه المساعدة في بناء الدولة ، التي تقتضيها المسؤولية الوطنية تجاه الشعب اليمني ، من خلال العمل على إنهاء أزمته وحماية الجمهورية وصون أهدافها ومبادئها ، ويؤكد ان الحكومة ستواصل جهودها في بناء المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية، وستقنع الشركاء في جعل هذه المؤسسات موحدة تحت سلطة واحدة هي سلطة الدولة ، وتعهد بن دغر بإعادة خدمات الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنظافة وغيرها الى مستوى يليق باليمن وأهلها .
🔸تعزيز موارد الدولة
يؤكد "بن دغر" في تصريحاته المختلفة ، ان الحكومة تتعامل مع الوضع الراهن وفق المعطيات المتغيرات الطارئة، لكنه يؤكد أيضا انه يسعى بشتى الوسائل الممكنة إلى إحلال السلام الدائم الذى يرتضيه كل أبناء اليمن وفق المرجعيات الثلاث ، واستعادة المؤسسات وبناء الاقتصاد وتعزيز موارد الدولة لتحقيق التنمية وبناء اليمن .
ويرى بن دغر ان على الحكومة ان تبحث عن حلول عاجلة ودائمة لحل مشكلة الإيرادات و الخروج من حالة الحرب وحالة العداء، وبناء الدولة والسلطة و توزيع الثروة بشكل عادل على جميع المحافظات ، لتحقيق مشروع الدولة الحضاري في بناء يمن اتحادي جديد وقوي ، من خلال تفعيل دور الدولة في استغلال الثروات الطبيعية في اليمن كالنفط والغاز ، و تشغيل و استغلال المنافذ والموانئ البحرية ، والثروة السمكية ، وتفعيل الدور الزراعي الرائد لليمن ، والمطارات والاستفادة من الموقع الحيوي الهام لليمن ، وتشغيل واستقطاب العقول المحلية وتفعيل دور المجتمع .
🔹المحور الثالث : بناء الجيش والأمن
يؤكد بن دغر في خطابته مرارا وتكرار ان الحكومة تعمل وستعمل على دعم قوات الجيش الوطني في مختلف مناطق اليمن ، ويدعو الى دمج التشكيلات العسكرية في إطار الجيش الوطني تحت قيادة الحكومة ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية .
ويرى ان لا دولة ولا وطن بدون جيش وطني قوي ، يعمل على حماية أمنة واستقراره والذود عن أراضية ، ولا إستقرار دون وجود قوات امنية كافية لتحقيق السكينة العامة وحفظ حقوق الوطن والمواطن ؛ كما يؤكد ان الحكومة ستعمل على منع الإعتداء على أراضي الدولة والمواطنين والمستثمرين وستفعّل أجهزة الأمن و الشرطة وأجهزة التحري التي تضررت جراء الاحداث الاخيرة التي يمر بها الوطن .
ولا شك بأن من يريد بناء الوطن لا يريد قتال ولا دماء وهذا ما يؤكد عليه "بن دغر" مرارا ، انه أمر لن يمنحه لمن يريده لكنة يشدد على بذل الحكومة كل الجهود لوقف التدهور المريع للأمن، و وقف عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من الدعاة وأئمة المساجد ورجال الجيش الوطني والأمن وقادة الأحزاب.
🔹المحور الرابع : التعليم والصحة
🔸بناء وتاهيل المؤسسات التعليمية
يؤمن بن دغر بالأهمية البالغة للعملية التعليمية في كل الحضارات التي وجدت وتتواجد على كوكب الأرض ، لذالك عمل على بناء وزارة التعليم العالي بعد انهيار معظم مؤسسات الدولة ، كما وجه بضخ المزيد من الأموال للجامعات في عدن، وحضرموت وتعز، كذالك وضعت حكومة بن دغر ، حجر الأساس لجامعة مأرب، و أبين ، وافتتحت كلية مجتمع جديدة، في ظل حالة الحرب وتوقف 80% من إنتاج النفط المصدر الأول للموازنة العامة للدولة.
ويرى "بن دغر" ان الجهود الحكومة في مجال التعليم ستتوزع ، على تشيد المباني الجامعية والكليات والمدارس ، كما انها ستعمل على استكمال حل مشكلة مخصصات الطلاب المبتعثين دون تميز، كما يشدد "بن دغر" على ضرورة الارتقاء بالعملية التعليمية حتى تواكب المرحلة التي يمر بها العالم من تطور تكنولوجي وثقافي ، ويهدف لبناء الألف المدارس الحكومية وتشجيع المدارس الخاصة ، والاهتمام البالغ بالمعلم تقديرا لمكانته ودوره في المجتمع .
🔸حق المواطن في الخدمات الصحية
ويرى بن دغر ان من حق كل مواطن يمني الحصول على الرعاية الصحية الكاملة وبأقل التكاليف وفقا لمخرجات الحوار الوطني التي كانت وستبقى انتاجاً فكرياً متوازنا ومتزناً مراعياً للمصالح العامة والخاصة .
ويرى ان بناء وتعزيز المستشفيات وتحسين الخدمات من شأنه التخفيف عن حياة المواطن الذي تجرع الظلم طوال الفترة الماضية ، كما يرى ان اليمن يمتلك من العقول المؤهلة والأطباء العباقرة موزعين في معظم دول العالم ، ويجب علينا توفير البيئة والمناخ المناسب لهم في وطنهم اليمن ، حتى يفيدوا ويستفيدوا .
🔹المحور الخامس : الجميع شركاء في الحل ورسم ملامح الدولة
يرى "بن دغر" ان الجميع معنويون ومسؤولون في البحث عن حلول للازمة اليمنية ، وعليهم البحث جيداً وبكامل الحرية في واقعنا الثقافي والعلمي وارتباطه بواقع حياتنا الاجتماعية والاقتصادية ، وأسباب الانهيار الفكري والانحراف عن المسار الطبيعي الذي ولد حالة الصراع والاحتراب في اليمن .
اذ يؤكد ان علينا أن نتحلى بقيم التسامح والصفح والمحبة والتحلي بروح الإسلام وجوهره، وأن نقبل ببعضنا البعض، فالكراهية والبغضاء لا تحصد سوى مزيد من الفوضى، لا ينبغي تشويه وعينا الإجتماعي وثقافتنا بقيم لا صلة لنا بها.
ويؤكد "بن دغر" ان مخرجات الحوار الوطني كانت وستبقى انتاجاً فكرياً متوازنا ومتزناً مراعياً للمصالح المشتركة، واختراقاً ديموقراطياً وفكرياً في حياتنا السياسية فلا إقصاء ولا إلغاء ولا تفريط ولا إفراط، لهذا تجد هذه المنظومة من الفكر السياسي القبول من الغالبية المطلقة من أبناء اليمن. ومن المهم أن يبقى الخلاف حولها في الإطار السلمي.